TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سنايدر: نسبة للشعراء

سنايدر: نسبة للشعراء

نشر في: 31 يناير, 2016: 09:01 م

اري سنايدر (الذي ولد في سان فرانسيسكو عام 1930، وترعرع في الأرض الجبلية، شمال غرب المحيط الهادئ) من أبرزِ شعراءِ ستينيي أمريكا، الذين يُنسبون إلى تيار "البيتْز"، وأحياناً إلى تيار "نهضة سان فرانسيسكو". وكلا التيارين تمتعَ بسمعة الجيل الغاضب. ولكن سنايدر، بفعل اهتمامه الميتافيزيقي، ومعاينته للطبيعة التي ألف تسلق جبالها الوعرة، وقطع أشجار غاباتها، ظل منفرداً بخصائص شخصية بالغة التنوع. فهو شاعرٌ انشغل شعراً ونثراً بهمومٍ ذات طبيعة روحية واجتماعية، ووحّد بين اهتمامه بالواقع المرئي الذي يحيط به ويعيشه والمراقبةِ الدقيقة للطبيعة، وبين بصيرةٍ داخلية استمدها بصورة أساسية من ممارسته لشعائرِ "زَن" البوذية، التي تُعنى بالانسان في علاقته بنفسه وبالكون بدءاً من نظام الأنفاس في الجسد، حتى نظام التوازن العقلي. ولم يتوقف عند حدود المعرفة المستمدة من قراءته وخبرته المحلية، بل ثابر ليوفر شيئاً من مالٍ، مكنه من أن يسافر إلى الصين ويقيم فيها، وإلى اليابان حيث أقام 12 سنة، ويُتقن لغتهما، ويترجم من شعرهما القديم والحديث، ثم إلى الهند وبعض بلدان الشرق الأخرى.
ومع خبرة جديدة بشأن الموقف الأخلاقي، والموقف الجمالي، وطراز الحياة الخاصة، أضاف سنايدر خبرة في التقنية الشعرية استمدها من شعر لغاتٍ عدة، كشعر الهايكو الياباني، منحت شعره طواعيةً وثقةً في أسلوب قادر على المعالجة الحرة لكل موضوع.
في انشغالي، بين حين وآخر، بموضوع " القصيدة التي تعالج الشعر"، وتأمل لحظةَ "مخاض" ولادة القصيدة، وملاحقتي للنصوص الشعرية التي تُعنى بذلك، في الشعر الانكليزي، أو ما تُرجم إلى الانكليزية من لغات أخرى، في انتخابها وترجمتها إلى العربية، وقعت على قصيدة لسنايدر هذا. وهي إلى جانب تأملها الذي يتمتع بتداخل أنماط عديدة يراها للشاعر، تعطي فكرة واضحة لطبيعة قصيدته هو.

نسبة للشعراء

نسبةً للشعراء/ لشعراء الأرض
الذين يكتبون قصائدَ صغيرة
ما من حاجةٍ لمساعدة أحد.

يُنهون قوى الرياح الأكثرَ عصفاً
وأحياناً يتراخون في الدوّامات.
قصيدةً إثر قصيدةٍ/ تلتف متراجعةً بالزخم ذاته.

شاعر الماء الأول/ أقام في القاع سنواتٍ ست.
كان مغطىً بأعشاب البحر.
الحياةُ في قصيدته/ تركتْ ملايين من آثارها الصغيرة المختلفة
تتقاطعُ عبر الوحل.

ومع شمسٍ وقمرٍ/ في باطنه،/
ينامُ شاعرُ الفضاء.
ما من نهايةٍ للسماء/ غير قصائده،
مثل إوزّات برية،/ تحلّقُ خارج الحد.

شاعرُ العقل/ يبقى في البيت.
البيتُ خالٍ/ وبدون جدران.
القصيدةُ تُرى من الجهات جميعاً،
حيثما تكون،/ مرةً واحدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram