TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الصين الاولى.. بغداد أيضا

الصين الاولى.. بغداد أيضا

نشر في: 16 ديسمبر, 2015: 06:01 م

ذات ليلة قررت  يونغ تشانغ  ان تسجل  يومياتها  في الصين التي غادرتها منذ اكثر من  عشر سنوات، أضاءت أنوار  الغرفة وجلست لتكتب، تدون ملاحظاتها وتتساءل  الى متى يمكن ان يستمر هذا البؤس البشري ؟  وهل يمكن للأدب ان يكون شاهدا على كل  ما جرى، لاجيال كاملة كانت تنتظر ان تخرج من عبودية الاقطاع فاذا بها تعيش استغلال الاحزاب، ولم تكن تدري صاحبة الرواية الشهيرة البجعات الثلاث  ان  الزعيم الصيني الجديد  دينغ شياو  يقوم بزيارة سرية الى سنغافورة  ليعرف  بنفسه سر تطورها  وكيف تحولت هذه الجزيرة من مستنقع  فقير الى قوة اقتصادية كبرى، وليقرر بعده عودته الى بكين  ان ينقل بلاده من  زمن "البجعات الثلاث" الى عصر "اليوان الصيني" الذي يرعب الاسواق اذا ما مسه سوء.
يجب ان لاننسى ان ديانغ عاش ماركسيا ومات ماركسيا، لم يغير جلده، لكنه غير من طريقة تفكيره، ذهب ذلك الزمن الذي كانت فيه الصين خاملة تخاف من جارتها اليابان،  لقد قرر ديانغ ان يمنح الحياة لبلاده، لا مكان للخطب والشعارات، قبل ثلاثة عقود كانت الصين مجرد شعب  يحرث الحقول بحثا عن الأرز. والآن تخفق المشاريع الاقتصادية الكبرى  في أوروبا وأميركا وتزدهر في شنغهاي وبكين.
تحولت الصين خلال العقود الأخيرة من بيوت بسيطة إلى مدن تضاهي نيويورك وباريس ومن دولة تسبح في شوارعها الدراجات الهوائية، إلى بلد يسعى لشراء جنرال موتورز. إنها حكمة العصر الحديث. لقد بدأ العصر الصيني  في البزوغ،  هل تريدون ان تقرأوا آخر اخبار التنين الصيني فقد نشر موقع  "يو. بي. إس"  المالي، إن عدد أصحاب المليارات من النساء حول العالم يتزايد بشكل سريع، وإن عددا كبيرا منهن من الصين..الى اين سنذهب نحن الذين لانزال  نتباهى باننا علمنا البشرية الكتابة والقانون ولا تنسوا الفنون التي اكتشفنا بعد خمسة الاف عام انها "حرامس".
في روايتها البجعات البرية تتذكر يونغ تشانغ طرقات الصين الترابية التي كانت تزدحم بالباعة المتجولين، اليوم بكين استبدلت العربات المتجولة،. بأحدث اساطيل السيارات. هذه الصين التي لانريد ان نصغي لتجربتها ونصر ان نعقد شراكة اقتصادية مع الصومال لننافسها في عدد الباعة المتجولين، ففي تقرير لوزارة التخطيط اخبرنا اصحابه ان بغداد  تحتل المرتبة الاولى في عدد "الباعة المتجولين" في العراق وتليها محافظة البصرة.
كم هي بسيطة هموم العراقيين أن يعرفوا مثلا، لماذا أهدرت في ولايتي المالكي الأولى والثانية ستمائة مليار دولار، والشباب لا يجدون غير العربات المتجولة يكسبون منها رزقهم، لا مشاريع ولا مصانع ولا شوارع نظيفة،  فقط المكان للسياسي الذي يصر ان حل  مشاكل العراق  يكمن في تحويل البصرة من اغنى مدن العالم،  الى مدينة لاكبر فوج للعاطلين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    (( علم الأنسان مالم يعلم )) لو تدبر المسلمون فقط هذه الآية الكريمة بتدبر وطبقوا ما في أعماقها من كنوز لأصبحت الصين عبارة عن بركة صغيرة امام هذا المحيط العميق ولكن للأسف قلبوا ديننا الاسلام الكنز العظيم الذي بعث الله نبيه ورسوله محمد عليه صلوات ربي وسلامه

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram