كرة آسيا بخير ونحن فخورون بتمثيل كوريا الجنوبية واليابان والعراق للقارة في أولمبياد ريو ونتوقع منهم النجاح اللافت هناك، هكذا جاء أول ردِّ فعلٍ لرئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سلمان بن إبراهيم بعدما أكمل منتخبنا الأولمبي حصّة آسيا من تذاكر التأهل بتدوين أسمه على التذكرة 15 بانتظار صاحب الحظ من يستأثر بالتذكرة الأخيرة 16 بين منتخبي أميركا وكولومبيا التي ستحسَم في جولتي الذهاب والإياب في آذار المقبل.
من حق سلمان التفاخر والتفاؤل بظهورٍ مشرّفٍ لممثلي القارة الثلاثة في نهائيات ريو الصيف القادم لتقديمهم الأداء المُبهِر في البطولة، لكن ليس من حقّه الغياب عن منصّة تتويج العراق ممثل العرب الوحيد عن غرب آسيا وهي سابقة لم يُقدِم عليها أيٌّ من رؤساء الاتحاد الآسيوي وتعد أمراً محيّراً لا يُبرر لسلمان إنه إلتقى وفداً رسمياً رفيعاً برئاسة وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان قبل يوم واحد من موقعة السد، فذلك اللقاء له موجباته بطلب من الوزير نفسه مثلما علمنا لبيان موقف الأول من قضية رفع الحظر عن ملاعبنا، بينما الحضور الشخصي للرئيس لتقليد لاعبي أولمبينا الميداليات البرونزية له أكثر من دلالة ومعنى في تقاليد القيادة لمنظومة اللعبة، مع التقدير الكبير لنائب الرئيس مسعود المهندي أحد الشخصيات الكروية الرفيعة في القارة ولديه مواقفَ متميزة مع الكرة العراقية حيث أضفى حضوره سعادة كبيرة على وجوه اللاعبين بعدما تبادل معهم التهنئة الصادقة وبدا الفرح على محيّاه برغم الألم الذي تسببه ضياع العنابي حلم جماهيره في ملعبهم.
إن رحلة الليوث الى ريو بدأت بالفعل من ليلة السد التاريخية ولا يمكن للجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم أن يغرقا باجتماعات دورية عقيمة يضيعان خلالها الزمن المتبقي لانطلاق الدور الأول للمسابقة في الأولمبياد الرابع من آب المقبل، فالتنسيق بينهما يجب أن يكون على أعلى درجة من الضبط والالتزام في ترتيب روزنامة التحضير بالتشاور مع المدرب عبدالغني شهد، لاسيما أن هناك تداخلاً وشيكاً مع استحقاق المنتخب الوطني بعد أقل من شهرين يتطلب الفوز على منتخبي تايلاند وفيتنام لضمان التأهل الى الدور الحاسم من التصفيات المزدوجة لمونديال روسيا وكأس آسيا الإمارات.
ولا يخفى على مسؤولي اللعبة أن دوري الكرة الممتاز سيكون حِملاً ثقيلاً على لاعبي الأولمبي وهم يستعدون على جبهتين، دعم جهود زملائهم في المنافسة المحلية تارة واستقرار الوحدات التدريبية وإنجاح المعسكرات الخارجية تارة أخرى مثلما يسعى لذلك المدرب شهد الذي يخشى تكرار مناكفاته مع مدربي الاندية بخصوص تفريغ اللاعبين لاسيما أن المهمة الآن اصعب مما سبق وتحتاج الى إيثار بليغ من الاندية، فضلاً عن المباشرة بفك الارتباط بين لاعبي الوطني والأولمبي حال الانتهاء من مباراة فيتنام وتمكّن الأسود من التواجد في المعترك الكبير لحسم تذاكر مونديال 2018 الأربع.
وفي غمرة الاحتفال الكبير الذي تشهده مؤسساتنا الرياضية لتكريم بعثة الأولمبي الرسمية، نأمل ألا تنساق لجنة الشباب والرياضة البرلمانية مع مباهج الاحتفال وإن كان ذلك طبيعياً مباركة منها لانجاز كرتنا الخامس في تاريخ الاولمبياد، بل أن تفتح تحقيقاً في الهدر المالي الذي كشفت عنه في بيانها للوقوف على توصيفات المبعوثين على نفقة اللجنة الأولمبية ، فالميزانية التي يحتاجها الأولمبي لا يقوى اتحاد الكرة ولا حتى الأولمبية توفيرها بسهولة في ظل تعسّر أزمة بلدنا الاقتصادية، وهي تشكل احدى المعاضل التي تقف في طريقنا الى ريو.
سلمان يُحيّر الليوث!
[post-views]
نشر في: 30 يناير, 2016: 09:01 م