كانت مشاركة العراق في هذه الدورة متميزة بمشاركة خمسة افلام احدها في مسابقة الفيلم الطويل .. من هذه المجموعة يعود المخرج العراقي بهاء الكاظمي، صاحب الفيلم الروائي القصير «أقدام تشنق الورود»، والفيلم القصير «للرجال فقط»، إ
كانت مشاركة العراق في هذه الدورة متميزة بمشاركة خمسة افلام احدها في مسابقة الفيلم الطويل .. من هذه المجموعة يعود المخرج العراقي بهاء الكاظمي، صاحب الفيلم الروائي القصير «أقدام تشنق الورود»، والفيلم القصير «للرجال فقط»، إلى مهرجان دبي السينمائي الدولي، بفيلم «جاري الاتصال...».
ويحكي الفيلم قصة امرأة تتعرض لصدمة إثر فقدان ولدها في زمن الحرب، وترفض أن تتقبل فكرة موته، رغم كل الأدلة الواقعية والمادية التي تثبت ذلك. فنجدها تصرّ على محاولة الاتصال به عبر هاتف محمول تجهل استخدامه. يأتي فيلم «رئيس»، في عرضه الأول عالمياً، للمخرج العراقي رزكار حسين، الذي فاز فيلمه «بايسيكل» بجائزتي أفضل فيلم قصير، وأفضل سيناريو في دورة العام 2012 من «مهرجان الخليج السينمائي». ويحكي الفيلم الذي حصل على دعم من صندوق "إنجاز" لمهرجان دبي السينمائي الدولي، قصة مجموعة من الشبان، أعطوا لأنفسهم اسم «مجموعة النمر»، يبحثون عن طرق جديدة للترفيه، ما بين لعب كرة القدم والسباحة، وتقرّر هذه المجموعة اختيار رئيس لها، إلا أنه يتحوّل إلى ديكتاتور.
ويعود المخرج العراقي علاء محسن، صاحب الفيلم الوثائقي «طفل العراق» بفيلم جديد عنوانه «أطلق يديّ» في عرضه الدولي الأول. يغوص الفيلم عميقاً في حياة حيدر (42 عاماً)، الذي يأخذ المشاهد في رحلة ليتعرف على ظروف اعتقاله خلال التمرد الذي حدث في العراق العام 1991. ورغم ماضيه الكئيب، إلا أن حيدر لا يزال متفائلاً بأن أبناءه سيحظون بفرصة عيش كريم وآمن في وطنهم الجديد الدنمارك.
وتشارك المخرجة العراقية سما وهّام بعرض فيلمها «غنّيلي» لأول مرة عالمياً. الفيلم يطرح فكرة البحث عن الهوية والتواصل مع الجذور لإحدى الأقليات المهددة في العراق، وهي الأيزيدية. تبحث المخرجة في تاريخ عائلة لرسم صورة مبسطة عن تاريخ العراق الحديث، في محاولة لسرد قصيدة سينمائية عن حلم وطن مزقته الدكتاتورية والحروب، وانتشرت فيه ثقافة العنف والتطرف الديني والطائفي.
يقدم المخرج والمنتج والممثل سوران إبراهيم فيلمه الجديد «صمت النمل». وكان لمع نجم هذا المخرج الموهوب بعد أدائه لدور البطولة في الفيلم الشهير «السلاحف بإمكانها الطيران» للمخرج الإيراني بهمن غوبادي. تدور أحداث «صمت النمل» الذي يعرض للمرة الأولى عالمياً؛ حول ثلاث شخصيات مركزية، ويناقش مسألة حياة وموت ودوافع الأشخاص الذين يعيشون حياتهم كما يريدون.
دورة هذا العام من المهرجان شهدت طفرة نوعية في مشاركة افلام الامارات التي شهدت في مسابقتها للمرة الأولى في تاريخها تنافس 4 أفلام إماراتية. وعلى هامش المسابقات استضافت باحة المهرجان ثلاثة من مخرجي ومنتجي الأفلام الأربعة الطويلة المشاركة في المسابقة: «ساير الجنة» لسعيد سالمين، و«عبد الله» لحميد السويدي، و«في سيرة الماء والنخل والأهل» لناصر الظاهري، والفيلم الرابع هو «زنزانة» لماجد الأنصاري.
واعتبر مسعود أمر الله، المدير الفني للمهرجان، أن مشاركة 4 أفلام إماراتية طويلة فيه أمر يدعو للفخر ، وقال في المؤتمر الصحفي : إن المشاركة الإماراتية لهذا العام تعتبر تاريخية لكونها المرة الأولى التي تعرض فيها 4 أعمال محلية طويلة ضمن المسابقة الرسمية.
ويشارك المخرج نيكولاس هيتنر رؤيته لعمل الكاتب آلان بينيت في مذكراته الشهيرة «سيّدة الڤان»، في فيلم يحمل الاسم ذاته، من بطولة الممثلة ماغي سميث. تلعب سميث دور الآنسة شيبرد، وهي سيدة مسنّة ومشردة، تقرر بعد التعرض لأوضاع صعبة عدة مرات، أن تقيم في سيارتها «الفان» القديمة، أمام منزل كاتب مسرحي، ولمدة 15 عاماً. تأخذنا القصة الذكية في رحلة تظهر صداقة طويلة من نوع آخر.
أما فيلم «فيكتوريا» للمخرج سيباستيان شيبر، الذي حصل على عدد من الجوائز العالمية، فهو مختلف تماماً عن أي فيلمٍ آخر هذا العام. فقصته التي تحبس الأنفاس تروي حكاية فيكتوريا؛ الشابة الإسبانية التي تلتحق بالمجموعة الخطأ، خارج نادٍ ليلي في ألمانيا، وتصبح شريكة في أفعالهم غير القانونية. يُعتبر الفيلم تجربة سينمائية فريدة ومبتكرة، اعتُبرت جريئة تماماً في رسمها لحدود جديدة لعالم السينما.
ويعرض فيلم «الخط الأصفر الرفيع» للمخرج سيلسو غارسيا، في أعقاب نجاحه في عدد من المهرجانات السينمائية العالمية، وحصوله على عدد من جوائز الجمهور. يروي الفيلم قصة مجموعة من خمسة رجال يُطلب منهم طلاء خط الشارع الأصفر الذي يمتد على طول طريق صحراوي سريع. ومن خلال الشخصيات المسلية، والمناظر الجميلة، تأخذنا القصة إلى أماكن غير متوقعة في ما يسرد الرجال، مدفوعين ببطء تقدم العمل، حكايات من حياتهم البائسة.
المخرج فريد إسلام، الذي حصل فيلمه الروائي الأول «Istanbul United» على إعجاب النقاد، يشارك بفيلمٍ جديد يحمل اسم «يلا! أندرغراوند» (Yallah! Underground). يقدم الفيلم مجموعة من أهمّ الموسيقيين في العالم العربي، موثقاً أعمالهم وأحلامهم ومخاوفهم، في زمن يشهد تغيراً عظيماً في المجتمعات العربية. لقد كافح الفنانون من الشباب العرب أعواماً طويلة حتى يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم بحرية، وحتى ينشروا هذه الحرية في مجتمعاتهم. وعلى غرار الكثيرين، كان الفنانون في دول «الربيع العربي» يحلمون بغد أفضل، وشاركوا في الاحتجاجات، ليجدوا أنفسهم الآن ممزقين بين مشاعر اليقظة من الأوهام، والآمال الضبابية بمستقبل أفضل.
ويقدّم فيلم «فاطمة»، للمخرج فيليب فوكون، رؤية فريدة لتجربة المهاجرين. فاطمة، وهي أم لابنتين، هما: سعاد التي تبلغ من العمر 15 عاماً، ونسرين التي تبلغ 18 عاماً، تمتلك عزة نفس شديدة، ولكنها تشعر بالقلق على ابنتيها، في الوقت الذي لا يمكنها فيه التعبير عن مشاعرها لهما، نظراً لسوء لغتها الفرنسية. تعمل فاطمة خادمة لتوفر لابنتيها أفضل فرص العيش، قبل أن تتعرض لإصابة تمنعها من مواصلة العمل. «فاطمة» فيلم مُلهم، يتطرق إلى مشاكل اللغة والهوية والثقافة وتجارب التربية.
يبرز فيلم «مدام كوراج»، للمخرج السينمائي المخضرم مرزاق علواش، سقطة ونهوض شاب جزائري اسمه عمر. نشأ عمر في مجتمع جزائري مضطرب، وواجه الوحدة والأوهام، فافتقر إلى التوجيه أو الهدف، واتجه إلى الجرائم الصغيرة والمخدرات لتسلية نفسه. وفي صباح أحد الأيام، يجد هدفاً سهلاً في فتاة ترتدي عقداً من الذهب، وتلتقي عيناهما فيما يمدّ يده ليخطف غنيمته. «مدام كوراج» فيلم عن الإحباط والخيارات، وقبلهما، عن الأمل.
يحكي الفيلم الجديد للمخرج المصري محمود سليمان «أبداً لم نكن أطفالاً»، الذي يُعتبر متابعة لفيلمه الأول «يعيشون بيننا»، في العام 2003. يصور الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى عالمياً، وحظي بدعم من «إنجاز»، أحداث الفترة الأكثر اضطراباً في التاريخ المصري الحديث، إذ يكشف، وعلى مدى العقد الماضي، كيف تحول ابن ناديا البكر، من أفضل طالب في المدرسة، إلى تاجر مخدرات بعمر الـ21 عاماً، وكيف تحولت نادية من كونها امرأة قوية مناضلة من أجل أطفالها، إلى امرأة تحاول الهرب من زوجٍ قاسٍ. تجول الأم الخمسينية في شوارع القاهرة بحثاً عن أبنائها، ويعكس هذا الانهيار تدهور الأوضاع في مصر، وخاصةً في السنوات العشر الأخيرة من عهد مبارك، ومحاولات بقايا نظامه لإفشال ثورة يناير.
تقدّم المخرجة السورية عفراء باطوس في عرض عالمي أول فيلم لها «جلد»، بدعم من «إنجاز»، ويتتبع هذا الفيلم رحلة المخرجة الشخصية من خلال ذكريات حية يستعيدها صديقاها المقربان حسين وصبحي، اللذان عاشا في فترات زمنية مرهقة من الناحيتين السياسية والاجتماعية. توثق في هذا الفيلم انهيارهما التدريجي الذي، وبحسب ما ستكتشفه لاحقًا في حياتها، يعكس انهيارها الداخلي الخاص.
يختبر أحدث أفلام المخرج الفلسطيني عمر شرقاوي، الحاصل على جوائز، ويحمل اسم «المدينة»، والمدعوم من «إنجاز»، حدود إيمان الإنسان عند مواجهة قمة التحمّل البشري، حيث يزور يوسف برفقة زوجته الدنماركية مسقط رأسه، للمرة الأولى منذ سنوات عدة. يبدأ يوسف بالانجرار وراء الصوت الذي يعتقد أنه سيهديه إلى السعادة. وخلال بحثه اليائس، تصادف يوسف سلسلة من الأحداث المأساوية، ليجد نفسه وراء القضبان. يهرب يوسف خلال أعمال شغب في السجن، لكنه يتواجه مع عالم يحدّ من معتقداته في كل منعطف في حياته. يعرض الفيلم للمرة الأولى عالمياً.