TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > على كفِّ عفريت!

على كفِّ عفريت!

نشر في: 18 يناير, 2016: 09:01 م

حالة إحباط شديدة تُصيب الموظفين منذ أن صرَّح وزير المالية بعجز الحكومة عن تسديد رواتبهم لشهر نيسان المقبل ، وبرغم انه عاد ونفى ما قاله إلا أن الوضع العام يُنبىء بأزمة مالية كبيرة وحقيقية سيكون الموظفون ضحية لها .
قبل أيام صرّح وزير النفط هذه المرة بضرورة مصارحة المواطنين بحقيقة الأزمة المالية مهما كانت قاسية وهذا يعني ان هناك اياماً صعبة بانتظارهم ، وبالطبع انسحب الأمر على الموظفين وسيطر عليهم شعور بأن رواتبهم على كفِّ عفريت وبدأت الهواجس تطاردهم حول كيفية تسديد ما بذمة بعضهم من قروضٍ للدولة وسلفٍ خاصة فضلا عن متطلبات المعيشة من خطوط نقل وخطوط مولدات الكهرباء واشتراك الانترنت واقساط الدروس الخصوصية وغير ذلك من ضروريات حياتنا الحالية ...
منذ اشهر ، يخرج العديد من موظفي العقود ليتظاهروا امام دوائرهم مطالبين بتسديد رواتبهم المتأخرة او إعادة مَن تم استبعاده الى وظيفته . واليوم ، يبدو ان موظفي الدولة سينضمون لهم اذا ما صدقت الشائعات التي تقول بأنهم قد يستلمون نصف رواتبهم او تتأخر رواتبهم بانتظار تحصيلها من بيع النفط الذي انخفضت أسعاره كثيرا ..لكن التظاهر في هذه الحالة لن يكون حلا فالدولة تشكو عجزها بصراحة بالغة وتطالب المواطن ان يستعد لما هو أسوأ...وهل هناك اسوأ من ان يفقد المواطن إحساسه بعدم الثقة بتحصيل مورد رزقه بعد فقدانه الإحساس بالأمان في بلده ؟
بالمقابل ، يتواصل مسلسل انعاش المسؤولين ونواب البرلمان برواتبهم الشهرية التي تصل الى عشرة ملايين دينار يضاف اليها ملايين أخرى لرواتب حماياتهم وملايين عديدة اخرى ايضا لتحسين معيشة النواب بينما لا يقدمون للشعب اكثر من (بطانيات ) و(هدايا) قبل انتخابهم ، وتصريحات جوفاء او مخدرة او تحريضية بعد انتخابهم ...ولا نقصد هنا المقارنة بين رواتب الموظفين ورواتب المسؤولين فهي غير واردة او مقبولة اطلاقا ، بل نتساءل عن الدور الذي يلعبه النواب ليستحقوا مثل هذه الرواتب التي تستهلك جزءا كبيرا من ميزانية الدولة ..
لقد أثبتت الأحداث المتسارعة والخطيرة في العراق ان لبعض المسؤولين والنواب موهبةً اخرى عدا استلام الرواتب الضخمة واستغلال مناصبهم وهي قيادة ميليشيات او الإشراف عليها لدرجة ان البلد بدأ يتحول تدريجيا الى دولة تقودها حكومات عدة وليست حكومة واحدة، وان القانون لم يعد السيد المُطاع في دولة القانون والمناداة بالاصلاح، بل انتماءات تلك الميليشيات ومناشئها وولاءاتها ...وإذن ، لم تعد رواتب الموظفين فقط على كفِّ عفريت، بل يقف اليوم مستقبلُ دولةٍ بكامله ايضا ..على كفِّ عفريت !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram