TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إيران الجديدة

إيران الجديدة

نشر في: 17 يناير, 2016: 09:01 م

كان نيتي في بدء صباح اليوم ان أحوّل عمودي هذا الى نداء توسل بالحكومة العراقية لتعلن استقالتها. لكن كل الموانع وقفت بوجهي من قول شاعرنا "يا طابخ الفاس ترجه من الحديدة مرك" الى قول حكمائنا "ترجه من بارح مطر" وصولا الى "الما يسوكه مرضعه".
فكرة النداء هي اول ما قفز بذهني وانا أرى ابتسامة وزير خارجية إيران تملأ عرض الشاشة بخلاص بلاده من الحصار. سوده بحظنه اذن.  ظريف والله ظريف. هكذا غنيت له. وهكذا يجب ان يكون وزير الخارجية، او كل وزير، والا فلا لا.
كادت إيران ان تصبح حالها أتعس من حالنا في أيام "هيجان" محمود احمدي نجاد بقمصلته "الثورية". لكن، وكما قلتها مرة، ان الإيرانيين يعرفون كيف ينتخبون. لا لحسابات مذهبية او عنترية بل بحسابات المصلحة وليس الكلاوات التي تلبست بعضنا حتى تصور انه الحسين ومن يعترض على عنجهياته يزيد.
محللون محترفون عزوا نجاح إيران بالخلاص من الحصار المدمر الى قدرة الرئيس روحاني وبمساعدة وزير الخارجية وفريقه من رجال الدبلوماسية. هؤلاء المحللون اكتشفوا بان إيران الجديدة تعاملت مع أبنائها بالخارج على انهم ثروة وطنية لا يجوز التفريط بها. استقطبت ذوي الطاقات والمثقفين الإيرانيين في الخارج وحسبت حسابهم عند تعيين أي وزير او حاكم. ومن هنا اعتمدت عليهم في ترميم علاقتها مع أميركا والغرب.  كيف تريدني ان احترمك وأسعى ليل نهار لخدمتك وانت تأتيني "بفيرتجي" كان يغشني حين كان يصلّح سيارتي بلندن وتضعه عليّ مسؤولا؟ هذا ليس انتقاصا من "الفيترجية" فهم طبقة عاملة نافعة تستحق الاحترام. لكن ان تضعه رئيس تحرير لجريدة او مديرا لفضائية او تعيّنه دبلوماسيا فتلك إهانة مزدوجة له ولنا. طيب افتح له معرض بيع سيارات من الفلوس اللي كرفتهن ومشيها.
ظريف الإيراني الذي لم تخطئ امه حين أسمته كذلك يرغمك بظهوره على الابتسامة. هذا الـ "بيبي فيس" كما يقولون، لوحده مكسب لإيران. وشتان شتان بينه وبين من كأنه "برز الثعلب يوما".
يا عمّنا حيدر العبادي الله يخليك شوف النه وجوه فلحة تطرد الشر. تره والله انمردنه. سأكتفي بالإشارة ولا أُكثر من التلميح لعلمي أنك حر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram