TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لوائح الراية البيضاء

لوائح الراية البيضاء

نشر في: 21 ديسمبر, 2015: 09:01 م

سمعته يستجمع شتات أفكاره ويصوغها بعنف مدافعاً ومهاجماً حتى لتحسبه ورث كل قضايا التاريخ العالقة وكيّفها باتجاه الأندية الرياضية التي وصفها بالمظلومة، هكذا هو حال وسطنا الرياضي تجاه أية آلية للتغيير أو التجديد فهناك دوماً مَن يصوّر الأمور على انها استهداف ممنهج بطابع سياسي تؤطره روح المؤامرة والدسائس ولا يمكن أن يفهم من الاتجاه السلمي الآخر.
واليوم نعيش مثل هذه الأزمة بدقة حيال اللوائح الانتخابية التي أصدرتها اللجنة التنسيقية العليا بوزارة الشباب والرياضة وشملت استثناءات تحصل للمرة الأولى في العراق وتطال الأعمدة العليا في الاندية من الناحيتين الأكاديمية واشتراط الشهادة والتمتع بدورتين انتخابيتين فقط وهي القشّة التي قصَمَت ظهر البعير وشقّت الصف الى فريقين متباريين الوزارة ومن يقف خلفها ووزيرها الذي يدافع عن اللائحة الجديدة بحجة تطوير الواقع الرياضي والمعترضون ممن وجدوا فيها تطاولاً على القانون وحجم الاندية التي تم مصادرة آراء أصحابها في الصياغة والإعداد والمناقشة مع أن وزير الشباب والرياضة يصرّ على أن الوقت الممنوح للنقاش والمراجعة منح بسخاء بعد تسليم الأندية مسودة القانون والتعديلات الجديدة ولم يستجب لها سوى 44 نادياً من مئات الأندية المسجلة لدى الوزارة. والمتتبع لما يحصل في الساحة يجد أن الأمور ماضية قدماً للتأزم وإن أعلنت اللائحة بصورة رسمية فليس من المعقول وفقاً للقراءة الأولى أن تستسلم إدارات الأندية وترفع الراية البيضاء امام مجموعة المستشارين من الوزارة أو مَن حُسِبوا عليها أو حتى مَن سيكون القانون واللائحة إلى جانبهم في التجديد من المتطلعين للوصول حديثاً الى إدارات الأندية.
وحقيقة القول ومن وحي ما يتناقله الشارع الرياضي فإن المشكلة والجدل لو كان يخص الإنجازات الرياضية في الأندية وتراجع مستوى الفرق وإلغائها لنال احترام وتقديس الجمهور ولكنها تركة إدارية وتقاسم كعكة إن صحّ التعبير لا تعني الإنجاز الرياضي بشيء يذكر وكان من الأجدر ان يكون النقاش متزناً ويأخذ وقته الكافي وإن طال به الأمد ولا يسوق بهذه الكيفية المفتعلة بين فريقين يصوّر أحدهما الحق وقد كان سنده وحجته ويدحض الآخر بالحجة والدليل والبرهان من دون فائدة تذكر حتى تصدَّعت الرؤوس وعلت الأصوات الى ما لا يستحق أن يذكر ومن الممكن تداركه وصارت الفضائيات والإعلام بمختلف مشاربه ساحة خصبة للمنازلة والتجريح وفضح الآخر، وإن كان الأجدى أن يتم الاحتكام الى لغة العقل والتوجه الى الوزارة مجدداً فلا شيء مستحيل ولا عقدة تبقى الى الأبد وبذات الوقت لا يمكن قبول واقع الأندية وتراجعها المخيف أبداً حتى أصبحت مؤسسات تجمعها المنحة وتفرقها الرياضة والإنجاز ولا يمكن القبول بحالها البائس من دون تغيير، كما يتعيّن على الوزارة كجهة قطاعية حكومية أن تكون على قدر المسؤولية في التعامل والإقناع بما لا يمنح المجال للمتصيدين من توسيع الهوّة بين الاثنين وبذلك تكون رياضتنا هي الخاسر الأكبر فالرد على بعض هواة الظهور الإعلامي للمطالبة بحقوق الأندية أو الدفاع عنها كما يقال لا ينبغي ان تقابله الوزارة بذات الأسلوب، لأنه لن يفضي الى شيء واللقاء المباشر والتوضيح العلمي المنطقي لوجهات النظر المطالبة بالتغيير هو الحل وما يجب حالياً هو تدارك الأزمة منذ بدايتها وليس الانتظار ومعايشة هذه الجولات التنافسية حتى موعد الانتخابات في آذار المقبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram