TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كاتيوشا العشائر

كاتيوشا العشائر

نشر في: 2 يناير, 2016: 09:01 م

في احياء بغدادية بجانبي الكرخ والرصافة ، يبلغ  سعر المتر المربع الواحد فيها اكثر من ميلوني دينار . هناك من كتب على  جدران المنازل "مطلوب عشائريا "  بخط مرتبك ، يهدد من  يحاول شراء العقار في حيي الكرادة والمنصور .  في المناطق الشعبية جملة التحذير حاضرة في كل زقاق ، تنتظر التسوية بين الاطراف المتنازعة ،  فيما يظل القانون معطلا  حتى اشعار آخر .
في المدينة ، فرضت العشائر تقاليدها واعرافها ، اصبحت مرجعية قضائية لحسم النزاعات ، بدفع مبلغ من المال  ثم يغلق الملف.  في غياب سلطة الدولة ، مع تراجع ادارة الملف الامني ، يلجأ  المتخاصمون الى عشائرهم ، لقناعتهم الأكيدة بأن  العشيرة  تمتلك عصا  سحرية  لحل مشاكل مستعصية  يعجز عن معالجتها حتى مجلس الأمن الدولي .
حكومة البصرة المحلية فشلت في منع نشوب نزاعات عشائرية استخدمت فيها اسلحة  متوسطة وخفيفة . المسؤولون المحليون اكتفوا بمناشدة وزارتي الدفاع والداخلية لمساعدتها في فرض وقف اطلاق النار بين  عشيرتي فريد شوقي ، وعدوه اللدود محمود المليجي ،  حين يصل الفيلم الى المشهد الاخير تكون اعداد الضحايا بالعشرات من الطرفين ، اما الخسائر المادية كتدمير محطات الكهرباء ، فتبقى عاطلة عن العمل لقلة التخصيصات المالية.
في الحكومة  السابقة ، شكلت مجالس اسناد عشائرية  في جميع المحافظات لتساعد القوات الأمنية  في محاربة الجماعات المسلحة الارهابية ، والحد من نشاط الميليشيات الخارجة على القانون .  رؤساء المجالس تسلموا مبالغ طائلة لدورهم الوطني المشرف في مؤازرة الحكومة ، وحث اتباعهم على الإدلاء باصواتهم في الانتخابات المحلية والتشريعية لصالح قائمة ولي نعمتهم . في وزارة الداخلية مديرية خاصة بشؤون العشائر ، هي الاخرى فشلت في  ايقاف النزاعات . المرجعية الدينية في النجف دعت الى التخلي عن السلاح ، لكن صوتها لم يصل الى القرنة والهارثة ، المقاتلون اصروا على مواصلة خوض المنازلة  في ساحات الوغى ، لتجديد حرب البسوس  باسخدام صواريخ الكاتيوشا.
تكرار النزاعات العشائرية المسلحة في محافظة البصرة  ،عاصمة العراق الاقتصادية على حد وصف  بعض زعماء النخب السياسية  ، يفتح الباب لطرح العديد من الاسئلة  امام الحكومة المحلية لتجيب على تساؤلات تتعلق باحتمال وقوف جهات سياسية  وراء اندلاعها ، كيف  وصلت الاسلحة المتوسطة  والثقيلة الى ابناء العشائر ،  مادور الاجهزة الامنية في فرض سيطرتها في مناطق النزاع ؟  الاجابة على هذه الاسئلة وغيرها تقع ايضا على عاتق القوى السياسية الممثلة في حكومة البصرة  المحلية.
ابناء البصرة يتحدثون عن بروز ظاهرة المتاجرة بالمخدرات خلال السنوات الماضية ، لغرض تهريبها الى دول خليجية ، هذا النوع  من النشاط التجاري  المحظور بموجب اعتبارات قانونية دولية  واخلاقية تمارسه جهات تمتلك نفوذا يتجاوز الساحة المحلية ، ربما تكون السبب في اثارة  الصراع الأزلي بين  فريد شوقي ومحمود المليجي.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram