اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما لكم والـ "كوفي شوبس"؟

ما لكم والـ "كوفي شوبس"؟

نشر في: 20 يناير, 2016: 09:01 م

كم تمنّيتُ لو أن رئيس هيئة السياحة في وزارة الثقافة ونائب رئيس مجلس محافظة بغداد ورئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة بغداد قد تحدّثوا في موضوعات أهم وأفيَد لأهل بغداد من الموضوع الذي تناولوه في أحاديثهم إلى وكالة "المدى برس" أول من أمس.
تمنيتُ لو أنهم قد تحدثوا، مثلاً، عن خطط مؤسساتهم لإعادة الحياة إلى السياحة الميتة في عاصمتنا، وبلادنا كلها، وتعويض خزينة الدولة عما فقدته من انهيار أسعار السلعة اللعينة، النفط، التي دمرت سياحتنا وزراعتنا وصناعتنا، وأفسدت حياتنا كلها ... تمنيتُ لو أنهم تحدّثوا مثلاً أيضاً عن ترميم دارين أو ثلاثة في الأقل من عشرات دور العرض السينمائي والمسرحي والموسيقي وصالات الفن التشكيلي التي كانت تزخر بها عاصمتنا قبل أن يحلّ بها بلاء صدام حسين وحروبه، الذي سرت عدواه الى نظامنا الحالي فأورثتنا بلاء المحاصصة وحروبها الطائفية.
المسؤولون الثلاثة اختاروا أن يشغلوا أنفسهم بموضوع آخر لا قيمة حقيقية ولا أهمية كبيرة له، فقالوا كلاماً أقل وأهون ما يمكن أن يقال في البعض منه أنه غير مفيد وغير منطقي. إنهم تحدثوا عن الـ "كوفي شوبس" (المقاهي) التي لا تفرق في الجوهر عن مقاهي أيام زمان سوى أن هذه ترتادها النساء وتعمل فيها النساء، فيما مقاهي أيام زمان كانت ذكورية بامتياز.
ما المشكلة مع المقاهي الجديدة؟
بالنسبة لإثنين من المسؤولين الثلاثة تكمن المشكلة في أن هذه المقاهي التي زاد عددها الآن على الألف، لم يستحصل الإجازة الرسمية من هيئة السياحة غير 20 منها فقط، وبالنسبة للمسؤول الثالث فان "الكثير منها أصبح غطاءً لتفشي الفساد وبيع المخدرات" كما قال، وهذا بالذات هو الكلام غير المفيد وغير المنطقي، فالكوفي شوبس تأتي في آخر قائمة الأماكن التي تمثل ميادين للفساد الأخلاقي وتعاطي المخدرات ..  إذا كانت هناك عمليات بيع وشراء للمخدرات وممارسة للفساد الإخلاقي في الكوفي شوبس فانها محدودة للغاية ولا يمكن البتة مقارنتها بالميادين الرئيسة لتجارة المخدرات وممارسة الدعارة، أعني البيوت والأزقة الخلفية لبعض الأحياء في بغداد وسائر المدن، بل لا يمكن مقارنتها بما يجري في "منتديات" ليلية تغزو باطراد شوارع العاصمة وساحاتها، البعض منها ترتفع على أبوابه يافطات تنسب هذه المنتديات إلى الثقافة والإعلام والصحافة!
إذا كنتم، وغيركم، جادين في مكافحة المخدرات والرذيلة، اتركوا الكوفي شوبس لروّادها من الشباب الذين لا يجدون ما يزجون به أوقات فراغهم الطويلة، واهتمّوا بترميم دور السينما والمسرح والموسيقى وصالات العروض التشكيلية، وبفتح المكتبات العامة والنوادي الرياضية والمراكز السياحية والأثرية .. بهذا فقط تتقلص مساحة الميادين التي تجري فيها تجارة الجنس والمخدرات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو أثير

    منذ عام 2005 ولحد ألآن عام 2016 ما يقارب العشرة سنوات أي عقد من الزمان ... لا يزال رئيس هيئة السياحة متربعا على عرش الهيئة محسوبا على حزب الفضيلة ألأسلامي الذي لم ينجح أي شخص مرشح منه في أي وزارة أو محافظة أو هيئة على مدى 13 عاما من عمر الجمهورية والنظ

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram