اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > متى نقرأ خبر " نساء الموصل " ؟

متى نقرأ خبر " نساء الموصل " ؟

نشر في: 3 يناير, 2016: 09:01 م

صدرت الأندبندنت البريطانية  قبل أيام وفي صفحتها الاولى صورة لصف طويل من الاطفال العراقيين المهجرين  ، وقبل أسابيع كتبت في هذا  المكان عن موت المئات منهم  في برد الخيام ،  من دون كلمة رثاء سياسية واحدة  ،  ويؤسفني شديد الأسف، ان تتعاطف صحافة العالم مع كارثة العراق على إنها قضية إنسانية كبرى ، فيما يعتقد  وزير خارجيتنا :"  أن العراق أعطى كل ثرواته للعراقيين وعليهم بذل كل شيء في سبيله. "
ويعذرني الاستاذ ابراهيم الاشيقر  ، انني  لازلت اشعر  كعراقي بالإهانة ، فلست أدري لماذا يتخيل ساستنا قصصاً واحداثاً لايراها سواهم والمقربون منهم .
كيف واجَهنا البؤس والموت والخراب  ؟ بالحديث عن معاناة أهل البحرين والسعودية واليمن ، من منكم سمع  أو قرأ  في الاخبار أو مواقع التواصل الاجتماعي عن  إعدام 18 امرأة وسط الموصل من قبل عصابات داعش امس ،  نتحدث عن شباب يغادرون الوطن هربا من الموت والقتل والبطالة ، فيضحك منا الساسة ، ويقولون ما بالكم لاترون الظلم الذي يتعرض له متظاهرو البحرين ، ما هي معاناتكم مقارنة بما يعانيه اشقائكم الحوثيون ، نُصر ان نرفع راية الدفاع عن شيعة نيجيريا ولا نعترف بالكوارث التي يعيشها هذا الشعب .
وقبل أن يعتقد البعض انني  ضد حرية الشعوب وتقرير مصيرهم ، أقول أضم صوتي الى صوت كل مثقف يطالب بموقف إنساني حيال كل القضايا الانسانية سواء كانت في اليمن أو ليبيا أو مصر أو السودان  ، وأدعو الله ان يحمي جميع الناس، من شر التشرد ومراكب الموت وقنابل الظلاميين ، ولأننا عشنا ولا نزال في ظل إرهاب داعشي  وعجرفة سياسية وشهدنا القتل والدمار والخراب ، ولهذا لانتمنى مثل هذه الحياة  لأحد، مهما كان جنسه ولونه وطائفته .
يطالبنا ستيفان زيفايج في مذكراته  " عالم الأمس "  بالمسمّيات التي نستخدمها كل يوم، لا بد أن نشرحها للناس: ماذا نعني بالظلم ، وماذا نعني بالأسى  ، وماذا نعني بالعذاب " ، كيف واجَهنا نحن العراقيين الظلم ، بالاستغراق في حروب الماضي ، بدلاً من التوجه نحو المستقبل
من يتابع حروب الفيسبوك المشتعلة بالطائفية والكره والحقد بين ابناء الشعب الواحد  ،  لا يمكن أن يتصور أبداً أن هذا شعب يريد الانعتاق من ظلم الماضي  ، وفتح الابواب والشبايبك باتجاه الحاضر ، وما يؤسف له  
 أننا بدلا من ان ننشغل  أكثر  بالمصاعب التي نمر بها ، وما يختص منها بحرب الارهاب التي تحاصرنا ، نجد انفسنا مدفوعين بحماس إلى التقليب فى  تاريخ البحرين وجغرافية السعودية .
لست هنا في مجال  النصح  او الارشاد ، انها سطور قليلة ،  أريد ان أقول فيها: ان  على كل  عراقي  أن يستدعى ضميره  ، قبل أن يتحول الى  مجرد لافته يرفعها سياسي فاشل في احد الساحات  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. خليلو...

    في الأشهر الأولى لثورة تموز 1958 زار السفير البريطاني وزيرا إستوزر حديثاً وكان الرجل -رحمه الله -متواضع الدراية في أمور السياسة ، فكان السفير كلما كان يلح على ضرورة مقابلة الوزير يخرج إليه السكرتير من باب الوزير ليخبره أن سيادته مشغول فيبقى منتظرا الفرج

  2. طارق الجبوري

    اخي استاذ علي ما اسميته العجرفة السياسية هي احد ابرز اسباب احتلال عصابة داعش الارهابية لاجزاء من محافظاتنا مثلما كانت السبب في كل هذا لخراب .. ويبدو لي ان الطائفية التي زرعها مع الاسف في مجتمعنا مل زالت قارب النجاة لهذه الطغمة من السياسيين وهي التي تحول د

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram