اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > تهديد آخر للطفولة في العراق..عقاقير مهدئة ومنوِّمة في دور رعاية الأطفال والحضانات !

تهديد آخر للطفولة في العراق..عقاقير مهدئة ومنوِّمة في دور رعاية الأطفال والحضانات !

نشر في: 21 ديسمبر, 2015: 12:01 ص

ظهرت وسيلة جديدة لمحاولة تشويه براءة الطفولة وارتكاب أبشع جريمة بحقها وفي أماكن لا يُمكن توقعُها باعتبارها تُعـد مواقع لرعاية الأطفال نحاول من خلالها خلق جيل واعٍ مُتعلم يعمل على بناء هذا الوطن بالشكل الصحيح. ففي رياض الأطفال والحضانات باتت تنتشر ظاه

ظهرت وسيلة جديدة لمحاولة تشويه براءة الطفولة وارتكاب أبشع جريمة بحقها وفي أماكن لا يُمكن توقعُها باعتبارها تُعـد مواقع لرعاية الأطفال نحاول من خلالها خلق جيل واعٍ مُتعلم يعمل على بناء هذا الوطن بالشكل الصحيح. ففي رياض الأطفال والحضانات باتت تنتشر ظاهرة إعطاء بعض العقاقير الطبية المنوِّمة والمُخدرة للأطفال من قِبل بعض المُعلمات في الروضة أو الحضانة وذلك في سبيل التخلُص من ضجيج الأطفال أو بُكائهم، مما يجعل الطفل في حالة خمول دائم حتى بعد أن يزول تأثير هذه المادة وإصابة بعض الأطفال بحالات تسمم وهستيرية، وبغض النظر عن ردود أفعال ذوي أولئك الأطفال الذين قد يخشى البعض منهم تقديم شكوى ضد تلك الحضانات او الروضات للجهات المُختصة لتقوم بالإجراء اللازم مما يؤدي إلى استمرار الخراب وامتداده من دون دراية.

الملاذ الوحيد ولكن!
وفي تحقيقٍ أجرته (المدى) بهذا الشأن قالت السيدة إيمان إحدى أمهات الأطفال الذين تعرضوا لمثل هذه الحالة لـ(المدى) بسبب الوضع الوظيفي وتزمت بعض مسؤولي العمل بعدم مُراعاة تأخر الوقت وبسبب زحامات الطُرق، تجبر سياسة الدوائر التي تعتبر الإلتزام بوقت الوظيفة هو المعيار الأول قبل الإنتاج الوظيفي الأم العاملة على عدم توفير متطلبات أطفالها لتلجأ بذلك إلى رياض الأطفال.
وبينت إيمان قائلة: نتيجة  زحام الطرق والوقت المُتأخر لإنتهاء الوظيفة أصبح الطفل يبقى حتى وقت متأخر داخل الحضانة أو الروضة والتي تعتبر الملاذ الوحيد لإنقاذ الأطفال والأمهات العاملات.  مُشيرةً: الى أن بعض الحضانات تقوم بإعطاء بعض العقاقير والمواد المخدرة للطفل، وهذا ما نجده بشكل واضح ببعض الحضانات الأهلية وأكثر من انتشاره في الحكومية ، مشددة: إن الأولى لا تُراعي شروط السلامة والرعاية الصحيحة للطفل.

حالة هستيرية قلقة
وأشارت قائلة: قصتي بدأت مع طفلي بسبب الوضع المعيشي الذي يُجبر المرأة على مزاولة العمل وترك أطفالها لأوقات متأخرة، حيث أعود إلى منزلي الساعة الرابعة مساءً من كل يوم. مضيفة: بسبب ذلك قُمت بوضع طفلي في روضة أهلية وقد لاحظت منذ الاسبوع الأول إن الطفل ينام حتى ساعات متأخرة بعد عودته إلى المنزل وهذا ما بات يُثير شكوكي.مضيفة: وما زاد في شكي هي الحالة الهستيرية التي بدأت تنتاب الطفل وخوفه من الذهاب إلى هذه الروضة خلال الأسابيع التالية، كما ازدادت حالة النوم وأصبح وجهه يصفر.

