TOP

جريدة المدى > سينما > لماذا نتعارك.. فيلم "Creed" دراما رياضية من بطولة ميشال جوردان

لماذا نتعارك.. فيلم "Creed" دراما رياضية من بطولة ميشال جوردان

نشر في: 21 يناير, 2016: 12:01 ص

تساؤل يبدأ مع فيلم  (Creed)، الدراما الرياضية  التي تعالج فن الملاكمة  مع مفاهيم قتالية اخرى ، من بطولة "ميشال جوردان"و"سيلفستر ستالون " (Michael B. Jordan,) ،( Sylvester (Stallone وهو لماذا نتعارك؟  وما الذي نحمله من رغبات تولد م

تساؤل يبدأ مع فيلم  (Creed)، الدراما الرياضية  التي تعالج فن الملاكمة  مع مفاهيم قتالية اخرى ، من بطولة "ميشال جوردان"و"سيلفستر ستالون " (Michael B. Jordan,) ،( Sylvester (Stallone وهو لماذا نتعارك؟  وما الذي نحمله من رغبات تولد معنا ولا ندرك تفسيراتها البيولوجية.
الا ان كلمة "انت مثل ابيك" لا تعني ان نعيد تفاصيل خلايا رحلت وتركت الجزء المهم منها في الحياة. هذا ما يحاول الفيلم ايصاله الى المشاهد ، فأدونيس جونسون لم يعرف والده، الشهير " جونسون كريد " بطل العالم للوزن الثقيل ، فقد توفي قبل ولادته. ومع ذلك يحمل جينات فن الملاكمة في الدم، وقرر أن يكون الافضل في الملاكمة التي ذهب ضحيتها والده في فيلادلفيا، وتتبع روكي بالبوا، لان والده قد خاض ذلك من قبل معه ، وطلب منه أن يصبح مدربه. في البداية تردد ورفض تدريبه ، وبطل العالم السابق او الوسيم  يكشف عن قوة لا تتزعزع.  الا ان  أدونيس وافق على خوض المباراة والربح في العراك . موسيقى تصويرية تنازعت العراك مع الصورة ، وإن بنغمة شديدة الصراع مع ذاتية المشهد وموضوعية الممثل الذي برع في التمثيل،  بل!  واظهار رغبته الشديدة في هذا الفن الذي بات شوارعيا في قسم منه،  فالزمن يتغلب على الجميع والابطال تتوارى على الحلبات.  كأن الحلبة هي مسرح الحياة باخطارها ولعبتها التي تؤدي الى الموت او العيش بسلام،  فهل نجح المخرج في انتزاع المفهوم القتالي لينتقل به من العام الى الخاص؟. ام ان فن الملاكمة بدأ يتدنى وهو يحتاج الى حماية ورعاية،  ليكون بمثابة عراك ذي قيمة قتالية تحتاج الى رعاية دولة؟
في الملاكمة " أصول الملاكمين يمكن اعتبارها اكثر عنصر مقدس في هويتهم ، تكوين الاختيارات التي يمكنها تغيير حياتهم الى الابد" ، فهل من ضمانات تحمل السلامة للملاكمين الذين يخرجون من الحياة بارتجاج في المخ او بموت بطيء ؟.يضعنا الفيلم امام هوية الملاكمة،  اهي نوع من الفن القتالي؟  ام رياضة؟  ام رغبة في القتال متبوعة بمنافسة لا تفسير لها ؟ ومن الذي يمتلك مهارات هذه اللعبة؟ وهل من السهل ايجاد ايقاعها؟ فالكاتب جعل من اسس اللعبة موازين بنى عليها بربط بينها وبين الغناء ومقاومة المرض،  لتكون بذلك شبيهة بأي شيء نريده في الحياة ونتصارع للحصول عليه.
ما نؤمن به في فن من الفنون لا يعني ان نؤمن به في الحياة ، خلاصة انتزعها الممثل "ميشال جوردن" مع " سيلفستر ستالون " ليبتعد قليلا عن القتال المفروض في الحلبة وشروطه القاسية التي لا تفكر بسلامة الخصم ، انما كيفية التخلص منه مظهرا سلبيات هذا القتال وايجابياته من حيث التعلم على مبادئ هي في الحقيقة حياتية في ابعادها . اذ لا يمكنك تعلم اي شيء وانت تتحدث وعلى المرء ان ينصت ، وان يمتلك لغة الاشارة والايقاع تماما كالمغنية الشابة التي تعرف علىها الملاكم "ادونيس " وكما يقول المدرب "طالما انت المتحدث لن تكون منصتا"..شروط وقوانين وتدريب تبلغ قسوته الدرجات العليا لبذل المجهود الاقصى،  ليصل الى ما يريده الملاكم،  وهو الفوز في حلبة الصراع حيث كل شخص اهانك تتخيله دائما،  واستنزاف للمشاعر القتالية،  لتخرج عن صوابها وتصبح انفعالية قيادية،  فتحرك واستهدف  الا ان حركة الكاميرا  كانت كالممثل تماما تتنقل بمرونة لتلتقط بواقعية المشهد الذي يترك في النفس تلقائية الحدث ، وكأن المشاهد داخل الحلبة مع كل تفاصيل الحركة ومرونتها تصويريا وتمثيليا وموسيقيا .
استطاع مخرج فيلم "كريد" التوازن مع السيناريو والحوار،  وتقديم مادة قتالية دسمة الى جانب السينمائية ، لتكون في قسم منها كرواية ادبية يخرج منها المشاهد بمفردات تترسخ في ذهنه بل!  وتطرح بعض المفاهيم نقاشات داخلية مهمة مثل "لتصنع تاريخك" كلمة تقولها الام الرافضة لهذا الفن الذي ادى الى موت زوجها . الا انها لم تردع ابن زوجها الذي اهتمت به كوالدة،  لنقف مرة اخرى امام قول المدرب "المهم ما ستتركه في هذه الحلبة وما ستعيده معك" . ثلاثية مزجها الفيلم لابراز كل صراع نواجهه في الحياة كمرض السرطان الذي اصيب به المدرب،  ومشاكل الغناء والرؤية المشتركة بين الاجيال اي الماضي والحاضر وصراع البقاء  من اجل الهدف الحقيقي في الحياة التي نخرج منها تاركين فيها الجزء المهم منا مهما اختلفت انواعه كابن او اسم مشهور  وغير ذلك.  لينتهي الفيلم بمشهد يجمع البطلين الملاكم والمدرب والقول الفصل "حينما تصل الى القمة تظن انه يمكنك ان تطير" فهل المواجهات في اي صراع ينشأ بين طرفين يحتاج الى قوة وارادة وتصحيح في الاختيارات التي نريدها في الحياة ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram