كلما تحدث سياسي عراقي عن المصالحة واحترام حق الآخر ، اضحك ، فهناك سياسي يريد التأكيد لنفسه، ولمن يسمعه أنه مانديلا العراق ، لم يحدد طبعا متى وأين أصبح رمزا للمصالحة ، وانه اي السياسي " الفاضل " علامة متميزة للتسامح والغفران في عالم يجنح إلى التعصب والتحامل ، وانه استطاع ، واقصد السياسي " الهمام " أن يطوي صفحة سوداء في تاريخ هذه البلاد ويفتح طريق المستقبل للعراقيين جميعا ، وكانت مواقفه ، أعني بالتاكيد معظم ساستنا الاشاوس ، رمزاً لهذا المستقبل
معظم خطب ساستنا تثبت بالدليل القاطع ان الواقع أكثر سحراً من الخيال.. حيث سمعنا وشاهدنا كيف تتحول السياسة الى كوميديا سوداء.. فعندما يعتقد البعض إن هدر مليارات الدولارات في مشاريع وهمية، وغياب الخدمات الاساسية، وإصابة الأمن والامان بمرض الهشاشة، والازمات السياسية التي تهدد استقرار البلاد ووحدتها، إنها جولة في ملف المصالحة المستدامة ، فحتما اننا نعيش فصول من الهزلة لايريد لها البعض ان تنتهي .
إن من يسوقه حظه العاثر للوقوع بين براثن خطب الساسة هذه الأيام سيشعر للوهلة الأولى وكأن حنفية من الشعارات والهتافات انفجرت وأغرقت شوارع العراق بعناوين ومصطلحات من عينة:
- ضرورة انطلاق عملية المصالحة الوطنية، لكن ليس بالشعارات بل نريدها مصالحة حقيقية " نوري المالكي "
- أن المصالحة الوطنية تستوجب قرارات صعبة وتنازلات" لترسيخ التعايش المشترك " اسامة النجيفي "
- المصالحة خطوات عملية وواقعية تجعل الجميع يتعاملون ضمن دائرة واحدة من الثقة والجدية وحسن النوايا" صالح المطلك "
- حل مشاكل العراق لا يمكن ان يكون عسكريا فقط وإنما سياسي واجتماعي وعقائدي وعشائري عن طريق المصالحة " محمد الصيهود "
- هل تريدون المزيد ؟ سأحيلكم الى زمن مضى حين كانت عالية نصيف تصول وتجول في القائمة العراقية ، فطالبت انذاك بان يرأس السيد عدنان الدليمي لاغيره لجنة المصالحة الوطنية هذه ليست نكته العم غوغل يشهد على ذلك .
مثل ملايين العراقيين لا أملك أن أمنع أي سياسي من أن يدلي بدلوه في هذا الملف " الظريف " مادامت الديمقراطية منحته هذا الحق، ولكن في معظم دول العالم نجد أن العديد من الساسة يمارسون فضيلة مراجعة النفس والاعتراف بالخطأ والذي يشكل اليوم جزءاً من نسيج الحكومات المتحضرة، وتاريخ الاعتذارات مليء بالمواقف الصعبة لعدد كبير من المسؤولين في الغرب وهم يخرجون للناس يقدمون اعتذاراتهم، ومعها خطاب الاستقالة بسبب أفعال أضرت بالمصلحة العامة وليست المصالحة الخطابية .
لماذا لا يريد جماعة " مانديلا العراق " ان يفهموا أن الناس تغيرت، وان عيونها مفتوحة على سعتها، وانها تصر على ان تكون شاهدا ومشاركا، لا متفرجا أو منتظرا لروايات هواة المصالحة ، كي يهدأوا ويناموا في سرير الفساد والانتهازية قريري العين.
بانتظار " مانديلا العراق " العظيم !!!
نشر في: 6 يناير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
الحقيقه المرة هى ان السياسه مهنه غير شريفة---------السياسى يكدب اكثر بكثير من المواطن العادى--------اكثر السياسيين يدعون انهم عقائديون ولكن هم يكدبون ------اكثرية السياسيين انتهازيه---------يوم مع المالكى ويوم مع علاوى -----ارتزاق السياسيين لجهة معينه اك