مجلس محافظة واسط عقد الاسبوع الماضي لقاءً مع وجهاء مدينة الكوت لبحث امكانية الاستعانة بحرس ليليين للحد من حالات السطو . حضور الوجهاء جاء لغرض استشارتهم بخصوص توفير الموارد المالية لدفع مرتبات "الجرخجية" الشهرية ، لأن الحكومة الواسطية مصابة بمرض الإفلاس الانتقالي . في أحياء متفرقة من العاصمة بغداد سجلت خلال الايام القليلة الماضية عشرات حالات السطو على منازل ومحال تجارية ، لم تسلم منها حتى الكيارة في مدينة الثورة سابقا ، الصدر حاليا . حوادث السطو في زمن غياب "الجرخجي" اثارت قلق ومخاوف الأوساط الشعبية ، على الرغم من انتشار السيطرات الأمنية فاشترطت على اصحاب المركبات الدخول الى بعض أحياء العاصمة إبراز بطاقة السكن لاعتقادها بأن هذه الوثيقة القابلة للتزوير، الشفرة الوحيدة لضمان استقرار الأوضاع الأمنية.
مفردة "الجرخجي" مشتقة من "الجرخ" التسمية البغدادية للعجلة ، على حد قول الباحث رفعة عبد الرزاق ، الحارس الليلي كان يجرخ الشوارع اي يجول في الأزقة، يطلق صوت صفارته بين آونة وأخرى ليبث الرعب في نفوس "الحرامية"،الجرخجي كان يتقاضى راتباً متدنياً ، لكنه في مناسبات حلول الأعياد يحصل على "إكرامية" من الأهالي مع عبارات الشكر والتقدير لدوره في حماية الممتلكات الخاصة والعامة.
حوادث السطو جعلت الكثير من البغداديين يتوجهون الى ورش الحدادة لتحصين ابواب ونوافذ منازلهم بدعامات حديدية مع نصب كاميرات مراقبة تنقل تحركات الاشخاص في الشارع . الجهد الرسمي للحد من الظاهرة ، اقتصر على اصدار بيانات شبه يومية تكشف عن القبض على عناصر عصابات الجريمة المنظمة ثم ينتهي نص البيان بالكليشة المعروفة "لينالوا الجزاء العادل" . الحكومة المحلية في واسط تبنت شعار "نطارد الحرامية بالجرخجية " للحد من عمليات السطو بتبرعات الأهالي .
ظاهرة السطو في بغداد والمحافظات الخاضعة لسيطرة القوات الأمنية بالإمكان القضاء عليها نهائيا باصدار قرار ضمن حزمة الاصلاحات الحكومية يقضي بتحويل جميع عناصر حمايات كبار المسؤولين الحاليين والسابقين واعضاء مجلس النواب والزعماء السياسين الى حراس ليليين،"جرخجية"، يستخدمون اسلحتهم الشخصية في توفير الأمن والأمان لأبناء الشعب فضلا عن ملاحقة الحرامية، القرار سيعيد ثقة العراقيين بزعماء الاحزاب والقوى السياسية ، وينقذ الحكومة من تحمل أعباء مالية حين تضطر الى تعيين آلاف الحراس الليليين ، تطبيق القرار سيحقق مكاسب بعيدة المدى حين يقرر الناخبون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية المقبلة لصالح قوائم أنقذتهم من الحرامية.
التحالف الوطني ، الكتلة النيابية الاكبر، يستطيع بدوره ان يطرح القرار تحت قبة البرلمان ليثبت دعمه لحكومة العبادي ، وانه متمسك بتوجيهات المرجعية الدينية في النجف الداعية الى تقديم افضل الخدمات لأبناء الشعب . زعماء التحالف الوطني استحوذوا على الحصة الأكبر من عناصر الحماية ، نقل ربع العدد الى ملاك "الجرخجية " سيؤدي الى انحسار عمليات السطو ، فيحتل العراق قائمة الدول الاكثر استقراراً أمنيا في المنطقة ، جيب ليل واخذ جرخجي .
يازمان السطو بغياب "الجرخجي"
[post-views]
نشر في: 30 يناير, 2016: 09:01 م