كان لـ"المدى" حضور ثقافي لافت خلال عام 2015 تميز بالفعاليات الثقافية المتنوعة ، كذلك في اصداراتها التي اسهمت في اغناء المشهد الثقافي العراقي.فقد اقيم معرض الكتاب الدولي في أربيل وهو ليس مجرد وجه آخر من وجوه حركة النهضة التي أخذت منذ سنوات تعيد
كان لـ"المدى" حضور ثقافي لافت خلال عام 2015 تميز بالفعاليات الثقافية المتنوعة ، كذلك في اصداراتها التي اسهمت في اغناء المشهد الثقافي العراقي.
فقد اقيم معرض الكتاب الدولي في أربيل وهو ليس مجرد وجه آخر من وجوه حركة النهضة التي أخذت منذ سنوات تعيد صياغة ملامح المدينة وكل المساحات المضيئة في إقليم كردستان وتكرس هويتها، بل انه يتداخل مع عملية الاستنهاض التي تنتقل ورشها من ميدان إلى آخر وفي كل الاتجاهات لتكريس القيم الجديدة المتناسبة مع روح العصر ومتطلباتها وتوسيع مساحات التقدم والتطور التحديثي الذي تقوم به حكومة إقليم كردستان في العراق.
وبحضور رسمي وثقافي وجماهيري غفير ، افتتح السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان معرض اربيل الدولي في دورته العاشرة والذي تنظمه وتشرف عليه مؤسسة "المدى" للثقافة والفنون وبمشاركة 27 دولة.
وواصل ،وبشكل منتظم، بيت المدى الثقافي في شارع المتنبي جلساته الثقافية في الاستذكار والاحتفاء بالرموز العراقية، حيث استقطبت الكثير من المثقفين العراقيين الذين شاركوا في هذه الجلسات محاضرين ومشاهدين ومشاركين.
ففي احدى جلساته احتفى بيت المدى بالناقد عبد الواحد لؤلؤة الذي ولد في الموصل عام 1931 ودرس في مدارسها وتخرج وانتقل إلى بغداد طالباً في دار المعلمين العاليا عام 1947 وهي مؤسسة أنجبت الكثير من علماء العراق ومفكريه ، وتخرج منها عام 1952. وفي عام 1954 ذهب الى بعثة دراسية في جامعة هاربر في الولايات المتحدة ونال شهادة الماجستير. وفي عام 1962 أكمل الدكتوراه وعمل تدريسياً في كليتي التربية والآداب وثم كلية اللغات التي كان من مؤسسيها ، وترجم الكثير من الكتب الأدبية المهمة فضلاً عن كونه ناقداً أدبياً مرموقاً وله دراسات نقدية وكتب نقدية مثل "النفخ والبحث عن المعنى" وسواها من الكتب النقدية .أما ترجماته فقد ناهزت الأربعين كتاباً لعل أهمها "موسوعة المصطلح النقدي".
كما احتفى بسيد الصمت الفنان طالب مكي الذي فقد شرعية الكلام وبَرعَ في شرعية التأملِ والتفكير والخيال المفتوح على مصراعيه فطبق بذلك ما كان يقوله غابرييل غارسيا ماركيز " قل لي ما الذي لا يستطيع أن يفعله الخيال " ، وبالفعل تفوّق خيال مكي على نطقه للحروف وكان بذلك أسطورة ومرجعية حقيقية في مجال فنهِ ، وقد احتفى بيت المدى بمكي الذي ولد عام 1936 في قضاء الشطرة / ذي قار وتقلد العديد من المناصب وأقام الكثير من المعارض وعمِل في العديد من المجلات ، والذي لامس صمتهُ مسامع الأطفال فدخل عالمهم بصدق أبجديته .
واحتفى بيت المدى كذلك بتجربة مناضل وشاعر خلدت قصائده مسيرته الإبداعية على طريق الثقافة والكفاح الوطني، هو الشاعر والسياسي الفريد سمعان، وقد أشار مقدم الجلسة ابراهيم الخياط الى انه في مثل هذا اليوم اطلق بيت المدى فعالياته ضمن منهاج اسبوعي يقام صباح كل جمعة مستذكراً ومحتفياً برموزنا العراقية.
كما احتفى بيت المدى بمبدع من رموز الإعلام والتراث الباحث والإعلامي جليل عطية بمشاركة عدد من الباحثين والإعلاميين المجايلين للمحتفى به والمطلعين على مسيرة تجربته الغنية بالثقافة الانسانية والوطنية. وقد عدّ مقدم الجلسة الدكتور كاظم المقدادي نفسه واحداً من تلامذة المحتفى به، وقال: تميزت تجربة الباحث والإعلامي جليل عطية بالسخرية من خلال مقالاته في الصحف والمجلات. مشيراً الى انه كان يحرر الصفحة 22 في ألف باء فيضمنها قفشات غزيرة بالمعلومات والاخبار.