اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > دخل البلاد حديثاً بعد معاناة..جهاز لمعالجة أورام الرأس دون تداخل جراحي

دخل البلاد حديثاً بعد معاناة..جهاز لمعالجة أورام الرأس دون تداخل جراحي

نشر في: 20 يناير, 2016: 12:01 ص

التحديات التي تواجة البلاد من ازمة مالية واقتصادية (خانقة) وتوتر أمني والمعارك المستمرة التي تخوضها القوات العراقية مع تنظيم داعش لتحرير الاراضي المغتصبة لم تكن عائقاً امام بعض الجنود المجهولين الذين خاضوا معركة كبيرة منذ عام 2005 ولحد الان والتى انت

التحديات التي تواجة البلاد من ازمة مالية واقتصادية (خانقة) وتوتر أمني والمعارك المستمرة التي تخوضها القوات العراقية مع تنظيم داعش لتحرير الاراضي المغتصبة لم تكن عائقاً امام بعض الجنود المجهولين الذين خاضوا معركة كبيرة منذ عام 2005 ولحد الان والتى انتهت بتحقيق الحلم من خلال  نصب جهاز (الجاما نايف) الخاص  بمعالجة أمراض الدماغ بالإشعاع وبدون تداخل جراحي؛ قصة نجاح تحققت لفريق طبي لم يقف امام تحديات البلد بجميع تفاصليها من ازمة مالية او معترك  سياسي متشظٍ وصراعات على المناصب والوزارات من خلال الاصرار على نصب جهاز متطور والمتخصص في علاج الاورام والامراض في الراس.

ملحقات الجهاز والبند السابع
الدكتور عقيل كريم ،مدير مستشفي العلوم العصبية سابقاً، والذى عايش التفاصيل الدقيقية لنصب هذا الجهاز يقول لـ(المدى) : في عام (2000) وقع العراق وضمن اتفاق النفط مقابل الغذاء عقدا مع احدى الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الاجهزة الطبية على استيراد جهاز (الجاما نايف) والمتخصص في معالجة الاورام في الدماغ ،الخبيثة والحميدة، بدون تخل جراحي. موضحا: الجميع هنا  يعلم ان الاتفاقيات التي كانت تبرم انذاك كانت تخضع لمراقبة لجان الامم المتحدة، مبينا: في نهاية المطاف  وصل الجهاز الى المستشفى الخاص وهو "العلوم العصبية" في بغداد عام 2002.
وتطرق مدير مستشفى العلوم الى أن أهم  الملحقات  الرئيسية  للجهاز لم تصل كونها من المصادر المشعة وهي  محظورة ضمن البند السابع. مبينا: بقي الجهاز على حاله حتي منتصف عام (2005 ) وهو الافتتاح الرسمي للمستشفى بعد تعرضة الى السلب والنهب بعد عام 2003.

ثلاثة أجهزة وتأخر نصبها
واوضح د. عقيل: ان الجهاز بقي مركوناً في المستشفي لعدة اعوام وبالرغم من الاتصالات التي اجريت مع الشركة لغرض نصب اجهزة جديدة فى هذا التخصص أو ايجاد بديل لها والتي استمرت لأكثر من ثماني سنوات. منوها:  انتهى المطاف بعرض مقدم من الشركة المصنعة على تزويد العراق بنصب جهاز اكثر تطوراً واستبداله بالقديم وبالفعل تم التعاقد على شراء ثلاثة اجهزة الاول في اربيل والثاني في البصرة والثالث اصررنا على نصبة في مكانة المخصص في مستشفي العلوم العصبية. متابعا:  تم نصب الجهاز بعد ان حاول البعض نصبه في دائرة مدينة الطب ووصل الجهاز الى مطار بغداد الدولي عبر طيران مباشر من قبل الشركة المنتجة وقدمت ادارة المطار التسهيلات الكبيرة على اخراج الجهاز.
واستدرك اخصائي الجملة العصبية: لكن حصول الموافقات الرسمية والاجراءات الخاصة استمرت اكثر من سنة ونصف  وهي فترة طويلة. موضحا: ان سبب ذلك الجهة الرسمية المخولة بالسماح على نصب الجهاز وهي الهيئة العراقية للسيطرة على  المصادر المشعة. مبينا: ان الاتصالات معها طوال الفترة المشار اليها وبعد تدخل مباشر واتصالات عديدة من قبل مدير عام الشركة العامة لتسويق الادوية والوزيرة تمت الموافقة من قبل الهيئة على نصب الجهاز.

كلفة الجهاز 10 ملايين دولار
استشاري الجملة العصبية الدكتور منير خماس بين لـ( المدى ) أن اهم مميزات هذا الجهاز هو علاج شعائي لاورام الدماغ الحميدة والخبيثة وتشوهات الاوعية الدموية والاضطربات العصبية والم العصب الخامس والتاسع وقاعدة الجمجمة. مضيفا: كذلك تتم معالجة اورام المخ والتمددات الشريانية والتشوهات الخلقية في الدماغ واضطراب الوظائف الدماغية دون الحاجة الى تدخل جراحي.
ولفت خماس: نتابع نصب الجهاز منذ عام 2002 وللمشاكل التي تعرضت لها البلاد لم يتم الانجاز النهائي كون الجهاز السابق قديما ويفقتر الى بعض الملحقات الخاصة به. موضحا: بعد مداولات مع الشركة المصنعة تم الاتفاق النهائي قبل اكثر من ثلاث سنوات على نصب هذا الجهاز وبكلفة تتجاوز (10) ملايين دولار بما فيها تدريب الكوادر العاملة.
ونوه استشاري الجملة العصبية: ان الجهاز يعد الاول الذي يتم تنصيبه في البلاد. مشددا: ان أهم ما يميزه هو إجراء الجراحة الإشعاعية خلال جلسة واحدة فيما تستغرق الجراحة الاعتيادية أكثر من عشرين جلسة. مؤكدا: أننا بأمس الحاجة إلى مثل تلك الأجهزة في ظل وجود حالات كثيرة من أمراض الدماغ داخل البلد اذ تشير الارقام الاحصائية الى وجود اعداد كبيرة مصابة بامراض الدماغ.

توفير مبالغ طائلة
وزيرة الصحة والبيئة الدكتورة عديلة حمود حسين ذكرت لـ(المدى) خلال المؤتمر الذي تم الاعلان فيها عن نصب وتشغيل الجهاز: ان ادخال الاجهزة المتطورة والاختصاصات الدقيقة من مناشئ عالمية رصينة دليل على حرص الوزارة وسعيها الدؤوب على صحة المواطن. مؤكدة: أن وجود الجهاز خطوة مهمة لتجنيب المرضى عناء السفر إلى خارج البلاد والتكاليف المالية المترتبة على ذلك.
واشارت الوزيرة  إلى أن وجود هذا الجهاز في العاصمة بغداد سيوفر اكثر من مليوني دولار لخزينة الدولة والتى كانت نتفق في السابق مبالغ طائلة لغرض علاج المرضي المصابين في امراض الدماغ خارج البلاد. مسترسلة: بالاضافة الى توفير وتأهيل وتدريب كادر متخصص من الأطباء المدربين على العمل على الجهاز كذلك مواجهة التحديات التي الذي تواجهه القطاع الصحي ومواكبة التطور العلمي الذي يشهده العالم من خلال اضافة وحدات متطورة جديدة.
وتعهدت وزيرة الصحة والبيئة بنصب جهاز (الجاما نايف) في كل من محافظتي البصرة واربيل خلال المدة المقبلة، مؤكدة أن الوزارة تدعم القطاع الخاص بالكامل، لمشاركة القطاع العام بتقديم الخدمات الطبية لتوفير كل ما يلزم المواطن من تلك الخدمات، من خلال تقديم الأفضل.

