بعد مسيرةٍ ثقافية وأكاديمية دامت أكثـر من خمسين عاماً اغتنت بالعمل الإخراجي في الإذاعة والتلفزيون والأدب والترجمة والتأليف ، احتفي مُلتقى الإذاعة والتلفزيون بالشاعر والمخرج مالك المطلبي مساء يوم الثلاثاء الماضي ، على قاعة الجواهري في اتحاد الأدباء وا
بعد مسيرةٍ ثقافية وأكاديمية دامت أكثـر من خمسين عاماً اغتنت بالعمل الإخراجي في الإذاعة والتلفزيون والأدب والترجمة والتأليف ، احتفي مُلتقى الإذاعة والتلفزيون بالشاعر والمخرج مالك المطلبي مساء يوم الثلاثاء الماضي ، على قاعة الجواهري في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين . وقد حضر الجلسة عدد كبير من الفنانين والمخرجين والشخصيات المتصدرة للمشهد الثقافي والفني العراقي ، وشهد الحفل تكريماً للمطلبي على مسيرته الزاخرة .
في كلمته الترحيبة للمطلبي ، قال مدير الجلسة ورئيس ملتقى الإذاعة والتلفزيون صالح الصحن " إن الدكتور مالك المطلبي استاذ رفيع المستوى في الادب والثقافة والفن ، نطرح هذه الكلمات وهذه التوصيفات اعتزازاً وتكريماً وتقديراً للضيف الكريم . "
وأضاف الصحن : "مالك المطلبي شاعر وناقد عراقي ولد في ناحية المشرح التابعة للعمارة وينتمي الى عائلة علمية عريقة تضم الكثير من الشعراء والنقاد والمترجمين وهو ابن الشاعر والفقيه يوسف المطلبي . ومن اهم الشخصيات الأدبية في عائلة المطلبي الشاعر الدكتور الناقد عبد الجبار المطلبي والقاص الراحل محمد حسين المطلبي والروائي عبد الرزاق المطلبي والشاعرة والمترجمة خلود المطلبي والفنان التشكيلي عمر المطلبي . "
وأشار الصحن قائلاً "إن المطلبي وخلال عمله كاستاذ في جامعة بغداد - كلية الفنون الجميله قام بتأليف العديد من الكتب والابحاث ومن ضمنها : الزمن واللغة ، السياب ونازك والبياتي دراسة لغويه ، شرح ابن عقيل. وله ابحاث في النحو واللغة." مؤكداً إن " المطلبي ليس غامض الروح وله رؤيا ومتابعة في المؤتمرات والجلسات والحلقات الدراسية ولايزال يانعا في نظرته ورؤيته وتفاعله مع الحدث المعاصر في الحداثة وما بعد الحداثة وحتى الان ."
وفي حديثٍ للمحتفى به عن مسيرته ، بدأ الشاعر والمخرج مالك المطلبي حكايته مع المطرب حضيري أبو عزيز قائلا: "احاول الحديث عن مذكرات مررت بها ووضعت بها بشكل قدري فهي عبارة عن انطباعات ونقل احاسيس اضافة الى بعض المعرفة ، وسأبدأ مع حضيري ابو عزيز حين كنت طفلا بعمر 10 سنوات ، وفي حفلته كان هنالك تقسيم عشائري للوصول لصوت هذا الرجل من خلال راديو وجد في المقهى حيث يقف النساء والاطفال خارج المقهى ويمنعون من الدخول ،فالوجهاء يتصدرون وبعدهم الاقل ثم الاقل حسب الرتبة العشائرية وكأن هنالك طقوسا لسماع حضيري ابو عزيز فلم يكن مجرد سماع صوت بل كانت طقوسا . "
وأضاف المطلبي قائلا ً "في عام 1969 كنت مشرف برامج في الاذاعة فجاء احدهم واخبرني ان حضيري ابو عزيز زارني ، جاء في اواخر ايامه متكئا على عصاه وابلغني انه يريد تسجيل اغانٍ وكان نصف مشلول وطلب ان يسجل لانه لا يملك مالا ولكني اعتذرت لأن المكتبة كانت مكتظة ، عند خروجه جاء الجنود ومنهم الفنان فؤاد سالم تكتلوا عليه كمحبين ومعجبين ." مؤكداً "حاولت من خلال هذه الحكاية ان الفت الى المسرح التراجيدي المقام في وسط بدوي رغم انه يعنى بالجانب الحداثي فهو مبني على اساس ريفي وبدوي ."
وفي حديثٍ للمطلبي عن عمله في الإذاعة وانتقالاته إلى التلفزيون قال "اصبحت الاذاعة مواربة في الجهة الخلفية واصبح البشر يتصدر التلفزيون ولم يكن السبب تنازلا عن الصوت ولجوء الى الصورة ولكن اصبح التلفزيون مهيأ لاسباب امنية واصبح ملحقا سياسيا يتحرك بادوات خارجية وكانت بعض البرامج تغير بطلب من القيادات العليا عبر الهاتف . وفي هذه المرحلة انتجت ثلاث مسلسلات اذاعية منها "المتنبي" وبعد ذلك بـ 11 عاما اخرجت تلفزيونيا المتنبي ايضا حيث عمله المنتج المصري ابراهيم عبد الجليل . "
وذكر المطلبي قائلاً "إن الفجوة بين الصورة والصوت اصبحت متلاشيه في الغرب ولكن هنا الانتاج اللغوي سريع جدا اما الان في عصر الصور اصبح لدينا من الصعب التنسيق بين الصورة والصوت فاتسعت الفجوة كأن ننشر خبرا ما الا انه يفتقر الى الصورة بسبب البطء في عملية التغطية على المشهد الصوري بشكل صحيح . "