TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حزب الدرنفيس

حزب الدرنفيس

نشر في: 8 يناير, 2016: 09:01 م

تنظيم سياسي من احزاب ما بعد الغزو الاميركي للعراق ، تبنى نظرية جديدة في التعاطي مع الأزمات والنكبات ، أمينه العام يطل اسبوعيا عبر شاشة  فضائيته  موجها خطابا تاريخيا الى أبناء شعبه  ليبشرهم بان كوادر وخبراء حزبه توصلوا الى حلول جذرية للمشكلات الاقتصادية والأمنية ، كيف ؟  بالانفتاح على دولة جارة ، حاربت الامبريالية ، جندت اتباعها في دول المنطقة فأثارت مخاوف اسرائيل ، جعلت الكيان الصهيوني يرتعش من شدة الخوف ، لأن الأشاوس من الجيل الجديد ، سيصححون أخطاء الجيل السابق من  الحكام العرب . على هذا المستوى من الأحلام السياسية ، تتعامل القوى العراقية المشاركة في الحكومة الحالية مع الأزمات الإقليمية ، مقابل هذا الحرص على إثبات الولاء للأصدقاء ، يكون التعاطي مع القضايا المحلية بمقدار تحقيق المصالح .
 مفردة "الدرنفيس" اسم ينطبق على هذا التنظيم السياسي، لأنه  قادر على حل كل المشاكل والبراغي المزنجرة ، آخر طروحاته في اطارالانفتاح  على الاصدقاء منحهم استثمارات واسعة في العراق  لمضاعفة الموارد ، لكي لا تتحقق نبوءة وزير المالية هوشيار زيباري حين اعلن بان الحكومة لن تكون قادرة في نيسان المقبل على دفع مرتبات الموظفين والمتقاعدين . حزب الدرنفيس بوصفه يمتلك الحلول الناجعة أطلق دعوته ، وربما سيحاول من خلال حجم  تمثيله في البرلمان والحكومة اقناع صاحب القرار بالدعوة الرشيدة الفريدة من نوعها ،  لتطوير الاقتصاد العراقي ، ودفع عجلة التنمية نحو اقرب منحدر خطير .
 وزير المالية هوشيار زيباري اختزل المشكلة الاقتصادية بجملة واحدة ،  قالها بالقلم العريض لكنه جعل العراقيين في حيرة من امرهم ، خصوصا ان مفردات  البطاقة التموينية لا تلبي حاجات معظم الأُسر ، مقدار الدخل الشهري لا يوازي  النفقات ، "ليش خالة زيباري  بيش طالبنا ؟" جملة قالتها ام سعيد لتضع حدا لجدل دار داخل اسرتها ،تناول تداعيات الدخول في مرحلة افلاس الحكومة العراقية .
 في زمن النظام الملكي ، العهد المباد ، بحسب تعبير  الجمهوريين ، كان العراق يصدر الحنطة والشعير ومحاصيل زراعية اخرى ، النفط يخضع لسيطرة الشركات الاجنبية ، في النظام الجمهوري ثم الديمقراطي التعددي الفيدرالي ، استوردنا البصل والتمر من دول الجوار . القطاع الخاص غادر البلاد بحثا عن بيئة استثمارية آمنة ، الزراعة تراجعت بفعل شح المياه وسيطرة التنظيمات الارهابية على اضخم السدود الاروائية ، في ظل هذا الواقع المرير ليس امام صاحب القرار إلا تبنّي فكرة حزب الدرنفيس لتطبيقها في حل برغي مشكلة شح الموارد المالية .
اثناء اندلاع انتفاضة المصريين وارتفاع هتاف "الشعب يريد اسقاط النظام" ، سجلت اذاعة دولية آراء المشاركين في تظاهرات ميدان التحرير ، احدهم من الصعيد  قال مخاطبا المصريين   "ياناس ياعالم ياهو اصحوا ، الحزب الحاكم سرقنا" ، نحن في العراق يلعب بمقدراتنا حزب الدرنفيس ، صاحب نظرية "فك البراغي المزنجرة ."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ام رشا

    تقصد حزب الدرل يا أستاذ علاء ..!

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram