يُكثر المصريون من سؤالهم، بعفوية وبراءة، حين يعرفون أنك عراقي: ازي العراق اليوم؟ وتحير يا ابنادم شتجاوب. آخر مرة أجبت بها السائل: والله مش عارف؟ ردّ علي: ازاي يعني مش عارف، هوّه انت مش عراقي؟ وهوه العراقي لازم يعرف كل حاجة؟ العفو يا سعادة الباشا ما كانش قصدي والله.
يسألونك عن العراق ولا أحد من سكان الأرض ولا الذين في السماء يسألك عن العراقي. ان كان هناك انسان منسي في هذه الدنيا فهو العراقي. لا ظهر له فيستند عليه ولا أظافر ليقاوم بها من ينهشه. اينما يُمم وجهه فهو مشروع للقتل. ان نام فلا لا يدري هل سيصبح عليه الصباح ام لا. وان خرج من بيته فلا يعرف ان كان سيعود او لا يعود الى الابد.
صيّره الظالمون غريبا. لا بل انه أغرب الغرباء في وطنه. هو اليوم كما تنبأ بحاله جدّه أبو حيان التوحيدي " كله حُرقـة، وبعضه فُرقة، وليله أسف، ونهاره لهف، وغداؤه حزن، وعشاؤه شجن، وآراؤه ظِنن، وجميعه فِتن، وسره علن، وخوفه وطن".
ما من إنسان شرب الخوف مثل العراقي. سلمّ "الغبي" ارضه للدواعش ليدفع حياة اولاده ثمنا للصفقة. صار لا يدري أي قدر ينتظر اطفاله ولا يعرف أي مصير يتربص نساءه. الشيعيات ثكالى والايزيديات سبايا والسنيات مهجرات في الصحارى. الفقر يطارده وزعاطيط المليشيات تلاحقه.
واعجبي له كيف يتنفس ويبتسم ويرد السلام على من يسلم عليه.
لو ثارت طلقة واحدة على غيره من عباد الله تجد الدنيا تنقلب. اما العراقي فلو احترقت الأرض تحته فلا جار يهب لنجدته ولا هيئة أمم تسمع صرخته. برلمانه أبكم وحاكمه أصم. يومه أتعس من امسه. وغده أخوف من يومه.
العراقيزن الذين يجب ان يكونوا هم الأغنى بين جيرانهم، صاروا الأفقر. البسطاء فيهم صدقوا اللعبة فسلموا أصواتهم للحرامية والمعتوهين وعديمي الضمائر. عندما صاح الواعون فيهم صيحة "باسم الدين باكونه الحرامية"، هجم عليهم اللصوص فخنقوها.
ضاعت الصيحة وضاع معها العراق كما ضاع الخيط والعصفور.
ينشدني البطران كيفك شلونه؟
الكاين الله اعليه هم ينشدونه؟
العراقي اليوم
[post-views]
نشر في: 18 يناير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
يا شعب العراق------عهدى بيك باقى -متجوز من مطلبك لو دمك سواقى---عاش انصار السلام ------ماكو حرب يس وئام ---------مشروع الجمالى ---- ---------بالراديو حجالى -------ويريد يربطنا ابحلف ما الة تالى-------عاش انصار السلام----------ماكو حرب سنه شيعه-مكو حرب