لا يخفى أن الم الصدر شكوى مرعبة للمريض، إذ يبقى المريض في خشية ووجل إلى ان يعرف بالضبط ما الذي اصابه. ونلاحظ في مجتمعنا العراقي خاصة وفي مجتمعنا العربي عموما ان المريض يحاول أن يستشير اكثر من طبيب واشخاص آخرين من ممرضين ومرضى مصابين بامراض القلب ومعا

لا يخفى أن الم الصدر شكوى مرعبة للمريض، إذ يبقى المريض في خشية ووجل إلى ان يعرف بالضبط ما الذي اصابه. ونلاحظ في مجتمعنا العراقي خاصة وفي مجتمعنا العربي عموما ان المريض يحاول أن يستشير اكثر من طبيب واشخاص آخرين من ممرضين ومرضى مصابين بامراض القلب ومعالجين شعبيين واقارب.....  في البدء، أود أن أؤكد أنه لا توجد سلسلة مراجعة صحية واضحة للمريض ولا يوجد نظام إحالة يطمئن له. واشعر حينما يراجعني مريض بالحيرة التي يعانيها والطريق الغامض الذي يسير فيه من كثرة الآراء المتناقضة التي سمعها، وعليه أن يختار بين هذه الآراء لوحده أو قد يقرر له ذووه ما عليه أن يقوم به لأنه لا يثق بمن يراجع. مثال: راجعني مريض عمره 38 سنة وهو يعاني من ألم الصدر. ومن عائلة لديها تاريخ عائلي بامراض القلب والموت المفاجئ وتوفى اثنان من اعمامه بالسكتة القلبية قبل سنتين. وظروف معاناته كالآتي: يعمل ضلاعا (بنجرجي) وهو عمل يدوي مجهد ، وهو نحيف البنية طويل ومدخن بإفراط وانه أكل الدهن الحيواني (حر) 250 غم قبل يوم من شعوره بالم صدره "واشار إلى منطقة قريبة من فم المعدة" مستمر لمدة ثلاثة أيام. وقد راجع ممرضين وطبيبين واعطي علاجا للمعدة ولتخفيف الالم (فولتارين وبراسيتول) ولم تتحسن حالته. وكان يبدو قلقاً حيراناً وكان جدياً في عرض معاناته "لم أرَ مريضاً في حياتي المهنية يبتسم حينما يعرض الم الصدر وهو مصاب باحتشاء العضلة القلبية" واجريت له تخطيط القلب وكان يشير إلى احتشاء العضلة القلبية الامامي الحاجزي الواسع (Antero-septal Myocardial infarction) وتحليل بروتين التروبونين (Troponin test) موجب.