TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العاني و "خمسة" الدواعش

العاني و "خمسة" الدواعش

نشر في: 27 ديسمبر, 2015: 09:01 م

من ابجديات علم الحروب أنك حين تحارب عليك ان لا تستهين بقوة عدوّك. هذه تعلمناها حتى من جداتنا ونحن في المهد من خلال قصة السلحفاة والارنب التي خسر الارنب فيها السباق لاستهانته بخصمه.  لكن في المقابل عليك أيضا ان لا تنفخ في قدرة العدو كذبا على طريقة مصطفى العاني. هذا الذي يصفونه مستشارا ومديرا لمركز أبحاث مختص بمكافحة الإرهاب، ما ان أحس باندحار داعش في الانبار حتى هرول الى قناة "الحدث" ليبشرنا بأن لدى داعش "خمسة" مزايا تحبط أي تقدم نحوها. يتحدث عن هذه الـ "خمسة وخميسة" وهو يرى على الشاشة جيشنا البطل وأبناء العشائر الغيارى يسحقون رؤوس الدواعش. طبعا لم يضع في "خمسة" الدواعش نقطة احتمائهم خلف اطفال ونساء الرمادي. ولم يضع أيضا ان سبب بطء قواتنا هو الضمير الذي فيها، والذي يفرض عليها إنسانيا عدم التفريط بأرواح المدنيين الذين خطفهم اصحاب "الخمسة".
ليته يخرج علينا اليوم ليرينا اين كان أصحاب "الخمسة" من إنزال الحويجة الذي نفذه أبطال الجيش العراقي والبيشمركة على الدواعش، ألم يقتل رجالنا منهم 12 قياديا ويأسر أكثر من 20 مع العودة غانمين بكنز من الوثائق؟ لعد وين "الخمسة" يا دكتور؟
آخر ما أتصوره هو ان أجد عراقيا بقاط ورباط يعلو وجهه الحزن لو اندحر الهمج. فلو سمعت ما قاله العاني على لسان أفغاني او شيشاني بلحية وثلاثة ارباع دشداشة سأعتبره امرا عاديا جدا. أما ان يخرج لك املط بلا شارب ولحية ويحمل لقب دكتور ومحنبط اتحنبط ويتمعلج بلسانه ليصف داعش على انه عصي على الكسر، رغم انكساره المبين في تكريت وديالى وجرف الصخر واليوم في الانبار، فتلك تحتاج الى غيري من العراقيين المختصين بمنح الالقاب ليعطيه وصفا يليق به.
اكرر ما قلته فلعلّ أخانا بالله يقرأ: انه لو كان جيشنا فاشيا لأنهى تحرير الرمادي بين ليلة وضحاها. لكن حياة أطفال الرمادي ونساءها وابناءها وأهلها الشرفاء عزيزة علينا. وأني لأعلم جيدا بأن القائد العام للقوات المسلحة لو قيل له ان هناك طفلا عراقيا واحدا سيقتل لو حررنا المجمع الحكومي خلال دقيقة. لكننا قد  ننقذه لو صبرنا يوما او يومين، سيقول لهم اصبروا حتى لو تطلب الامر شهرين او عامين. هذا هو الذي أخّر تحرير الرمادي يا عاني: ضميرنا الواحد وليس "خمستهم" كما تدعي!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    العجيب فى البعثيين العراقيين انهم يريدون قيادة الدوله باى ثمن-----فى انقلاب 8 شباط البعثى الدى اصبح منبع ماساتنا العراقيه المستمرة تعاون او الادق اصبح البعث عبدا لاستخبارات قوة عطمى لاجل الوصول الى الحكم واستمر البعثييون فى الطاعه لتلك الاستخبارات الى

  2. محمد فريد

    السيدالمحترم العقابي لافائدة ياأخي ماالذي دعاك أن تهوي بذائقئك المحترمة وفنك المحبب بالكتابة على الرغم من الكثيرين لايطيقون الكتابة بالعامية العراقية الدارجة وتتمسخر من محلل فليكن مناهض لأرائنا وبشخصه تقول أملط ويتمعلج وأنت أملط ارجوك أعتذر للقراء لا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram