جهل الطفل خالد في معرفة اسمه الرباعي جعل إمكانية إيجاده بعد أن تاه عن والديه في أحد المولات في بغداد أثناء تناول العائلة وجبة غداء أمراً صعباً.اكتظاظ المطعم بالرواد الذين تزاحموا في المكان أربك خالد الذي ضاع عن والديه في المكان وبقي يبكي حتى وجد والد
جهل الطفل خالد في معرفة اسمه الرباعي جعل إمكانية إيجاده بعد أن تاه عن والديه في أحد المولات في بغداد أثناء تناول العائلة وجبة غداء أمراً صعباً.
اكتظاظ المطعم بالرواد الذين تزاحموا في المكان أربك خالد الذي ضاع عن والديه في المكان وبقي يبكي حتى وجد والديه، عن طريق حراس الأمن في المول الذين أجهدوا وهم يحاولون التعرف على هويته .
خالد ذو الأعوام الثلاثة، ورغم طلاقة لسانه، بحسب والديه ، إلا أنه لم يتمكن من التعريف عن نفسه أو حتى ذكر اسمه ليتمكن حراس المبنى من معرفة هويته وإرجاعه إلى أهله ، إلا بعد أن بحث الأهل عنه مليا في أرجاء المول وأخبروا إدارته حتى أوصلوهم لطفلهم .
والدة خالد ، تقول وهي تبكي بحرقة بعد أن شعرت وللحظة أنها قد تفقد طفلها، “لم أفكر يوما أنني قد أتعرض لمثل هذا الموقف”، ورغم أن “طفلي يعرف اسمه إلا أنه لا يحفظه كاملا”، فضلا عن أنه “صغير ولم أفكر يوما أنه قد يضيع ويجب أن يحفظ اسمه أو يضع ورقة باسم والده أو هاتفه في جيبه .
الأمر عينه حدث مع الطفل محمد الذي تناقلت وسائل الاتصال الاجتماعي قصة ضياعه مؤخرا. محمد خرج مساء احد الايام ولم يعد حتى كتابة هذه الأسطر إلى منزله ، الأمر الذي زرع الخوف والحيرة في قلوب عائلته .
جهل محمد باسمه الحقيقي كما قال عمه ، الذي صرح من خلال وسائل الاتصال أن الطفل لا يعرف اسمه الحقيقي وأنه اعتاد على أن يناديه الناس باسم “ميدو ” منذ الصغر .
يجهل كثيرون من الأهل تعليم الطفل اسمه كاملا أو إلمامه بمكان سكنه وعمل والده أو رقم هاتف ولي أمره، ليتسنى التوصل به في حال تاه أثناء التجول في الأماكن العامة أو ضل طريقه وهو يشتري أو يلعب ويلهو .
قدرة الطفلة هبة ذات الأعوام الأربعة على التعريف بنفسها وحفظها رقم هاتف والدتها هو ما ساعدها على إيجاد والدتها التي فقدتها أثناء اللعب في متنزه الزوراء بسبب الازدحام الكبير .
تقول الطفلة هبة “ضيعت ماما بالمتنزه ولم استطع ان اجدها اعطيت رقمها للشرطي الموجود في المتنزه ”، حيث كانت تحفظ رقم والدتها منذ أن كان عمرها ثلاثة أعوام ، كما أنها حريصة على ألا تخاطب الغرباء أو أن تأخذ منهم أي شيء، منفذة بذلك التعليمات والتنبيهات التي تقدمها والدتها لها باستمرار .
من جانبها ، تشير التربوية الدكتورة ابتسام السعدون إلى أهمية توعية الطفل بهويته وطريقة التعريف بنفسه منذ أن يصبح عمره ثلاث سنوات، وهي سن يتمكن فيها الطفل من النطق والحفظ .
وتفيد أن توفير حاجات الطفل الغذائية والصحيّة “أمر ضروري”، ولكن يجب أن يرافقه اهتمام بتطوير قدراته الذهنية وتنميتها، مشيرة إلى وجود العديد من الدراسات والأبحاث المتعلّقة بالنمو الذهني للطفل .
وتؤكد الدكتورة أن دماغ الطفل الصغير جدا “قادر على استيعاب كل ما يدور حوله، وبقدر ما يكون محيطه غنيا يكون قادرا على التعلّم بشكل أسرع.
إن اهتمام الأهل بتطوير قدرات الطفل الذهنيّة وتطويرها لا يعني أن عليهم استباق المراحل ، أو أن عليهم تعليم الطفل مهارات تفوق سنّه ، بل القيام بالنشاطات المناسبة التي تساعد على تنمية الذهن عنده منذ اللحظة الأولى لولادته .
وتشير إلى أن ضياع الطفل عن والديه أمر قد يتعرض له الوالدان في أي وقت وأي مكان، ولكن المهم هو كيف يمكن أن نعلم الطفل كيفية التصرف في مثل هذه الحالات، وتعليمه أن الخوف والهلع في هذه الحالة لا يفيدان .
وتتابع الدكتورة ، أن على الأهل تعليم طفلهم اسمهم الحقيقي بعيدا عن الاختصار كالأسماء التي تتكون من مقطعين مثل عبدالله ، عبدالكريم ؛ حيث يقتصر العديد من الأهالي على مناداة أطفالهم بعبد أو عبود والابتعاد عن مناداة أبنائهم بالألقاب ، لا سيما عندما يبدأون التكلم بصورة جيدة .