500 دينار فقط
الدكتور احسان جعفر احمد مدير عام دائرة صحة الرصافة  يقول لـ(المدى) أن هذا الجهاز سيوفر مايقارب المليوني دولار سنوياً لحساب وزارة الصحة المخصصة  لغرض علاج المرضي خارج البلاد. مبينا: اذ يتم ارسال بحدود (300) الى (400) مواطن يعالجون  بالجهاز (الجاما نايف) الذي دخل الخدمة حاليا.
واشار احمد: الى ان مثل هذه الاجهزة ستسهم في عملية اختصار الوقت والجهد وتجنب معاناة السفر خارج البلاد. مضيفا:  فضلاً عن الاموال المكلفة التي تصرف على هكذا عمليات والتي تترواح بين (4000-12000) دولار للعملية الواحدة، في حين سيكون سعرها سعر باص الكشف فقط والمحدد  بـ (500) دينار.

جراحة بغير السكين
الدكتور معتز فيروز مدير المستشفى يقول لـ(المدى)  لقد أجرينا العديد من العمليات المتميزة في مجال جراحة الجملة  العصبية منها عمليات تحفيز الدماغ العميق وغيرها من العمليات التي تسجل كانجازات للعيادة المتخصصية لتصلب الاعصاب ومعالجة الالم. مبينا: يسعى المستشفى الى تقديم افضل الخدمات الطببية  الى المرضى وخصوصا بعد اضافة رافد مهم وهو العمل بجهاز (الجاما نايف) ، الجراحة بغير سكين الذي يعد طفرة نوعية في تقديم الخدمات الطبية في العراق.
في حين يرى الدكتور الاستشاري احمد عبد السلام الاطرقجي:  ان مميزات الجراحة   في هذا الجهاز عن العمليات التقليدية التي تستغرق الوقت والجهد والرقود في المستشفى بينما الجهاز لايحتاج الى مثل هذه الاشياء بالاضافة الى المزايا الدقيقية في العمل والعلاج.

 نجاح أول عملية
حضرت ( المدى ) أول عملية بهذا الجهاز للمواطنة رهدة ياسين البالغة من العمر سبعين عاماً من سكنة منطقة الشعب في بغداد بعد أن تم تشخيص المرض باصابتها بالم العصب الخامس. المواطنة كانت تعاني من الم في الفكين منذ أكثر من 15 عاماً الامر الذى تطلب قلع جميع ألاسنان فيما كانت الرحلة المكوكية بين الاطباء طويلة جداً. احد المرافقين للمريضة بين لـ( المدى ) : لقد سمعنا من وسائل الاعلام عن نصب هذا الجهاز وبعد مراجعتنا واجراء الفحوصات الطبية تبين انها تعاني من مشكلة في العصب الخامس وقد ابلغنا انه  بالامكان اجراء العملية في بغداد وبسعر (500) الف دينار فقط. الحقيقية ،والحديث للمرافقة، كم فرحنا في هذا الامر ونحن نعرف جيداً المعاناة الحقيقية جراء السفر  خارج البلاد خصوصاً لامراة كبيرة في السن.

تعريف الجراحة الإشعاعية
الجراحة الإشعاعية هى علاج لمرض محدد في المخ في جلسة واحدة بدقة كالجراحة والكاما نايف تستخدم أشعة جاما وهي كالأشعة السينية وإن كانت أقوى منها في أغلب الحالات فجلسة واحدة فقط تكفي وأحيانا إذا كان حجم المرض كبيراً فيتم القضاء عليه في عدة جلسات، لاتتجاوز الخمس ويستخدم  في الرأس فقط وبعض الأورام التي تمتد إلى الرقبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. داود ايوب

    ورم في المخ منذ ولادته عمره الآن 15 سنة تكونة له نوبات صرع بسبب الورم يتناول دواء ديباكين و قردينال و قردينال افيدوني جزاكم الله خيرا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram