يقضي قانون الأكاديمية السويدية التي تمنح جائزة نوبل ،ألا يتم الاطلاع على آرشيف المداولات بين اعضاء لجنة التحكيم الا بعد مرور خمسين عاما . وها قد مرّ نصف قرن على منح جائزة نوبل للآداب لعام 1965 الى الكاتب ميخائيل شولوخوف. صحيفة الغارديان س
يقضي قانون الأكاديمية السويدية التي تمنح جائزة نوبل ،ألا يتم الاطلاع على آرشيف المداولات بين اعضاء لجنة التحكيم الا بعد مرور خمسين عاما . وها قد مرّ نصف قرن على منح جائزة نوبل للآداب لعام 1965 الى الكاتب ميخائيل شولوخوف.
صحيفة الغارديان سلطّت الضوء على الآرشيف الذي كشف عنه مؤخرا . وتشير المداولات بين اعضاء لجنة التحكيم الى ان من بين المرشحين للجائزة لذلك العام عدة اسماء ادبية مهمة منها فلاديمير نابوكوف، وبابلو نيرودا وخورخي لويس بورخيس ، لكن اعضاء لجنة التحكيم خالفوا كل التوقعات في ذلك العام واختاروا ميخائيل شولوخوف.
والاسماء الاخرى التي تم تداولها كانت ، لورانس دوريل، و سومرست موم وصمويل بيكيت، الذي سينالها في عام 1969.
اثار منح الجائزة في ذلك العام الكثير من الانقسامات: فقد كان شولوخوف نفسه واحدا من الكتاب الذين انتقدوا منح جائزة نوبل لبوريس باسترناك في عام 1958، ما تسبب في ان يرفض باسترناك الجائزة. ومنحت جائزة نوبل لشولوخوف بعد سبع سنوات من ذلك التاريخ عن روايته الملحمية التي صورت حياة القوزاق،رواية (الدون الهادئ)، التي وصفتها لجنة نوبل آنذاك "انها بمثابة تعبير عن مرحلة تاريخية في حياة الشعب الروسي ". لكن الكاتب ألكسندر سولجينتسين الذي سيفوز بجائزة نوبل في عام 1970، كان واحدا من مجموعة من الكتاب الذين اتهموا شولوخوف علنا بسرقته لهذا العمل من الكاتب فيودور كريوكوف، وهو اتهام رفضه المؤلف.
الصحيفة السويدية سفنسكا، التي اطلعت على وثائق الأكاديمية السويدية عام 1965 ، ذكرت أن اختيار شولوخوف كان بالإجماع. معتبرين الدون الهادئ "تحفة كلاسيكية". وقال عنها اندرس اوسترلنج الذي كان في ذلك الوقت رئيس لجنة نوبل ، "ان هذه الرواية تحتفظ ببريقها مع كل إعادة قراءة لها، وهذه الملحمة الشعبية لا تزال تستحق بشكل غير قابل للجدل الجائزة ، حتى لو جاء هذا الفوز متأخرا جدا ". حيث ان الرواية صدرت في الاعوام ما بين 1928 و 1940.
وكشفت الصحيفة أيضا أن اللجنة ناقشت تقاسم الجائزة في عام 1965 بين الشاعرة الروسية آنا أخماتوفا، التي كانت علاقتها مضطربة بالنظام السوفيتي وشولوخوف، الذي كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي. لكن رئيس اللجنة رفض الفكرة ، وفقا للصحيفة، وأشار إلى أن ليس هناك ما يجمع بينهما سوى استخدام اللغة الروسية في الكتابة. ورفض أيضا إمكانية تقاسم الجائزة في ذلك العام بين ميغل أنخل أستورياس وبورخيس، اوبين شموئيل يوسف عجنون ونيلي زاكس.
لكن الغواتيمالي أستورياس يفوز بجائزة نوبل في عام 1967 "لإنجازاته الأدبية الحيّة ، وتعمقه في الكتابة عن صفات وتقاليد الشعوب الهندية في أميركا اللاتينية" ، كما يصفه قرار الاكاديمية السويدية بمنحه الجائزة. اما بالنسبة لبورخيس فإنه لم يفز بها ابدا. وتتحدث خادمته ، عن كيف كان "يتعذب كثيرا بسبب ذلك ... وبسبب ان احتمال فوزه بجائزة نوبل كان يتجدد كل عام. وفي يوم الإعلان عن الفائز بالجائزة كان الصحفيون ينتظرون خارج باب مكتبه. لكن الأخبار كانت تأتي في كل مرة عن عدم فوزه مما يجعله حزينا للغاية ".
وكان بورخيس يعلق على ذلك قائلا "اصبح عدم منحي جائزة نوبل تقليدا اسكندنافيا. "فهي لم تمنح لي منذ ان جئت الى هذه الدنيا."
تتلقى الأكاديمية السويدية مئات الأسماء المرشحة. لكنها تحصرها في 200 اسم. ثم تمر بعدها إلى فرز ثان لا يستبقي سوى70 اسماً، كما حصل في تلك السنة.