بالنسبة لمؤرخ للحرب العالمية الاولى، فإن مسرح الحرب العثمانية كان مجرد لطخة او حركة، مقارنة بالجبهة الغربية. ان القادة قد يتسابقون نحو باكو ولكنهم لا يصلون في الوقت المناسب للتواجد في احداث البلقان علماً ان تلك الاحداث كانت تتطلب تشجيع العمليات الغرد
بالنسبة لمؤرخ للحرب العالمية الاولى، فإن مسرح الحرب العثمانية كان مجرد لطخة او حركة، مقارنة بالجبهة الغربية. ان القادة قد يتسابقون نحو باكو ولكنهم لا يصلون في الوقت المناسب للتواجد في احداث البلقان علماً ان تلك الاحداث كانت تتطلب تشجيع العمليات الغردية وليس التفكير الجمعي. ويقول شون ماكّين، إن الحرب العثمانية التي تتطور، وادت الى انهيار الامبراطورية التي كان الكثيرون يكرهونها.
ويقول ماكين ان الكثيرين الذين فرّوا من جبهة الحرب، كان من اجل الخلاص من الحرب، إن ماكين باحث ذو طراز قديم، والذي يرسم النهايات، حسب التقارير التي تتضمنها الوثائق الرسمية، وفي حالة حرب وصراع ما بين الاتراك العثمانيين من جهة ومن جهة ثانية بين روسيا وبريطانيا وفرنسا وآخرين غيرهم، ومن بينهم العرب والأرمن واليونانيين، تتطلب الموهبة ومعرفة بالتاريخ بدرجة كبيرة، وماكين في بلاده يجد امامه الارشيف الكامل لكافة الجهات التي كانت لها علاقة بالأمر، وتعرف عند ذلك على تفاصيل تلك المعارك.
ان اللعبة النهائية للعثمانية، امر مثير لكشف من التاريخ الذي يخيف كل إمرء للموضوع لأعوام عدة.
وبالنسبة للعثمانيين، فان "الحرب الكبيرة" والتاريخ الغربي، كان جزءاً من صراع اطول وايضاً الثورة، وانتهى الأمر الى انهيار وموت الامبراطورية العثمانية، والبلقان، وشجع هذا الأمر روسيا التي هدأتها بريطانيا وعندما انضمت تركيا الى الحرب الاوروبية في العاشر من تشرين الاول عام 1919، كانت براءة العثمانية قد أصبحت بريئة منذ زمن طويل، اما الجيش فتهيأ، اما الناس فقد كانوا قد تخدروا بالفشل واللاجئين وكانت الامبراطورية معلقة في الميزان وكان من بين الباشوات، انور، طلعت وجمال، وكان ذلك الوقت مملوءاً بالفرص. وفي ميدان الفرص، كانت الفرصة وصول المانيا الى النصر، وقلبت البلقان رأساً على عقب، اضافة الى فوزها بمقاطعة في الشرق من العدو القديم روسيا.
وبالنسبة للروس، كانت اللعبة الفوز بالقسطنطينية وايضا ومنفذ لا جدال فيه الى البحر الابيض المتوسط، عبر البوسفور. وتم الامر بسرية تامة، واعلم القيصر نيكولاس الثاني لإعلام انصاره، ان روسيا اخذت "العدو القديم للمسيحية وكافة الشعوب السلافية".
ان المذبحة الجماعية التي اعقبت ذلك الحدث، اظهرت ان الجنرالات على المسرح الشرقي، اقل بالضحايا في الغرب، وفي شهر عام 1914، كان مقامرة خاسرة، تركت خلفها 30.000 قتيل تركي، والاغلبية تجمدت في الممرات (وكان انور قد منع المعاطف الطويلة). وفي العام التالي حدثت ما يشبه المذبحة في فرنسا، ادى الى نصف مليون من الضحايا ولم تكن للمعركة ستراتيجية واضحة، وعلى الاقل احس الاتراك بالانتصار على الاقل، وعندما كانت هناك شجاعة ، بل الكثير منها، فان المسرح الشرقي، كان طمّاعاً.
وكان المسرح الشرقي قد تعرض الى حصار الكوت – والعمارة، وادى ذلك الى الاستسلام اخيراً في شهر نيسان عام 1916.
ووصف هذه الاحداث وغيرها وخاصة استسلام تاونسهين الجنرال في الجيش الهندي بعد حصار الكوت. وخسرت بريطانيا ايضا وكانت المعركة مع الجيش العثماني، ولو كان الروس قد ارسلوا جيشهم، كما وعدوا فان العثمانيين دخلوا الحرب العثمانية في عام 1915.
وحتى مع بعض الحظ، كان العثمانيون سيدقون على الارض عاما آخراً. ومع حلول عام 1917 كان الروس اسياد شرق الاناضول ويتعمق مكميكين في الارشيف في كافة الجهات، وغالباً ما يسحب تقريراً جديداً وهو يكشف، على سبيل المثال، عمق عدم إهتمام الروس للتدخل من أجل مساعدة حلفائهم الانكليز، عندما يكون الاخير غير مهتم للبقاء غاليبولي وكوت. وعندما اصبح امر غاليبولي تأثيرا كبيرا على الحرب. "هل ان الروس ارسلوا القوات التي اقسموا عليها ووعدوا بها"؟!
ويقول ايضاً: ان حرب العثمانيين ربما قد انتهت مع خريف عام 1915".
وحتى مع كمية صغيرة من الحظ، كانوا في مكانهم في خلال العامين التاليين. ومع بدء عام 1917، كانت روسيا القيّمة شرق أناتوليا والبحر الاسود. وفي الوقت الذي كان فيه ت.ي. لورنس كان قد اشعل فتيل الثورة العربية في الحجاز. اما الاتراك فقد نظفوا بانفسهم الاناضول. وذلك بمذبحة الارمن او إخراجهم من تركيا وكان هناك مشروع غزو ايران.
ومع فقدان الامبراطورية للرجال والطعام وسبعة محافظات" ومع خسارة الارض في بولندا واوكرانيا، تخلو ايضا من الرجال والفحم والطعام لقد ضحى الناس بارواحهم.
ومع توقيع اتفاقية السلام في كانون الثاني عام 1918 وفي نهاية العام، اعلن لينين عاد الى الاعلان ان القسطنطينية متأهبة للثورة، بحماس. وان محادثات لسلام ومع محادثات السلام في بريست ليتوفسك.. وعند ذلك اعلن تروتسكي بحماس عدم انسحاب روسيا من الحرب. إن القوات الامبرالية، يتدفقون خارج الاناضول (الارمن، التورك) يتدفقون الى خارج اناضول.
وكان الحلفاء الالمان يرسمون الامبراطورية التساريست، يخططونها خطوة بعد أخرى. وقد سقطت المدينة في 15 أيلول 1918، ولكن عند ذاك جاءت الاخبار من الحلفاء قد اتجهوا الى بلغاريا ودمشق والتقوا هناك بالبريطانيين والعرب (وكان العراق قد سقط في العام السابق). وقال طلعت باشا، "لقد انتهينا، او بمعنى آخر لقد اكلنا الـ .." لقد انتهت الحرب.
وفي الوقت الحاضر نجد ان اتفاقية سايسك – بيكو في عام 1916 تلقى اللوم لتقسيم الشرق الاوسط بذلك الشكل. واليوم زالت الامبراطورية التركية، وحربهم من اجل البقاء بدا انها قصة مؤثرة، انتهت بولادة تركيا الحديثة بقيادة مصطفى كمال اتاتورك واعلن الرئيس وودرو ويلسن والذي وافق على ان تكون تركيا مقربة منه. ناسياً ان تركيا فقط هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط (إضافة الى إيران). واليوم، فان اتفاقية سايكس – بيكو في عام 1916، تتحمل انقسام الشرق الاوسط، وهذا أمر غير دقيق، ولم تكن الاتفاقية الوحيدة، بل كان هناك اتفاق وعد بلفور في عام 1917، التي وعدت بمنح اليهود وطناً.
إن ما يكتبه ماكميكين، بعيد عن شرح اسباب دوافع الرجال في الحرب، وقد ساوموا بلا خجل على الذهب والاسلحة من دون خجل، قبل ان يفوضوا امرهم للقضية الالمانية، في حين ان الثورة العربية، كانت بعيدة عن القضية الرومانسية لاكتشاف النفس، كما قال لورنس وبعد الحرب كانت بريطانيا غير قادة على مقاومة الاشراف على الشرق الاوسط. كما توقع تشرشل. واصبح الطمع يواجه الشرق الاوسط.
عن: الغارديان