لا أنكر اني قد تحايلت حتى على نفسي غير مرة كي أبدوا متفائلا فيما أكتب. كنت اتقصد ان أزرع في نفوس القراء املاً في الخلاص: خلاص العراق من الوقوع في الهاوية. ربما كنت الوذ بذلك ظناً مني انني سأزيح بعض الهم من على الصدور ولو من باب "تفاءلوا بالخير تجدوه". أول من أمس فقط واجهت نفسي لأعلن لها ولكم ان العراق قد دخل في "الساعة الخامسة والعشرون". انها ساعة اليأس التي لم ولن يستطيع فيها أحد انقاذ البلد من الكارثة الحتمية.
في البدء كانت الهاوية بعيدة وكان الطريق نحوها طويلا نوعا ما. بتعبير آخر كان الخلاص من السقوط ممكنا. بشجاعة وتشخيص صائبين كتب سمير عطا الله بعموده في "الشرق الأوسط" أمس "في العراق تحول حزب «البعث» مع رجل واحد من علماني مطلق إلى إسلامي مطلق. والحقيقة أن نواة «داعش» بدأت في الظهور والتشكل أيام صدام حسين وليس بعده. ومنذ الحرب مع إيران قرر أن لا بد من دعوى دينية، فلجأ إليها".
وأجاريه في جرأته لأقول ان تلك "الدعوى" مهدت الطريق لحكم "الدعوة" وغيره من الأحزاب والحركات الدينية المسلحة وغير المسلحة في عراق اليوم. وكانت هي ايضا من أهم مسببات وصول المالكي لرئاسة حكومة العراق. حملة صدام "الايمانية" هي التي وضعت قطار العراق على سكة الهبوط نحو الدمار الشامل. تذكروا ان كل ما تعرض له العراقيون من اعتداء على حرياتهم الشخصية والاجتماعية منذ 2003 الى اليوم يجري تحت قوانين وقرارات وتشريعات تلك الحملة السوداء.
وما دمت قد مررت على ذكر عنوان رواية “الساعة الخامسة والعشرون" استأذنكم باستعارة ما قاله كاتبها جورجيو على لسان تريان كوروجا: "أنا آسف إذ أتنبأ بأشياء مفجعة كهذه، لكن مهمتي كشاعر، ترغمني على ذلك، ينبغي أن أصرخ وأن أحمّل الأصداء قولي، حتى لو كان قولا ممجوجا".
يا أيها الناس: ضاعت الفرصة. كان لنا، نحن السائرين على الطريق الموصل للهاوية أكثر من منعطف ومخرج، لكننا تجاوزناها جميعا ولم نستغلها نحو الخلاص بفضل رعونة وغباء من حكمنا، او من نحن خولناه حكمنا. لم يبق لنا أي مخرج ولا حتى طريق جانبي.
لقد جاء العبادي متأخرا جدا جدا. صفّر الحكم ودخلنا في أواخر دقائق الوقت الضائع. انها "الساعة الخامسة والعشرون" التي ما عاد ينفع فيها ظهور (المسيح).
انها "الساعة الخامسة والعشرون"
[post-views]
نشر في: 13 يناير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 3
سامي الحاج
أخطر مقال قرأته
ام رشا
ليس صحيحا ما كتبت خصوصا وان نظام البعث لم يكن طائفيا ولم يكن هذا التوجه موجود الا في العقول المريضة والتي تنفث سمومها بين فقراء الناس الجهلة والعاجزين والحرب العراقية الإيرانية لم تكن طائفية والدليل ان الشيعة والسنة كانوا مشتركين بالدفاع عن ارض العراق وحد
حيدر الاوسي
اتفق معك تماما دكتور في انها الساعة الخامسة والعشرون