اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الخطوة التالية لمرجعية النجف

الخطوة التالية لمرجعية النجف

نشر في: 23 يناير, 2016: 09:01 م

حتى المرجعية الدينية الشيعية العليا، المعهود عنها الصبر الجميل وطول الأناة والتحمّل عند الشدائد والملمّات، قد نفد صبرها وفاض الكيل لديها، فأطلقت في الجمعة الأخيرة كلاماً من العيار الثقيل للغاية في حق الطبقة السياسية الحاكمة، لكن من المشكوك فيه أن يكون له الصدى المطلوب.
المرجعية قالت على لسان خطيبها في جمعة كربلاء، السيد أحمد الصافي، ان "أصواتنا بُحّت بلا جدوى من تكرار دعوة الأطراف المعنية من مختلف المكونات الى رعاية السلم الأهلي والتعايش السلمي بين أبناء الوطن وحصر السلاح بيد الدولة". وإذ أشارت الخطبة إلى ما جرى في الماضي من هدر للموارد المالية "في الحروب المتتالية والنزوات الوقتية للحكام المستبدين" - والمقصود هنا نظام صدام - فإنها ندّدت بصنيع "الحكومات المنبعثة من انتخابات حرة" - حكومات نظامنا الحالي، منذ 2006 - حيث "إن الأوضاع لم تتغير نحو الأحسن في الكثير من المجالات، بل ازدادت معاناة المواطنين من جوانب عديدة، فسوء الإدارة والحجم الواسع للفساد المالي والإداري من جهة والأوضاع الأمنية المتردية من جهة أخرى منعت من استثمار إمكانات البلد وموارده المالية في سبيل خدمة أبنائه وسعادتهم". .. هذا الكلام بالذات معناه إن النظام الحالي قد بيّض وجه صدام وجعل البعض يترحمون له، وهو كلام أصبح دارجاً في الأوساط الشعبية المطحونة بآلة الفساد الجهنمية التي لم تنتج سوى الفقر والإملاق والبطالة والأوبئة المتناسلة وانهيار نظام الخدمات العامة، وتولّي الجهلة والمرتزقة والمنافقين والحرامية أمور معظم أجهزة الدولة.
كلام المرجعية أعلاه لن يكون له أي تأثير بين صفوف الطبقة السياسية المتنفذة، فأفراد هذه الطبقة قد "ختمَ الله على قلوبهم وعلى سَمْعهم وعلى أَبصارهم غِشاوةٌ" .. انهم لا يخافون من شيء ولا يستحون من أحد، ولو كانوا يخافون ويستحون ما فعلوا ما فعلوا، ولا أصرّوا على ما فعلوا، ولا تمسّكوا بكراسي الخيبة والفشل.
ولأن كلام المرجعية، على قوته، غير مقدّر له أن يصيب هدفه، فالمنتظر من المرجعية خطوة عملية  تساهم في هزّ الطبقة الحاكمة هزّاً مثلما هزّتها تظاهرات الصيف الماضي فأرغمتها على الإعلان عن حزم إصلاحية، ما لبثت أن تراجعت عنها .. المأمول من المرجعية الآن أن تنزل إلى الشارع إلى جانب متظاهري يوم الجمعة، عن طريق حضّ الناس في خطب الجمعة على ممارسة حقهم الدستوري في التظاهر والاحتجاج ورفع الصوت عالياً للمطالبة بتنفيذ حزم الإصلاح التي تعهدت الحكومة والبرلمان بتنفيذها قبل يديرا لها ظهريهما.
نشطاء التظاهرات من جانبهم يتعيّن أن يستغلوا مناسبة كلام المرجعية يوم الجمعة الأخير  للتحرك باتجاه المرجعية وبعض القوى والشخصيات السياسية والاجتماعية في سبيل تفعيل دور الجميع من أجل الوقوف بقوة أكبر في وجه الإهمال العنيد المتعمد لمصالح الشعب وحاجاته ومطالبه من جانب الطبقة السياسة المتنفذة. ينبغي أن تتفق هذه الجهات مجتمعة على الطلب من الحكومة والبرلمان وضع جدول زمني محدد للخطوات الإصلاحية الواجب تنفيذها.. بخلافه يتوجب المطالبة باقالة الحكومة أو الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    ليست كل الانقلابات العسكريه مضرة وحتى مدمرة-----العراق الان فى حالة الفوضى المستمرة--وليس للحكومه اية انجازات واحتلال ربع العراق مستمر والتقتيل حر والحكومه عاجزة من السيطرة على الاوضاع الامنيه والاقتصادية ومسلحوا الميليشيات احرار ويقتلون--------ما هو الح

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram