يؤكد الروائي نصيف فلك انه كان متورطا في كتابة روايته الجديدة ( قياموت) لأنه اراد من السرد فيها أن ينأى بعيدا عن التخوين والتخويف والقتل  . ويشير الى ان عنوان روايته يحمل شحنات سخرية وتهكم بمتن تراجيكوميدي في اسلوب فنطازي.تأكيد فلك هذا جاء خلال ا

يؤكد الروائي نصيف فلك انه كان متورطا في كتابة روايته الجديدة ( قياموت) لأنه اراد من السرد فيها أن ينأى بعيدا عن التخوين والتخويف والقتل  . ويشير الى ان عنوان روايته يحمل شحنات سخرية وتهكم بمتن تراجيكوميدي في اسلوب فنطازي.
تأكيد فلك هذا جاء خلال امسية اقامها له نادي الكتاب في كربلاء احتفاء بروايته ( قياموت) الصادرة عن دار نشر "سطور" في بغداد وقدمها الدكتور احمد حسون الذي قال ان روايات نصف فلك الثلاثة تمثل الحياة العراقية والوجع العراقي.. واضاف ان هناك ثيمة في روايته الجديدة هي انه يحاكي الموت الذي اصيبت به المجتمعات وهو بذلك يساهم في صناعة رواية جديدة في العراق.
وتحدث بعدها المحتفى به الروائي فلك فقال ..أنا متورط بكتابة رواية (قياموت) وقد تجاوزت كل الخطوط الحمر . كنت اسأل نفسي : كيف أسلم على رقبتي واجعل السرد ينأى بعيدا عن رصاصة الاغتيال أو زرع عبوة ناسفة تحت عتبات الدار أو ربما يلقون قنبلة يدوية في غرفة نومي..ويتساءل:اذن كيف أخفي شغلي السردي بحيث لا أثير زوبعة عقائدية او قومية أو دينية ثم المطالبة برأسي على شكل فتوى حداثوية.. ويشير: ربما لا اخاف من القتل برغم انه مبرر شرعي، وهو خوف صحي لا مرضي، لا اخاف من القتل لكني انتظر من نفسي كتابة مخطوطتين لروايتين أو ثلاث لما تبقى لي من العمر..هذه الكتب قد لا ترى النور بدوني انا الحي لا الميت بسبب رواية قياموت، واذا اراد الله ان تبقى لي سني كتابة اخرى فسوف انجز روايات تدور كلها حول عشاق الحياة ومجانين الحب وصراعهم مع عشاق الموت ومجانين الحقد. أذن علي التفكير بسرد جميل وغني وجذاب ورشيق بشرط ان لا  تسوقني رواية قياموت الى سيف الجلاد.. وحول عنوان الرواية قال انه منحوت من القيامة والموت، ويحمل شحنات سخرية وتهكم بمتن تراجيكوميدي في اسلوب فنطازي مع سطور سريالية..وشحنات الاسم قياموت فيها سخرية دموية لأن القيامة تكون بعد الموت في جميع الاديان السماوية، لكن قيامتنا هي قيامة موت، يعني تكون القيامة من اجل الموت لا الحياة بعد الموت..قيامتنا ليس فيها إنبعاث لا برزخ، عندنا فقط قياموت.
وشهدت الامسية العديد من المداخلات بدأها الاديب علي لفته سعيد بقوله: تبدا رواية (قياموت ) في الموت ولا تنتهي به وتنتهي به ولا تبدا.. معادلة الموت العراقي..ويضيف سعيد ان فكرة الرواية حاضرة لمواجهة اليأس ويأس حاضر لمواجهة التهكم وتهكم جاهز لمواجهة الفجيعة والفجيعة المستمرة التي تريد منا قضم العمر والفرح.. هنا الفكرة  لا تطيح بالمعنى والمعنى لا يرتضي بغير ان يقول كلمته بوضوح ان الحياة العراقية لا تقبل القسمة على الجمال وتجعل القاسم المشترك لها هو الموت وتدرك ان هناك من يعمل على أخذ الموت بيده ليوزعه هدايا كيفما يشاء على انها من السماء.. ولان العقل الساذج هو المطوّح بكل معاني الحياة فانه منساق من حيث لا يدري ليكون الموت سبيل.. ولفت الى ان هذا ما يتحدث عن الفكرة ام البناء فله وقفة نقدية مستقبلية لان فيها الكثير مما يقال.
الدكتور خالد الجار الله قال ان روايات فلك جسدت معنى الغربة والوطن ، معنى الألفة والانتماء ، معنى الذات . وان هذه المتلازمات هي التي حركت الشخصيات في الروايات.. ويشير الى انه يسعى الى ان تتضاءل لديه الاحساس بالحياة الخارجية أحيانا ويتعاظم الشعور بالذات في أحيان أخرى ..ويشير الى ان في روايته مجموعة من الروابط اهمها المشهد والسياق وكذلك احداثه وجعية على المستوى التاريخي والمكاني ووقائع تطل على الوجع العراقي فيما يكون الرابط الاخر هو البعد الجماعي من جهة وهو معلم كل غضب وكبت وبعد فردي يحكمه المنظور الروائي الذي يتم من خلاله رصد مشهد المدينة والمهرج.
فيما  قدم الدكتور علي حسين يوسف ورقة نقدية حاول فيها كشف مسارات الرواية العراقية بعد التغيير، وأهم ميزاتها الموضوعية والفنية والآليات السردية التي انتهجها الروائي العراقي في أرشفة الحوادث وعرضها حكائيا..ذاكرا أن أسلوب فلك ينماز بصدق التصوير وتشابك المشاهد ووحدة العاطفة وكذلك توظيف العامية بكثرة والغوص في الواقع بذكاء وفطنة وتعمد السرد السهل البسيط الذي يخلو من التكلف.
اما الباحث حسن عبيد عيسى فقال  ان الروائي ربما اراد ان يطرح نفسه كمؤرخ لحقبة امتدت من 1968 وحتى الاحتلال الامريكي..لا بل رأى ضرورة أن يعتمد المؤرخ على الروائي.. معتبرا ذلك أمرا غير ممكن فللمؤرخ مراجعه وآلياته وهو يشتغل وفق منهج البحث التاريخي ولا يمكن الاعتماد على روائي يستمد الاحداث من خياله..منتقدا سوداوية الروائي في تناول الاحداث والشخصيات وقال:لاشك ان نظام الحكم السابق كان يتميز بالقسوة ولقد أقدم رئيس النظام على اعدام أحد ابناء عمومته لأنه هرّب ماكنة من معمل السكر السائل في الهندية الى الاردن مع ان المعمل مباع للقطاع الخاص..وإن الجندي الجريح يعدم اذا ثبت انه تسبب في ايذاء نفسه..ومن يغيب عن الجبهة ثلاثة أيام  يعدم..ولكن هذا كله يجب ان يتم تناوله بطريقة روائية لا بطريقة ارشفة او مؤرخ ولا بطريقة السوداوية فقط لأن الحياة فيها من الجمال الكثير.
اما صاحب دار نشر "سطور" ستار محسن علي فقال خلال مداخلته ان هذه الرواية نفدت طبعتها الاولى بعد مضي ثلاثة اشهر على صدورها وانه ابتعد في هذه الرواية عن اسلوبه الذي انتهجه في روايتيه السابقتين.. واضاف ان فلك استخدم المفردة العامية وهذه اعطت للقارئ شيئا جميلا اكثر مما تقدمه المفردة العربية في بعض صورها..منوها الى ان الرواية عبارة عن حياة شخصية للروائي وما يحيطه من أحداث وشخوص وزمان ومكان وعلاقات.. مبينا ان فلك نجح في توفير متعة للقارئ بالإضافة ان الرواية هي شهادة لإدانة الارهاب.