TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الاستهتار الأميركي

الاستهتار الأميركي

نشر في: 19 ديسمبر, 2015: 09:01 م

أقل ما يمكن قوله في قتل أميركا لجنودنا انه استهتار، سواء جاء عن قصد او بالخطأ. والاستهتار قد يهون او تجد له عذرا لو كان بالمال، مثلا، لكنه ان طال الأرواح فلا عذر فيه لمن يعتذر. على الفاعل أن يدفع الثمن قاسيا خاصة وان بين يديه أجهزة قادرة على تمييز انثى البعوض من ذكرها على بعد مئات الكيلو مترات من الجو. السؤال هنا: هل سيدفع المعتدى الثمن قاسيا؟ أشك. ليش؟ لأن العلّة فينا نحن. ألم اقل غير مرة "ان الرعونة في السياسة وإدارة شؤون الدولة لا يمكن ان تمر بدون ثمن فادح"؟
قلت لكم يوم جلد أزلام المالكي أربعة من شبابنا المتظاهرين في ساحة التحرير في أحد المطاعم علناً وأمام الناس انكم ستشجعون من هبّ ودبّ على إهانة العراقي بفعلتكم تلك. ولأنها فاتت بجيس المالكي ستفوت الجريمة الجديدة بجيس أوباما. ماذا كان سيفعل أوباما لو ان هؤلاء، الذين تم قصفهم غدرا، إسرائيليون او فرنسيون او بريطانيون؟ اما نجده قبل بزوغ الشمس يوقظه مستشاروه ليعتذر ويأمر بتشكيل لجنة تحقيقية لمحاسبة القتلة وتأديبهم؟ وأكرر ليش؟ لأن الانسان في البلدان التي ذكرتها محترم. ولأن فيها رأيا عاما يشك شك كما يقول العراقيون.
لا ابرر لأميركا فعلتها ، بل ان ما فعلته زادني لها احتقارا. لكن على العاقل عندما يجد أحدا استخف به او عليه ان يبدأ بمراجعة نفسه أولا. ان يسألها كما كان يسأل عريان السيد خلف: وج يسنينه شبينه؟
إعلامنا الرسمي افكس من الفاكس مع احترامي للناس الذين يعملون فيه. ولو لم يكن كذلك لكان لنا رأي عام دولي او إقليمي يساندنا. أما ترونا نبكي موتانا لوحدنا بلا جار ولا صديق واحد يذرف معنا دمعة؟
سفراؤنا ان كان للنملة صوت ستسمع لهم صوتا في الذي يحدث. مسمّرون في الخارج لا يعرفون حتى معاني الكلمات في العلاقات الخارجية لذا لم يقدموا للعراق مكسبا دوليا واحدا. تعيينهم كلهم تم بعقلية ان الخارجية نعمة مليئة بالغنائم فوزعوها حسب الانتماء المذهبي والطائفي والقومي والعشائري والعائلي.  اليس هذا استهتار بمقدرات البلد والناس؟ فإن كنا نحن نستهتر بالدولة ومؤسساتها فما الذي يمنع الآخرين من الاستهتار والاستخفاف بنا شعباً او بلداً؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram