باستثناء ابناء الريف ، تعرف الشباب العراقي على السلاح اثناء تأدية الخدمة العسكرية الالزامية في معسكرات التدريب الاساسي . بعد الانتهاء من تدريب المسير والى الوراء در وفتح النظام وضم النظام ، يمينا تراصف ، يطلب عريف الفصيل من الجنود جلب قطعة قماش صفراء اللون وفرشاة صغيرة لتنظيف السلاح ، فيدخل الجنود المستجدون الى مرحلة متقدمة في التدريب بحمل السلاح وتعلم تفكيكه وتركيبه ، في كل يوم يكررعريف الفصيل عبارته اليومية ، الغاية تعليم الرهط استخدام السلاح رشاشة كلاشنكوف عيار ستة وسبعة بالعشرة ملم تعمل بقوة الغاز ونابض الارجاع ، ، ترمي الصلي والمفرد ، سعة المخزن 30 طلقة من العتاد الخارق الحارق . بعد الذهاب الى ميدان الرمي، تنتهي الدورة التدربية ليستقبل عريف الفصيل مجموعة اخرى .
في سنوات اندلاع الحرب العراقية الايرانية حمل معظم العراقيين رشاشة الكلاشنكوف فاصبحت ملازمة لهم طوال سنوات خدمتهم الالزامية والاحتياط التي عبرت الحد المقرر ، في المدارس الابتدائية دخلت الكلاشنكوف اثناء مراسم رفع العلم في ايام الخميس من كل اسبوع تجسيدا لشعار "للقلم والبندقية فوهة واحدة" . في منتصف التسعينات صدر قرار يقضي بشمول الوزراء وكبار قياديي الحزب الحاكم وكبار المسؤولين بالتدريب العسكري ، ونقل التلفزيون الرسمي في ذلك الوقت مشاهد مصورة تظهر مراحل التدريب واستعداد الرهط لتعلم اساليب الرمي بوضع الانبطاح لخوض المعركة ضد الامبريالية والصهيونية باستخدام السلاح الابيض .
بعد الغزو الاميركي للعراق ، اصبح السلاح يباع في أسواق الأرصفة ، احد الباعة في حي البياع كان ينادي على بضاعته بالقول "كلاش بمية كلاش نص اخمص بمية وخمسين الف دينار" المبلغ بحسابات ذلك الوقت كان كبيرا ، البضاعة المعروضة من اسلحة الجيش العراقي المنحل ، وصلت الى الباعة بطرق متعددة فعرضت للبيع بموجب قاعدة (سلاح الجيش للشعب) للدفاع عن النفس وسور الوطن .
مع تردي الاوضاع الامنية اختفى باعة الاسلحة من الارصفة ، اصبح التعامل ببيعها وشرائها بالخفاء ، ارتفعت اسعارها وتجاوز سعر رشاشة الكلاشينكوف ربع المليون دينار مع اقبال واسع على اقتنائها ، انتعش نشاط تجار السلاح ، مع تشكيل جماعات مسلحة بمزاعم الدفاع عن مكوناتها الاجتماعية ، وصدور بيانات من جهات سياسية ودينية تمنع انضمام الشباب الى الجيش والشرطة.
رغبة الكثير من العراقيين في اقتناء السلاح الشخصي جاءت نتيجة طبيعية لعجز الاجهزة الامنية عن ملاحقة منفذي عمليات الاغتيال والاختطاف . في ضوء ذلك اصدرت الحكومة قرارات تقضي بالسماح للإعلاميين والاطباء واساتذة الجامعات بحمل السلاح بموجب تراخيص من وزارة الداخلية لم تسعف حامليها من التعرض للقتل على يد عناصر جماعات مسلحة تنفذ عملياتها بدوافع تصفية حسابات سياسية ، اولاشعال نزاعات مسلحة ، تصب في صالح تجار الاسلحة ، ليس من المستبعد ان يكون صاحب مقولة "كلاش بمية" واحدا منهم ، تحول الى تاجر تخصص ببيع الهاونات عيار 80 ملم .
كلاش ... نكوف
[post-views]
نشر في: 6 يناير, 2016: 09:01 م