لمجلس النواب مكاتب في جميع المحافظات العراقية باستثناء الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش ، كان الهدف من افتتاحها استقبال الناخبين للقاء ممثليهم في البرلمان ، الاستماع الى معاناتهم ، حل مشاكلهم ، اما اذا توفرت فرصة لتعيين ابن الناخب في وظيفة حكومية فستكون منجزا كبيرا يمنح البرلماني حق حمل شرف لقب الرمز التاريخي .
في الشهر الاخير من عمر الحكومة السابقة منح ائتلاف دولة القانون سندات تملك لأراضٍ سكنية تقع في مناطق أطراف العاصمة ، السندات وقعها زعيم الائتلاف بوصفه كان يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء مع أوامر للجهات المختصة بفرز الاراضي وشمولها بالخدمات الاساسية الماء ، الكهرباء ،وشبكة الصرف الصحي ، أصحاب السندات بُحت اصواتهم من المطالبات ، طرقوا كل الابواب ، لم يجدوا اذاناً صاغية تسمع استغاثاتهم ، مكاتب المسؤولين فضلا عن اعضاء مجلس النواب مغلقة لحين حلول موعد الانتخابات التشريعية المقبلة.
العراقي ينتصر ، يؤيد انتفاضة البحرين المقدسة ، يقاطع البضاعة التركية والسعودية ، يشتم امريكا لتبنيها مشروع تقسيم البلاد ، شعارات انتشرت في الشوارع العامة تبنتها قوى سياسية مشاركة في الحكومة الحالية ، يهدف زعماؤها الى الحفاظ على مكتسباتهم ، لكنهم لم يسمعوا صرخة النازحين ، والقابعين تحت خط الفقر .
"العراقي يستغيث " شعار يصلح ان يرفعه المتظاهرون المحتجون منذ تموزمن العام الماضي ، أصحاب القرار يطلقون الوعود ويراهنون على عقد المؤتمرات ، وحزمة الاصلاحات ، مع تمنيات بارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية حتى تتحقق الوعود الرسمية لأصحاب سندات الاراضي الوهمية.
العراقيون جربوا اداء الحكومات المتعاقبة ، عرفوا الباطن والظاهر في النخب المتصدية للعملية السياسية ، أصيبوا بالغثيان من اطلالة السياسيين اليومية عبر شاشات الفضائيات ، المرجعية الدينية في النجف بُح صوتها من توجيه النصائح المتعلقة بنبذ الخلاف السياسي ومحاسبة المتورطين بسرقة المال العام ، ليس من المعقول اطلاقاً ان يطلب الناخبون في الوقت الحاضر من ممثليهم في البرلمان التعرف على احوالهم ، النواب منشغلون بتوجيه الشتائم الى الولايات المتحدة، فتنكروا للدور الاميركي في جعلهم يتصدرون المشهد السياسي فتحققت احلامهم ، امريكا تخلت عن اكذوبة اسلحة الدمار الشامل، لكنها صنعت وسائل تدمير جديدة استخدمت في شن حرب ناعمة ضد العراقيين .
اميركا يامصايب الله تعطي الاذن (الطرشة) لشتائم السياسيين ، ربما لرغبتها في اظهار مدى التزامها باتفاقية الاطار الستراتيجي المشترك بين بغداد وواشنطن ، او لغرض تحقيق اهداف بعيدة المدى ، اعداء الامس اصدقاء اليوم ، ابدوا رغبتهم في مشاركة قوات اميركية برية للقضاء على داعش وتحرير المدن الخاضعة لسيطرته ، حلفاء اميركا السابقون رفضوا دخول جندي واحد الى الاراضي العراقية مشددين على بذل الغالي والنفيس لمواجهة محاولات المساس بالسيادة الوطنية ، احذروا مخططات اميركا ومؤامراتها ، اميركا يامصايب الله عثرت أخيرا على اسلحة الدمار الشامل ، أين المفر ؟؟
أميركا.. يامصايب الله
[post-views]
نشر في: 27 يناير, 2016: 09:01 م