يستحق الاتفاق الذي وقع بين طهران وواشنطن بعد سنوات من المعارك والخطب حول القنبلة النووية الايرانية ، وقفات تأمل كثيرة، ليس في الاتفاق وطبيعته وبنوده ، بل في العبث الذي مارسته ايران طوال أكثر من ثلاثة عقود .
اسمحوا لي ان أدعوكم لان نقرأ معاً الاسطر التالية : " أعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان إيران لن تغلق” مفاعل اراك "
كان هذا في الخامس من آذار عام 2014.
" قال مصدر مطلع لوكالة فارس الإيرانية للأنباء إن إيران أزالت قلب مفاعل أراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل وملأته بالأسمنت كما يقضي الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية "
تاريخ هذا الخبر هو 12/1/2016 .
من اين ياتي العبث اذن ؟ هل من شعارات الموت لاميركا ، أم من انخفاض قيمة العملة الايرانية ، أم من مليارات الدولارات التي صرفت على مشاريع نووية ؟ ..سيرد البعض من رافعي شعار " الانبطاح " : يارجل انت تهرف بما لا تعرف ، ألم تلاحظ قوة وإرادة المفاوض الايراني ، لماذا لم تُدهشك ابتسامة وزير خارجية ايران وهو يجلس في الشرفة الجنيفية يشرب الشاي ، وربما يقول البعض : انت حتما تناصب الزعيمة حنان الفتلاوي العداء لانها طالبت من ساستنا ان يتخذوا من المفاوض الايراني قدوة لهم .
عندما شاهد الاميركي روبرت اوبنهايمر صانع القنيلة الذرية ، ماذا فعل اختراعه بأهالي هيروشيما وقف أمام الميكروفونات مطاطأ الرأس وهو يكرر " هل يعقل ان أصبح أنا الموت " ، كان أمام اليابان التي اصبحت فأراً لتجارب اوبنهايمر وفريقه ، ان تصبح مثل كوريا الشمالية قوة نووية وشعب يبحث عن المساعدات ، او إن تقدم نموذجا جديدا لامكان فيه لمفاوضات الاتفاق النووي وشعارات الموت للاعداء .
هل ربحت ايران الجولة ، أنا من جانبي أشك رغم كل محاولات النائب " المؤرخ " طه اللهيبي الذي اخبرنا ان اوباما شيعي وأمه علمته حب إيران ولهذا كان متحمسا لتوقيع الاتفاق ، هل هناك إضافة الى سجل الكوميديا السياسية في الوطن العربي .. نعم هناك فصل جديد قدمه قائد شرطة دبي ضاحي الخلفان تأييدا وتثمينا لاكتشاف اللهيبي من أن اوباما ما ان ينتهي من فترة رئاسته الثانية سيقوم بزيارة الحسينيات في إيران ، ولم يخبرنا ضاحي وزميله اللهيبي ، لماذا لايزور اوباما حسينيات العراق ، السنا اقرب الى واشنطن من إيران.
ايها السادة اصحاب نظرية اوباما الشيعي ، والمتحسرين على بوش السني ، لا تقلقوا فمن حيث المضمون لم يفعل اوباما شيئًا خارج إرادة المؤسسة الاميركية ، كل ما في الأمر ان اوباما اختار ان ينأى بنفسه عن بلاد تطالب بدعم عسكري اميركي ، وتحرق علم واشنطن في الساحات ، لا من أجل الضحايا العراقيين ، ولكن من أجل ابتسامة ظريف.
اوباما الشيعي !!
[post-views]
نشر في: 19 يناير, 2016: 06:01 م
جميع التعليقات 2
د عادل على
الاسلاميون فى ايران منقسمون الى كتلتين-----المحافظون يعادلون التقدميين---------والمرشد هو الدى يعين اين مركز التوازن-------المرشد كان من كتلة الدريين والظاهر انه غير مركز القوى عندما اصبح من معارضى القنبله الدريه----وهكدا تغير موقف الوفد الايرانى المفاو
الشمري فاروق
تعم انه شيعي لأن أبوه اسمه حسين...يالمهزلة القدر