أقام الفنان التشكيلي قاسم السبتي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري معرضه الشخصي الحادي عشر على جاليري الأورفلي في عمان تحت عنوان "حروف مخبوءه."يشكل هذا المعرض في موضوعاته وهواجسه امتداداً لمعارضه السابقة التي أقامها تباعاً ف
أقام الفنان التشكيلي قاسم السبتي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري معرضه الشخصي الحادي عشر على جاليري الأورفلي في عمان تحت عنوان "حروف مخبوءه."
يشكل هذا المعرض في موضوعاته وهواجسه امتداداً لمعارضه السابقة التي أقامها تباعاً في كل من باريس عام 2003 ، طوكيو عام 2007،كيوتو عام 2007، نويويورك عام 2009 .
ويقول السبتي عن معرضه هذا : "حروف مخبوءه" أعوام عشرة وانا أحاول أن أحصل على ماتبقى من متاهات الخرائط التي رسمها الدمار وأتى على ماتبقى من مكتبات مدينتنا المنكوبة (بغداد) !! ما السبيل للتخلص من ثمالة تجربة باتت لا تستفز هدأة ذاكرة متخمه بالتجريب! وما ذنب أصابعي التي أدمنت الإمساك بتلابيب الكتب المحترقة...لقد بات هاجسي اليوم التملص من ظلالها العتيقة! ولكن من أين أبتدئ المشوار وكل ما يحيطني بها يحيلني ثانية الى عوالمها الموغلة بالشجن!"
أي ألم هذا الذي كابده قاسم السبيتي وهو يرى بعينيه حرق أربعة مكتبات عامرة بكتب الفن، والتراث والأدب في محيط مساحة لايتجاوز كيلومتراً واحداً بعد دخول القوات الأمريكية بغداد عام 2003 ؟ وهو اليوم يقف شاهدا ودليله هذا الخراب وهذه الفوضى والنار التي تأكل تلابيب مجلدات ولم تبقِ منها سوى بعض العناوين والتي أحالها عبر تقنية الكولاج الى لوحات مدهشة.
لقد أبدع السبتي بمزج تقنيات الكولاج، والطباعة والرسم على قماش وجنفاص وكارتون اللوحة بمهارة، مختزلاً المشهد الدرامي لتاريخ الحرق والسلب عبر مشهد بصري مؤثر ومعبر بصدق، وهو القائل:
"فخرا بأنني قد فجرت على طريقتي الخاصة تجاربي السابقة وبدأت ارسم اعمالي على ما خلفته الحرب فوق كتب كانت تتداولها الأيدي بشغف ومحبة فحين وجدت آلاف الكتب قد احرقتها اصابع اللصوص لامبالية، تفجرت في داخلي رغبة مستبدة في الصراخ والرفض لما جرى من حرق وتدمير لمكاتبنا ومتاحفنا وحيث اوغلت في البحث تفتق ذهني عن تجربة فنية جديدة لم يتطرق اليها احد من قبل وصارت اغلفة الكتب المحروقة ساحتي التي ألعب فيها" في هذا المعرض يبدو أن مجال حركة الفرشاة معدوم، وسطح اللوحة خشن تعبيرا لنكد الحياة وقتامتها، وألوانه تتسم بأحادية تلتهب باللون الأحمر، أو الأصفر ، أو الفستقي، يتناغم التجريد عبر تآكل الكارتون، وتآليل الجنفاص، وتداعي الحروف.أما لون الصدأ فيطغى على قامة اللوحه شاهداً على تهشم الحياة وجنون الفجيعة.
قاسم يغوينا بالمواجهة وهو الشاهد على جريمة العصر، حين يتركنا أمام تمزق الأغلفة وثقل انطفاء الحروف والجمل.أية فجيعة تلك التي حلت بمكتبة اكاديمية الفنون الجميلة وتبعتها مكتبات أخرى ليتختتم المشهد الدرامي بقتل الثقافة والأبداع بنهب المتحف العراقي!!!
شكرا للسبتي على نافذةٍ فتحها لنا ونحنُ القادمين الى عمان من مجزرةٍ أخرى لغابات القصب والبردي وعذابات الجفاف.
جميع التعليقات 1
باسل الكبيسي
الاخ العزيز فاسم ارجو الاتصال بي انا في عمان 00962788000038