عقاقير طبية منوِّمة
واستطردت: بدأت أُلاحظ إن الخمول يزداد يوماُ بعد آخر حتى إننا استلمناه من الروضة في إحدى الأيام مزرّق العينين المتورمتين وفي يومها وبعد سؤال معلمة الروضة أخبرتنا بأن هذا الازراق كان بسبب إنه سقط أثناء اللعب، إلا أن الطفل كان يصرخ ويُشير إلى إنها قد ضربته.
وأكدت الموظفة ايمان: في الأيام التالية استمر الطفل بالنوم حتى اليوم الثاني مع محاولات لايقاضه ولكن عبثاً، لنجد في اليوم الثاني إن بطنه منتفخة مع اصفرار الوجه وإسهال مستمر، وكان يصرخ ويبكي بشكل جنوني وبعد نقله للمستشفى تبين إنه كان قد أخذ عقاقير طبية منومة ومخدرة دفعت به إلى ذلك حيث لم يعد جسده وبنيته تحملها. موضحة: خشيت مواجهة صاحبة الحضانة ولم أشأ أن يكبر الموضوع لهذا اكتفيت بأن آخذ أجازة طويلة من العمل وأرعى طفلي بنفسي ومنعه من الذهاب الى الحضانة.

أمهات وحبوب منوِّمة
بدورها قالت مديرة روضة ماما نور السيدة نور لطيف لـ(المدى): للأسف موضوع إعطاء العقاقير المنومة والمخدرة للأطفال لا ينحسر على مُعلمات بعض الروضات والحضانات فقط. مضيفة: بل هُنالك بعض الأمهات يقُمن بذلك أيضاً من أجل التخلص من صراخ الطفل او ضجيجه أو حركته التي تُسبب إزعاجا للأم أو لمعلمة الروضة او الحضانة.
وبينت لطيف: الموضوع غير مُقتصر على الحضانة او الروضة الحكومية أو الأهلية ، ولا إذا كانت مرخصة او غير مُرخصة. موضحة: ان الموضوع يعتمد على ضمير العاملين والقائمين على مؤسسات الطفل من معلمات ومديرة الروضة او الحضانة فضمائرهم وحدها بإمكانها أن تحكمهم بأن يُرعى الطفل الرعاية المطلوبة.

إهمال شؤون الطفل
وأكدت مديرة روضة ماما نور: إن هذه الحالات تكون واضحة من خلال سلوك الطفل وساعات نومه فإذا لاحظت الأم تغيـّرا في سلوك الطفل وساعات نومه سيكون هذا دليل كافٍ وواضح على وجود ما يُقلق. مستدركة: لكن لا يُمكن التغاضي عن إن الأم هي السبب الأول في ذلك لأنها تهمل رعاية الطفل ولا تنتبه لما يخصه بحجة العمل وضغوط الوظيفة. مسترسلة: فبالإمكان للأم أن تهتم بالوظيفة وتضع الطفل في دور رعاية وحضانات ولكن دون الإهمال في شؤون الطفل.
وأضافت لطيف: يجدر بي الإشارة إلى إن على الفرق التفتيشية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية والأقسام المسؤولة عن رعاية الأطفال وحضاناتهم أن يقوموا بجولات تفتيش فُجائية. مضيفة: أن لا يقوموا بتبليغ الروضة قبل أيام بهذه الحملات وذلك من أجل رصد هذه الحالات بشكل واضح وكما ينبغي.

جولات تفتيشية
فيما قالت مديرة قسم الحضانات في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الدكتورة ميسون حياوي مؤكدةً لـ(المدى) لم تَمُرّ على الوزارة مثل هكذا حالات سواء في روضات وحضانات حكومية أو أهلية. مبينة: إن الوزارة تقوم بجولات تفتيشية مُباغتة وبشكل مستمر على جميع رياض الأطفال والحضانات وبفترات متقاربة.
مشددة: في حالة رصد مثل هكذا حالات سنقوم بعقد لجان تحقيقية وسنتخذ الإجراء اللازم الذي يتضمن أما تغيير كادر العمل في الروضة أو غلق تلك الروضة، إلا إنني أؤكد بأنه لم تردنا هكذا شكاوى من قبل.
لم تقدّم شكوى
كل شيء في العراق مُهدد بالانهيار لمجرد وجود حالات من الفساد غير المُعترف بها، وغير المُبلغ عنها نتيجةً لصمت الضحايا وخوفهم من الفضائح او المُساءلة وافتقارهم للأدلة الكافية، إضافة إلى عدم أخذ الأمور على محمل الجد حيث إن الصمت على مثل هذا الأمر قد يُفاقم المشاكل ويطورها ويؤدي إلى خسائر أكبر، إضافة إلى عدم اعتراف المؤسسات المسؤولة بإخفاقها ونُكران أو حجب الحقائق عن وسائل الإعلام .
من جانبهِ قال الناطق باسم عمليات بغداد سعد معن في حديثهِ لـ( المدى) بهذا الشأن: إن مهمة المؤسسات الأمنية في مثل هذه الحالة لا تسمح بالتدخل في مثل هذه الموضوع ما لم تُقدم لنا شكوى رسمية من قِبل ذوي الطفل. مضيفا: وقتها فقط نكون قادرين على التدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأكد معن: لم يُقدم هكذا نوع من الشكاوى لنا الى الآن. موضحا: أن القانون في العراق يعتبر هذه الجرائم ثانوية. لافتا: هنالك جرائم أكبر تواجه البلد في هذه المرحلة هي مَن تحز على العناية الأولى من قبل المؤسسات الأمنية. منوّهاً: إلى مخاوف الأهل من تقديم مثل هكذا شكاوى ، إلا إن المؤسسات الأمنية لم تصادف شكوى كهذه حتى الآن.

الضرر على الأدمغة
طبيب الاطفال د. محمد عبد الأحمد ذكر لـ(المدى) ان اعطاء الاطفال مهدئات او حبوب منومة ومخدرة من اجل التخلص من حركاتهم او بكائهم يمكن ان يعيق قدراتهم على التعلم والتفكير وحتى النمو مقارنة بأقرانهم. مضيفا: ان هذه المهدئات والمنومات تمنع الاطفال من الراحة الجيدة خلال نومهم، وتجعله يرى الكوابيس المزعجة والمخيفة. مبينا: بالتالي ينعكس الأمر اكثر مما كان وأشد.
واضاف اختصاص الأطفال: ان الكثير من الأطفال يشكون من اضطرابات في النوم نتجية اعطائهم بعض الأدوية التي تحوي على مواد مهدئة. مشيرا: الى ضرورة أخذ رأي الطبيب قبل تناول أي دواء من هذا القبيل حرصا على سلامة الطفل.
واختتم عبد الأحمد حديثه: هناك الكثير من المواد الغذائية والأطعمة تساعد الطفل على النوم الهادي مثل الموز الحليب الدافئ العسل البابونج البطاطس اللوز. موضحا: ان هذه المواد طبيعية وعلاوة على ذلك تتوفر فيها فيتامينات مغذية للطفل.

الحــل عاملة أجنبية
سوسن محمد موظفة في شركة اتصالات تقول لـ(المدى) اضطررت الى الاستعانة بعاملة اجنبية من اجل الاعتناء بطفلي والبيت بسبب ظروف عملي وعدم توفر دور حضانة مناسبة تلتزم بوقت مناسب لعودتي للبيت. مضيفة: معظم دور الحضانة تعيد الأطفال الساعة الثانية او الثالثة وعملي يستمر حتى الساعة الرابعة ناهيك عن الزحام.
واضافت محمد: ان الكثير من مباني الحضانات غير مناسبة وغير مؤهلة وتفتقر للتهوية الجيدة المناسبة اضافة الى العدد الكبير للاطفال في بعضهن. مشيرة: الى ان البعض من المربيات في هذه الحضانات اذا كانت الحكومية او الاهلية غير مؤهلات. مشددة: انها تخوفت على طفلها من خلال سماعها بعض القصص عن تعامل المربيات مع الاطفال بشكل عنيف، وارغامهم على تناول المهدئات او مزجها مع الشراب والطعام!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram