TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أميركا.. يامصايب الله

أميركا.. يامصايب الله

نشر في: 27 يناير, 2016: 09:01 م

لمجلس النواب مكاتب في جميع المحافظات العراقية باستثناء الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش ، كان الهدف من افتتاحها استقبال الناخبين للقاء ممثليهم في البرلمان ، الاستماع الى معاناتهم ، حل مشاكلهم ، اما اذا توفرت فرصة لتعيين ابن الناخب في وظيفة حكومية فستكون منجزا كبيرا  يمنح البرلماني  حق حمل شرف لقب الرمز التاريخي .
 في الشهر الاخير من عمر الحكومة السابقة منح ائتلاف دولة القانون سندات تملك لأراضٍ سكنية تقع في مناطق أطراف العاصمة ، السندات وقعها زعيم الائتلاف  بوصفه  كان يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء مع  أوامر للجهات المختصة بفرز الاراضي وشمولها بالخدمات الاساسية الماء ، الكهرباء ،وشبكة  الصرف الصحي ، أصحاب السندات بُحت اصواتهم من المطالبات ، طرقوا كل الابواب ،  لم يجدوا اذاناً صاغية تسمع استغاثاتهم ، مكاتب المسؤولين فضلا عن اعضاء مجلس النواب  مغلقة لحين حلول موعد الانتخابات التشريعية  المقبلة.   
العراقي ينتصر ،  يؤيد  انتفاضة البحرين  المقدسة ،  يقاطع البضاعة  التركية والسعودية ، يشتم امريكا لتبنيها مشروع تقسيم  البلاد ، شعارات انتشرت في  الشوارع العامة تبنتها قوى سياسية مشاركة في الحكومة الحالية ، يهدف زعماؤها الى الحفاظ على مكتسباتهم ، لكنهم لم يسمعوا صرخة النازحين ، والقابعين تحت خط الفقر .
 "العراقي يستغيث " شعار يصلح ان يرفعه   المتظاهرون المحتجون  منذ تموزمن العام الماضي ، أصحاب القرار يطلقون الوعود ويراهنون على عقد المؤتمرات ، وحزمة الاصلاحات ، مع تمنيات بارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية حتى تتحقق  الوعود الرسمية  لأصحاب سندات الاراضي الوهمية.
 العراقيون جربوا اداء الحكومات المتعاقبة  ، عرفوا الباطن والظاهر في النخب المتصدية للعملية السياسية ،  أصيبوا بالغثيان من اطلالة السياسيين اليومية عبر شاشات الفضائيات ، المرجعية الدينية في النجف  بُح صوتها من  توجيه النصائح المتعلقة بنبذ الخلاف السياسي  ومحاسبة المتورطين بسرقة المال العام ، ليس من المعقول اطلاقاً ان يطلب  الناخبون  في الوقت الحاضر من ممثليهم في البرلمان التعرف على احوالهم ، النواب منشغلون بتوجيه الشتائم الى الولايات المتحدة، فتنكروا للدور الاميركي في جعلهم يتصدرون المشهد  السياسي  فتحققت احلامهم ، امريكا تخلت عن اكذوبة اسلحة الدمار الشامل،  لكنها  صنعت وسائل تدمير جديدة  استخدمت في شن حرب ناعمة ضد العراقيين .
اميركا يامصايب الله تعطي الاذن (الطرشة)  لشتائم السياسيين ، ربما لرغبتها في اظهار مدى  التزامها باتفاقية الاطار الستراتيجي المشترك بين بغداد وواشنطن ، او لغرض تحقيق اهداف بعيدة المدى ، اعداء الامس اصدقاء  اليوم ،  ابدوا رغبتهم  في مشاركة قوات اميركية برية  للقضاء على داعش وتحرير المدن الخاضعة لسيطرته ، حلفاء اميركا السابقون  رفضوا دخول جندي واحد الى الاراضي العراقية  مشددين على بذل الغالي والنفيس لمواجهة محاولات المساس بالسيادة الوطنية ،  احذروا مخططات اميركا ومؤامراتها ،  اميركا يامصايب الله  عثرت  أخيرا على اسلحة الدمار الشامل ، أين  المفر ؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram