يؤكد الكاتب والاديب سعد محمد رحيم على ان الابداع الادبي بحاجة الى زاد فكري ولابد من الاستفادة من حقول عديدة بالنسبة لمنتج الادب مثلما يؤكد ان التحديات التي تواجه المثقف هي التي تحرض على الكتابة الفكرية.الدكتور احمد حسون قدم الأمسية بقوله : نحن اليوم

يؤكد الكاتب والاديب سعد محمد رحيم على ان الابداع الادبي بحاجة الى زاد فكري ولابد من الاستفادة من حقول عديدة بالنسبة لمنتج الادب مثلما يؤكد ان التحديات التي تواجه المثقف هي التي تحرض على الكتابة الفكرية.
الدكتور احمد حسون قدم الأمسية بقوله : نحن اليوم نريد ان نسمع سيرة الكاتب رحيم مع الفكر رغم انه واحد من اهم الاسماء الادبية في العراق وهو يمتلك وصفين مهمين ، الاول سحر الكلمة وجمالها باعتباره مبدعا في منطقة السرد ويتملك اللغة وهو ايضا في الثانية يمتلك وعيا وبصيرة وله افكار واضحة ومهمة.
وتحدث سعد محمد رحيم عن مسيرته مع الفكر التي بدأت مع الكتابة السردية والقصص التي تلخص تجربة الإنسان في العالم.. "ومبكراً أدركت أن الإبداع الأدبي بحاجة إلى زاد فكري يُجنى من حقول معرفية مختلفة؛ كعلوم النفس والاجتماع والتاريخ وغيرها.. ان التحديات الكبرى فرضت عليّ اسئلة كثيرة وتأثري بمدارس فكرية وفلسفية عديدة كما ان قراءاتي في الفكر الإسلامي وبخاصة مدرستي المعتزلة والمتصوفة  كما قرات تاريخ العراق الحديث وتاريخ فكر النهضة العربية."مؤكدا على "الاستفادة من الوجودية من جانب طرحها لقضايا الإنسان الكبرى: الحب، الحرية، المسؤولية، والموت.وكذلك من الماركسية إلى حد بعيد مثلما استفدت من مدارس الحداثة كالبنيوية والتفكيكية وغيرها." ويرى رحيم "ان المثقف هو من يمتلك وسيلة تعبير متقدمة بالقياس إلى الآخرين وله عدّة لغوية ومعرفية وفنية..ويعتقد ايضا أن المثقف يجب أن يمثل مجتمعه وينطق باسمه ويمثل أحلام مجتمعه ويعبر عن علله ويكشف اختلالات واقعه البنيوية وهو صوت المستقبل ونداؤه، لا الماضي. وهو الذي نعوِّل عليه اليوم حين يغادر منبر الخطابة ذات البعد الواحد موقعا إلى فضاء الحوار المفتوح."
الامسية شهدت مداخلات عديدة بدأها صاحب (دار سطور) الناشر ستار محسن بقوله ان الكتب تتيح انتاج وعي جديد ومفاهيم جديدة خاصة إذا ما كنت تحمل هما عراقيا خالصا . ولذا نحن اليوم امام مفكر يريد ان ينهض ببلده وكتاباته تمنح الدهشة وهو ما يمكن ان يركز على ان كتابه الاخير تم توزيع ما يقرب من 850 نسخة ونحن بصدد الطبعة الثانية منه وما أراه ان له قراء في الوطن العربي ايضا.
الناقد حيدر العابدي تحدث قائلا. ان الكاتب سعد محمد رحيم حاول أن يعيد قراءة المشهد السياسي والثقافي والاقتصادي باعتماد آليات نقدية وفكرية خاصة تستهدف بنية الوعي الثقافي التي نشأت عليها مجتمعاتنا معتمدا الحفر في عمق هذه البنية لكشف أسباب التخلف والتراجع الحضاري والمعرفي وظهور الجماعات الصدامية المسلحة.. أما الباحث حسن عبيد عيسى فقال ان شيئا جديدا لطيفا مارسه الكاتب سعد هو انه اعلن عن صدور كتابه(روافد النهضة والتنوير-مرويات فكرية) ولكن المصطلح عادة يقود المتلقي الى منطقة محددة معروفة في عقله وهذا ماحصل معي.. ويوضح ان مصطلح النهضة قادني الى النهضة الاوربية التي بدأت مع خواتيم القرن الرابع عشر الميلادي وكانت ثمارها هذا الفيض من التطور الذي نتذوق ثماره..أما التنوير فهو مصطلح يأخذني الى عصر التنوير وفلاسفة الانوار،فعصر التنوير أو الانوار الذي بزغت انواره في القرن الثامن عشر في لندن تمركز لاحقا في باريس.. في حين قال السياسي حيدر النواب : اعتقد ان أي مثقف حقيقي لا بد ان يمر بمحنة واكثر هذه المحنات هي الاغتراب ونحن الان نعيش محنة المناطق المحرمة الكثيرة . ان المشكلة الان هي الاصطدام مع السلطة بل مع مجتمع غارق في الجهل وصار صوت السلطة اعلى من صوت المثقف الذي صوته أدنى من صوت المنابر الاخرى.