TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إنها حرب وليست لعبة طوبة

إنها حرب وليست لعبة طوبة

نشر في: 28 ديسمبر, 2015: 09:01 م

وددت ان أضع جدولا بأسماء الذين يتناوشون الوضع العراقي بالتحليل وحصلوا على ألقاب ما أنزل بها علم الإعلام من سلطان، لكن الوقت لم يكن بصالحي. فما شاء الله لدينا منهم ما يفوق محللي دول أوربا عددا. ملت بالفكرة نحو اتجاه آخر لأحسب عدد الذين يعطون الناس جملة تحليلية مفيدة واحدة فوصل العدد الى واحد ونصف فقط. قطعا هذا هو رأيي الشخصي وقد أكون مخطئا فيه. من هنا سأحتفظ بالاسمين لنفسي بانتظار يوم تتحمل فيه العقول والنفوس الرأي الآخر.
قد يظن البعض اني حسبت نفسي منهما وجوابي: كلا. أقول بكل تواضع أنا لست محللا سياسيا بل كاتب عمود شأني شأن كل كتاب الاعمدة لنا رأي او وجهة نظر خاصة نجتهد بإيصالها لعقل القارئ وضميره دون أـن نفرضها عليه فرضا أو نضحك عليه مع الضاحكين. طبعا هذا لا يحرمنا او يحرمني شخصيا من حق التمييز بين المحلل السياسي الجيد والرديء.
عندما كانت تطلبني الفضائيات قبل سقوط بغداد في العام 2003 وبعده، أعتذر عن كتابة لقب محلل سياسي قبل اسمي. عندما يسألوني لماذا؟ أكتفي بالقول انى لا أحب ذلك. في الحقيقة أنا كنت أرفض لا لأني لا أحب اللقب بل لأني أراه يحتاج مواصفات خاصة قد لا امتلكها.
ذات يوم خطر ببالي ان اقرأ عن مواصفات المحلل السياسي. لم أفلح. قصدت صديقا لي يعمل أستاذا في قسم الصحافة والاعلام بجامعة ويلز. اختصر عليً الطريق: شاهد مباريات كرة القدم المهمة ولتكن كأس العالم مثلا. إستمع جيدا للمحللين المحترفين في فترة الاستراحة وأثناء سير اللعب. ستجد هناك فرقا بينهم وبين الحكم. الأخير مهمته ان ينظر بعين للساعة كي يراقب الوقت وبعين أخرى لأخطاء اللاعبين. اما المحلل فلا يشغل نفس بغير الجواب عن لماذا وقع الخطأ وكيف استثمر اللاعبون الوقت مع إعطاء المتابعين توقعات موضوعية وليست ضرب تخت رمل.
تذكرت الأستاذ الويلشي الجليل وأنا اتابع كمّا عجيبا من محللينا خاصة الذي يأتون مما سمي بمركز للدراسات العراقية في عمّان للتعليق حول معارك الانبار. كلهم نصبوا أنفسهم حكاما ودوليين أيضا. كل واحد فيهم ماسك بساعته ليخبرنا بان وقت اللعبة ما زال طويلا وكأن هناك قانونا يحدد وقت الحرب باليوم والساعة والثانية. يا عم هاي مو لعبة طوبة هاي حرب.
استأذنكم لأنصح زميلنا يحيى الكبيسي ان يستعمل ساعة أم الزنجيل يدندلها بجيبه بعد ان (يكوّكها) جيدا كي تعينه على حساب الوقت بدقة أكثر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram