اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الاسبوع: كيف يدرك الأهل... النزعة العدوانية لـدى أطفالهم ؟

قضية الاسبوع: كيف يدرك الأهل... النزعة العدوانية لـدى أطفالهم ؟

نشر في: 4 يناير, 2016: 12:01 ص

 بغداد / المدىيعاني الكثير من الأهل من مشكلة السلوك العدواني لدى أطفالهم او ما يعرف بالعدوانية لدى الاطفال. وتشير الدراسات الى أن التعرّض بالإساءة البدنية واللفظية، تجعل الأطفال أكثـر عرضة من سواهم للعدوانية. فمن المهم أن يدرك الاهل هذه النزعة ع

 بغداد / المدى
يعاني الكثير من الأهل من مشكلة السلوك العدواني لدى أطفالهم او ما يعرف بالعدوانية لدى الاطفال. وتشير الدراسات الى أن التعرّض بالإساءة البدنية واللفظية، تجعل الأطفال أكثـر عرضة من سواهم للعدوانية. فمن المهم أن يدرك الاهل هذه النزعة عند أطفالهم في وقت مبكر لتفادي تطور المشكلة.

ما السلوك العدواني؟
السلوك العدواني هو تصرّف سلبي يصدر عن الطفل تجاه الآخرين، ويظهر على صورة عنف جسدي أو لغوي أو بشكل إيماءات وتعابير غير مقبولة من قبل الآخرين. ويكون هذا السلوك مقصودًا ويستهدف إلحاق الضرر أو الأذى بالآخرين. وللسلوك العدواني لدى الأطفال أوجه مختلفة وأعراض متعدّدة الأشكال. ويقسم هذا السلوك الى الاعتداء اللفظي مثل الإهانات الكلامية والشتائم، والاعتداء الجسدي مثل الضرب والرفس والعضّ وشدّ الشعر حتى درجات عالية من الايذاء الجسدي.
• ابني يؤذي الآخرين
السيدة ( ج . ح ) لديها طفلان أدخلتهما الى مدرسة اهلية  منذ 3 أشهر . في بادئ الأمر لم يتأقلم الطفلان، حالهم حال أي طفل يدخل الى المدرسة اول مرة  ويكتشف بيئة جديدة لا تكون عائلته جزءًا منها . تأقلم الطفلان بعد أسبوعين وأصبحت المدرسة  بيتهم الثاني. المفاجأة الكبيرة للسيدة ( ج . ح )  كانت عند زيارتها لمعلمة أحد أطفالها - لتشتكي لها سلوك أحد الأطفال في صفه، اذ كان طفلها  قد أخبرها أنه يتعرّض للضرب من قبل صديقه في الصف، فأخبرتها المعلمة بان ابنها هو مَن يقوم بالضرب، وشدّ الشعر وعضّ الأطفال ، كما أنه لا يترك أحدًا من تصرفاته العدوانية .  استغربت الام  اقوال المعلمة خاصة أن ولدها ولد مهذب ولا يقوم بأيٍّ من هذه التصرّفات في المنزل حالة الطفل ليست استثنائية ، فالسلوك العدواني ظاهرة منتشرة عند الأطفال، وتترجم بعدة أشكال، والأهم هو التخلّص من هذه المشكلة في بدايتها قبل ان تتفاقم .

• عدم القدرة على التعبير
ترى الدكتورة ابتسام السعدون من كلية التربية الجامعة المستنصرية اختصاص علم النفس أن السلوك العدواني ظاهرة تبدأ في الظهور في مراحل مبكّرة من عمر الطفل، حيث يعتدي الطفل بركل الأشياء وقذفها او دفع الأيدي بصورة تعبّر عن الضرب، وربما بصفع غيره. وتشدد على أن وجود السلوك العدواني البسيط لدى الناشئين في مرحلة الطفولة ليس دليلاً وإثباتًا على عنف الطفل، فالسلوك العدواني يأخذ في التضاؤل والانطفاء كلّما كبر الطفل وتوافر له المزيد من جوانب النمو في جوانب شخصيته المختلفة وقدرته على التعبير بوضوح عما يريده، حيث يكتسب الثقة بقدراته ونواحيه العقلية.

• الأهل هم السبب!
من جهتها ، اوضحت الدكتورة ابتسام  أن أسباب العدوانية عند الأطفال متفرّعة جدًّا، وترفض فرضية أن السلوك العدواني عند الأطفال طبيعي، اذ يأتي كجزء من تطوره، الا اذا انطوى هذا السلوك تحت راية الدفاع عن النفس. وتقول الدكتورة ابتسام  ان ناقوس الخطر لا يدقّ الا حين يزيد الموضوع عن حده الطبيعي فنعلم ان هناك مشكلة.
ولم تستبعد الدكتورة ابتسام  فرضية وجود مشكلة بيولوجية مثل الفرط بالنشاط الحركي أو أن يكون السلوك العدواني مجرد عرض يقوم به الطفل من أجل دوافع عدة مثل الشعور بالضياع والخوف وعدم الثقة والاحساس بعدم الأمان وجذب الانتباه والغيرة.
وأضافت: "ان أساس العدوانية هو جوّ البيت، فالمرأة التي تجبر على العمل خارج المنزل وداخله طوال النهار، بإمكانها أن تفقد أعصابها تجاه طفلها، وحين يحصل ذلك لن يقوم الطفل بضربها بل يقوم بالتعبير عن غضبه بضرب الأطفال الآخرين، وهذا ما يسمّى في الطب النفسي أي تقليد المعتدي. ينطبق الأمر كذلك على وجود المشاكل بين الأهل في المنزل".
وتشدّد الدكتورة ابتسام  على أن الطفل الذي ينتهج سلوكًا عدوانيًّا تنقصه العاطفة خصوصا عندما يتعلق الموضوع بالتوائم ، لأنه دائما يوجد واحد قوي وآخر ضعيف فيقوم الضعيف بالضرب .
• كيفية علاج السلوك العدواني
أما بالنسبة إلى علاج السلوك العدواني ، فيكمن بحسب الدكتورة ابتسام  معرفة السبب الحقيقي لهذا السلوك والبحث عن جذور المشكلة والدوافع المسببة لها، وذلك من خلال اللجوء الى معالج نفسي. فالأهل لا يستطيعون التغلب على المشكلة وحدهم فيلجأون الى مساعدة الاختصاصيين، ويتشاركون معا في العلاج حينئذ يمكنهم المساعدة الحقيقية والتغيير الفعال على المدى الطويل . وتقدّم الدكتورة ابتسام  بعض النصائح للاهل للتعامل مع السلوك العدواني لدى الأطفال: معاقبته بشكل منطقيّ، المحافظة على الهدوء وعدم الانفعال، تفسير المشكلة له بشكل مبسّط وتعليمه بدائل، إجابته بما يناسب سنّه، الحرص على أن يعتذر بعد أن يهاجم شخصًاً ما، مكافأته على السلوك الجيد.
واخيرا نقول: يُظهر جميع الأطفال قدرًا من النزعة العدوانية، ولكن ليس جميع الأطفال عدوانيين . إن تربية الأطفال على نحو سليم من الناحية النفسية تمثل تحديًا كبيرًا ففي النهاية يسعى الآباء دائما لأن يكون لديهم طفل سعيد ومتزن، لذا يجب أن يحاولوا إبعاد أطفالهم عن العوامل التي تساعد على نمو السلوك العدواني .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram