اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لو لم نكن " غنماً "

لو لم نكن " غنماً "

نشر في: 29 يناير, 2016: 09:01 م

ليس هذا العنوان من ابتكاري وأعترف امامكم أنني استوليت عليه  من برنامج  الاعلامي اللبناني مارسيل غانم " كلام الناس " الذي تبثه قناة
"   LBC"  ، والذي أثار جدلا واسعا بين اللبنانيين لم ينته  حتى كتابة هذه السطور ،  بعد ان وصف الصامتين  والقانعين بالغنم  ، فتحت عنوان مثير " هل نحن غنم ام لا في جمهورية الفشل  قال  : " لو ما نكون غنم ماكانوا تجرؤا  لا على استغبائنا  ولا على استحمارنا ،  لو ما نكون غنم لم يتجرأوا رعاتنا بعد سنين من الدموع  والشهداء  والضحايا والحزن  ، ليطلعوا على التلفزيونات وليسقطوا علينا عصارة تكتكاتهم ، ، لاننا غنم  لم يتجرأوا ان يعتذروا من الشهداء  والضحايا والناس الذين سقطوا من أجلهم "  
سيقول البعض متى تتوقف عن التهريج يا رجل ؟ لماذا تريد ان تحوّل أبصارنا عن الموضوع المهم ، فها هو اوباما  بجلالة قدره  ، خاصم  النوم  عيونه ،  واستبدل الوسادة بخارطة العراق  ، ويسأل مساعديه  صباح كل يوم  : هل حقا سيغرق العراق  ؟ ،  وحتما هناك من سيسخر ويقول "هكذا انتم معشر  الكتاب  لا يعجبكم العجب ، وثالث سيعلق هل نحن في وضع يسمح لنا بمثل هذه" السفاسف  ، فالأحداث تتلاحق بسرعة البرق وانت تعد على احنان الفتلاوي أنفاسها .
وقبل ان أجيب على هذه الأسئلة "اللطيفة" دعوني أقول لكم: ان الذين يعتقدون ان  اوباما مشغول البال بمصير العراق واهمون، ويحسن بهم أن يداوموا على متابعة ما يقوله الاعلام الاميركي  الذي لايزال يذكِر الناس بمخاطر  الاضطرابات  في الأسواق الدولية ، وعن كيف يمكن توليد النمو، والوظائف، والأمن، والمقدرة على التحمل والاستمرار؟
كثيرا ما تصلني رسائل  من قراء أعزاء.. الكثير منها يعتقد أصحابها ان العلة ليست في السياسيين ، وإنما في المواطن الذي يصر دوما على الانقياد لأهواء ورغبات السياسي .
للأسف يبدو  أن عبارة  " لو لم نكن غنما  بدأت  تشمل  جميع الشعوب التي تسلم أمرها بيد سياسيين فاقدي الصلاحية والأهلية ويكفي أن نأخذ عينات من الحكومات التي مرت على هذا الشعب كي نرى حجم الاستخفاف بالإنسان، فشراء الذمم وتزوير إرادة الناس وسرقة المال العام والمحسوبية والرشوة، جعلت من المواطن المسكين لا يملك ارادته ويعيش على هامش الحياة .
اليوم نشعر جميعاً أننا وسط حلبة مصارعة نتلقى فيها الضربة  تلو الأخرى دون أن يلوح في الأفق أي تغيير في ميزان القوى لصالحنا؟ هل المطلوب ان نصبح غنماً تسير في قطعان الطائفية  نهتف لسياسيين حمقى وأغبياء.. إنها محنة مواطن يعتقد للأسف أن  الاحتماء بالطائفية هو طوق النجاة الاخير، لقد علمتنا تجربة الـ 13 سنة الماضية ، ان الفساد يعاد تعميره كل يوم بأفضل من قبل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram