صار "داعش" مصطلحاً دارجاً حتى في اللغات الأخرى، فعدد غير قليل من الصحف وسائر وسائل الإعلام الرصينة في العالم بدأ باستخدام هذا المصطلح (Daesh) بدلاً من "الدولة الاسلامية في العراق وسوريا " (ISIS) أو "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام" (ISIL)" .
لكنّ "الدواعش" لم يزل مصطلحاً عربياً صرفاً، بيد أنه لم يعد مقتصراً على عناصر التنظيم الإرهابي .. الداعشية هي الآن رمز التطرف والتشدد والغلوّ والسلفية، دينياً ومذهبياً وعقائدياً. والداعشية موجودة لدينا كما هي قائمة لدى المذاهب الأخرى التي ينزع شيوخ فيها وأتباع لهم نحو التطرف والتشدد والغلوّ والسلفية على نحو سافر.
"دواعشنا" جاءوا طيلة السنوات الاثني عشرة الماضية بما جاء به دواعش الجبهة الأخرى (عناصر داعش وقبلهم عناصر القاعدة وأمثالهم) من ملاحقة وقتل على الهوية وتهجير ومصادرة الأملاك والمحاربة في الرزق. وآخر أفعال "دواعشنا" هؤلاء قيامهم منذ أيام بنشر لافتات وملصقات في عدد من الأحياء السكنية في بغداد،وبخاصة على جدران مساكن العائلات المسيحية، تسعى لإرغام النساء المسيحيات على ارتداء الحجاب. هذا الفعل جاء عشية الاحتفالات بعيد الميلاد. أكثر من هذا ان "دواعشنا" طالبوا المسيحيين بـ "عدم المبالغة" في إحتفالاتهم! وفي كلا الحالين فان "دواعشنا" ينتهكون القوانين السارية وأحكام الدستور التي كفلت الحريات الشخصية، فضلاً عن العامة، وضمنت حق أصحاب الديانات والمذاهب المختلفة في ممارسة شعائرهم من دون قيود أو شروط. والموجع أن الدولة بمؤسساتها المختلفة تبدو في موقف المتفرج حيال هذه الانتهاكات ، متنصلةعن مسؤوليتها في ضمان تمتّع هؤلاء العراقيين بحقوقهم الدستورية، فلا وزارة الداخلية ولا مكتب رئيس الوزراء ولا مجلس النواب ولجانه، قد رفعوا الصوت عالياً للتنديد بأفعال "دواعشنا" هذه، ولتطمين المسيحيين الى أن حقوقهم وحرياتهم وحياتهم لن تُمسّ.
لم يحصل أن بالغ المسيحيون بالاحتفال بعيد الميلاد، حتى في الدول الاخرى.. احتفالات هذه المناسبة تقتصر عادة على الزينة وعلى الجلسات العائلية عشية عيد الميلاد وفي يومه. أما احتفالات رأس السنة ، فهي لا تخصّ المسيحيين وحدهم .. شعوب العالم كلها، بإختلاف دياناتها وقومياتها وألوان بشرتها، تحتفل بهذه المناسبة على نحو مميز. وعلى الدوام كان المسلمون العراقيون أكثر مَنْ يحتفل في ليلة رأس السنة استقبالاً للسنة الجديدة وإعراباً عن الأمل بأن تكون أفضل من سابقاتها (مع دواعشنا ودواعش الطرف الآخر سيبقى هذا الأمل محدوداً للغاية) .
"دواعشنا" الذين يريدون تحجيب النساء المسيحيّات ومنع عموم المسيحيين من الاحتفال بعيدهم الأكبرلا يلتفتون إلى أنفسهم ومبالغتهم في ممارسة الشعائر الدينية على مدار السنة تقريباً، على نحو لم يخفِ معه العديد من رجال الدين وسواهم من الشخصيات الإجتماعية استنكارهم له، فلينظروا إلى أنفسهم وإلى ما يفعلون باسم الدين والمذهب.
ولنا "دواعشنا" أيضاً
[post-views]
نشر في: 21 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
قيران المزوري
اجمل بشرى سمعتها بانه عدى ريان الكلداني ما زال هناك مسيحيين يعيشون في بغداد
ام رشا
وهل على الغوغاء حرج ..؟
د عادل على
ان الداعشزم ليس له اية علاقه بالرساله المحمديه لانها مطابقه للجاهلية العربيه قبل الاسلام--الداعشزم تؤمن بالاحتلال وتعامل السكان المحاصرين كعبيد فنساء المدن المحتلة يباعون فى سوق النخاسة او يغتصبون فى عملية تدعى جهاد النكاح--------الداعشيون قتلة وقساة وي