TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قوات البصرة

قوات البصرة

نشر في: 17 يناير, 2016: 09:01 م

 ليس مفهوماً ولا هو بالمقبول أن يجري الإعتراض على خطوة الحكومة السليمة بإرسال قوات مدرعة إلى البصرة للمساعدة في ضبط الأمن الذي انهار في الأشهر الأخيرة على نحو مفزع، فلقد أُزهِقت أرواح وسُفِكت دماء للعشرات من الأشخاص من دون وجه حق.
إرسال القوات المدرعة إلى البصرة لم تكن رغبة لأهالي البصرة وحدهم، بل صار مطلباً وطنياً ملحّاً، بعدما فشلت القوات المحلية في وضع حدّ للنزاعات العشائرية المسلحة والأنشطة الخارجة على القانون لعصابات الجريمة المنظمة وبعض الميليشيات. البصرة عاصمة العراق الاقتصادية، ولأمنها علاقة وثيقة للغاية بحياة البلاد الاقتصادية وبمعيشة الناس. إلى هذا فإن الإنفلات الأمني المتفاقم في البصرة يثير الخوف من أن يمتد هذا الانفلات إلى باقي المحافظات الجنوبية ومن ثم إلى محافظات الفرات الأوسط، ما كان سيتطلب سحب نصف قوات الجيش والشرطة المقاتلة على جبهات المواجهة مع داعش،  من أجل إعادة فرض الأمن والقانون في هذه المحافظات. وعليه، كان إرسال القوات المدرعة الى البصرة واجباً على الحكومة في مستوى واجبها التصدي لإرهاب داعش.
القول بأن في البصرة قوات أمنية كافية في عديدها (33 ألفاً) للابقاء  على الوضع الأمني تحت السيطرة، إنما هو قول غير صحيح، فقد كانت الأوضاع الأمنية في هذه المحافظة تتدهور باطراد يوماً بعد آخر، ولم تستطع القوات المحلية حتى إبقاءها عند حدّ معين، ثم إن كثرة العدد لا تعني شيئاً دائماً. حتى التاسع من حزيران 2014 ، على سبيل المثال، كانت في مدينة الموصل قوات للجيش والشرطة والاستخبارات كبيرة العدد وكثيرة العدة والعتاد، بيد أنها لم تستطع الصمود في وجه داعش حتى ساعة واحدة، بل انها لم تقاتل البتة تقريباً، فالجنرالات فرّوا من الميدان قبل دخول عناصر التنظيم الإرهابي إلى المدينة فتبعهم جنودهم الذين ألقوا السلاح ليستحوذ عليه داعش بكامل كفاءته ويتقدم بواسطته إلى سائر أجزاء محافظة نينوى، ثم إلى محافظات دهوك وأربيل وكركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار، وصولاً إلى تخوم العاصمة بغداد.
ما قامت به الحكومة حيال الأمن في البصرة صحيح كل الصحة. المطلوب الآن أن تعمل القوة المدرعة المُرسلة إلى هناك على العمل مع القوات المحلية لنزع كل سلاح يعمل خارج الدولة، وهذه مهمة مطلوبة أيضاً في محافظات أخرى، وبخاصة محافظة ديالى التي لم تزل الأوضاع الأمنية فيها تنذر بأخطار كبيرة، يمكن أن تؤدي إلى خروج الوضع هناك عن السيطرة تماماً، وهو وضع سيكون يومها مريحاً تماماً لداعش، يساعده في إحكام قبضته على المناطق التي لم يزل التنظيم يسيطر عليها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram