اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > على المثقف: كلُّهم داعش

على المثقف: كلُّهم داعش

نشر في: 20 يناير, 2016: 09:01 م

في خبر تلفزيوني خاطف جاء فيه ان داعش مارس عمليات تصفية جسدية لمثقفي السُّنة في العراق. امر طبيعي جدا ومتوقع جدا. من يعتبر الغناء إثماً والآثار شُركاً وشعر المرأة عورةً، ماذا ننتظر منه؟  في قرارة نفس كل حزب ديني قنبلة ظلامية. سنياً كان ام شيعياً. كلهم داعش في المضمون وان اختلفوا في الشكل.
السؤال الذي انتصب امام عيني واقفاً: وهل المثقف الشيعي حيّ؟ الأحزاب الشيعية التي اتخذت الطائفية منهجاً وتسللت لسدة الحكم استهدف المثقفين روحيا وفي أحيان جسديا. ألم يهد زعرانهم على اتحاد الادباء الذي يُعد رمزا معنويا ثقافيا واشبعوا اعضاءه ضربا وتخويفا. ولا مرة ولا مرتين. ان يخاف المثقف في داره من عصابجي يتستر باسم الدين وبدعوى تطبيق الشريعة هل نعتبره حيّا؟ لا والله، فالموت هنا أهون.
ربما الدواعش أكثر وضوحا ويتعاملون مع أفكارهم واهدافهم من دون "تقية". اما صنوهم الداعشي المتستر على الضفة الأخرى فقد يكون اشد بطشا على المثقفين لكنه يفعلها من دون سيف او ترك أثر للدم: تعددت الأسباب والموت واحد.
أن تأتي بهمجي تسلمه امر التحكم بشبكة الاعلام العراقية، مثلا، وهي في حسابات الفعل الثقافي مؤسسة ثقافية، أليس اعتداءً إرهابياً لقتل الثقافة من الجذر. او تأتي بطبّال يتحكم بمصير الصحافة وتجعله نقيباً وتحت يديه ميزانيات مليونية أيقل هذا قهرا عما يمارسه الدواعش في الإرث والفعل الثقافيين أينما حلّوا؟
عندما يتسيّد المشهد الثقافي، استشارة او توجيهاً لدى حاكم اهوج، أنصاف متعلمين لم يستعمل بعضهم فرشة أسنان بحياته ووجهه داعشي بالفطرة، أليس القتل أرحم من رؤيته؟
عندما يحسب المثقف ألف حساب لصوته الحر حيث الميلشيات الهوجاء تراقب نفسه، أميتٌ أخونا أم حيّ؟ وحين يصبح البوح بما يئن به العقل في وطن جريمة او ارتداداً او رصفاً مع أصحاب يزيد، أوطنٌ هذا ام مقبرة؟
من حسناتِ الدواعش، انهم مكشوفون. والقتل المكشوف، كما العهر المكشوف، أفضل من المستور وقد يكون أرحم. ويظل خطر الحفر (من جوه ليجوه) تحت جسد الثقافة وروحها اشد كارثة من الحفر على الهواء!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. محمد سعيد

    كله مستور وهي ميزه خاصه لشعب روج له كذبا بانه شعب ذكي , لكنه والحق يقال ان معظمه من الغباء , حينما تمكن القتله والسراق , شراءه عبر ما اطلق عليه صناديق الانتخابات وبثمن بخس , ولقاء حفنه دنانير او بطانيه , او ربما زوجه ثالثه او فتوه في تحليل المتع

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram