أقل ما يمكن قوله في قتل أميركا لجنودنا انه استهتار، سواء جاء عن قصد او بالخطأ. والاستهتار قد يهون او تجد له عذرا لو كان بالمال، مثلا، لكنه ان طال الأرواح فلا عذر فيه لمن يعتذر. على الفاعل أن يدفع الثمن قاسيا خاصة وان بين يديه أجهزة قادرة على تمييز انثى البعوض من ذكرها على بعد مئات الكيلو مترات من الجو. السؤال هنا: هل سيدفع المعتدى الثمن قاسيا؟ أشك. ليش؟ لأن العلّة فينا نحن. ألم اقل غير مرة "ان الرعونة في السياسة وإدارة شؤون الدولة لا يمكن ان تمر بدون ثمن فادح"؟
قلت لكم يوم جلد أزلام المالكي أربعة من شبابنا المتظاهرين في ساحة التحرير في أحد المطاعم علناً وأمام الناس انكم ستشجعون من هبّ ودبّ على إهانة العراقي بفعلتكم تلك. ولأنها فاتت بجيس المالكي ستفوت الجريمة الجديدة بجيس أوباما. ماذا كان سيفعل أوباما لو ان هؤلاء، الذين تم قصفهم غدرا، إسرائيليون او فرنسيون او بريطانيون؟ اما نجده قبل بزوغ الشمس يوقظه مستشاروه ليعتذر ويأمر بتشكيل لجنة تحقيقية لمحاسبة القتلة وتأديبهم؟ وأكرر ليش؟ لأن الانسان في البلدان التي ذكرتها محترم. ولأن فيها رأيا عاما يشك شك كما يقول العراقيون.
لا ابرر لأميركا فعلتها ، بل ان ما فعلته زادني لها احتقارا. لكن على العاقل عندما يجد أحدا استخف به او عليه ان يبدأ بمراجعة نفسه أولا. ان يسألها كما كان يسأل عريان السيد خلف: وج يسنينه شبينه؟
إعلامنا الرسمي افكس من الفاكس مع احترامي للناس الذين يعملون فيه. ولو لم يكن كذلك لكان لنا رأي عام دولي او إقليمي يساندنا. أما ترونا نبكي موتانا لوحدنا بلا جار ولا صديق واحد يذرف معنا دمعة؟
سفراؤنا ان كان للنملة صوت ستسمع لهم صوتا في الذي يحدث. مسمّرون في الخارج لا يعرفون حتى معاني الكلمات في العلاقات الخارجية لذا لم يقدموا للعراق مكسبا دوليا واحدا. تعيينهم كلهم تم بعقلية ان الخارجية نعمة مليئة بالغنائم فوزعوها حسب الانتماء المذهبي والطائفي والقومي والعشائري والعائلي. اليس هذا استهتار بمقدرات البلد والناس؟ فإن كنا نحن نستهتر بالدولة ومؤسساتها فما الذي يمنع الآخرين من الاستهتار والاستخفاف بنا شعباً او بلداً؟
الاستهتار الأميركي
[post-views]
نشر في: 19 ديسمبر, 2015: 09:01 م