TOP

جريدة المدى > عام > القصيدة

القصيدة

نشر في: 1 فبراير, 2016: 12:01 ص

ما كان عليّ أن أسجن في يوم كهذا.. اعتقدت - في البدء - ان الشرطة جاءوا لإلقاء التحيةحتى اني أوشكت ان ..لكنّ اللحظة التي رأيت فيها المفرزة، ايقنت انهم جاءوني لإلقاء القبضمع اني اوشكت ان ..، وحسنا فعلت الشرطةوان كنت غير مهيّأ لأن اسجن في يوم كهذالم أجد

ما كان عليّ أن أسجن في يوم كهذا

.. اعتقدت - في البدء - ان الشرطة جاءوا لإلقاء التحية
حتى اني أوشكت ان ..
لكنّ اللحظة التي رأيت فيها المفرزة، ايقنت انهم جاءوني لإلقاء القبض
مع اني اوشكت ان ..، وحسنا فعلت الشرطة
وان كنت غير مهيّأ لأن اسجن في يوم كهذا

لم أجد التاريخ، بكتاب القبض عليّ
وشاورني الضابط : انه أشبه ما يكون بيوم كهذا
وحسنا فعل الضابط، فأنا لا آبه بالأيام كثيرا، وأوشكتُ
حين توقفت المفرزة بأمر الإلقاء
.. كان كتابي: من دون فوارز، ونقاط، وهزيل الديباجة
الا ان الضابط شاورني "ومن يأبه" ..
وحسنا فعل بالتأكيد
فالفارزة ستذكّرني بـ"المفرزة" والنقاط بـ"نقطة التفتيش"
ومع إنّيَ أوشكت أن أنهض
فحين تأتيك الشرطة بنهار من غير ملامح
وقيود دايت
فهذا يعني إنك صرت مهمّا
والشرطة صارت جزءا من مقتنياتك
لكن الضابط شاورني: ومن يأبه
.
كنت أفكّر بالهجرة لليونان..
بزوربا..
بمساءات راقصة، ووجوه كاملة الدسم
وحين الشرطة جاءتني بقيود دايت
قلت لنفسي: حسنا فعلت
فأنا يقلقني دوار البحر
وانتوني كوين، لم يتعر في ساحل "ايجة"
.
ما كان بأمر القاء القبض عليّ أيّ اسم
وشاورني الضابط، من يأبه بخواء بشريّ
أتظنّ الأسماء ستعترض الشرطة ؟!!
الأسماء بلا معنى..
فكّرت ..
الأسماء ضرورية للرخام
وكدت أسأل: هل ستضعون على شاهدتي رقما ؟!!

.. ومن يأبه، سيقول الضابط
حتى ان الشرطة كانوا مبتهجين، وعزفوا لحنا سوقيا
هرّبني من صندوق السيارة..
شاورت الصندوق: إنّيَ آنست قيدا، فالداخل والخارج زنزانة
قال، ومن يأبه، فالإنسان بلا معنى..
والزنزانات مكائن لفرم الوقت...
فكّرت بزوربا
انتونيتو العاري جوار البحر
وأقلقني دوار الرقصة، من أجله لم اذهب لليونان
مع اني كنت أفكر بالهجرة، حين الشرطة ..

مسح الضابط بكمه الكلمات العالقة من شتائم البارحة
فحين تخصّص لك "مفرزة"
فهذا يعني: انّك صرت مهمّا
والشرطة صارت جزءا من مقتنياتك
حتى اني أوشكت، لكنه شاورني: ومن يأبه، نحن بلا معنى
والتهديد رتابة..
ر.ت.ا.ب.ة ..
ر.ت.ا.ب.ا.ت
ر
تا
بات.. الخارج والداخل زنزانة
قال الضابط ومن يأبه
وحسنا فعل..
.
فكّرت ان أضع لزنزانتي حجر أساس
وأدفن فيه نقودا من أقصى العملات لأصغر فلس ملكي
فالإنسان بخدمة زنزانته ....
ومن يأبه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة
عام

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة

حاوره/ القسم الثقافيولد المترجم عباس المفرجي بمنطقة العباسية في كرادة مريم في بغداد، والتي اكمل فيها دراسته الأولية فيها، ثم درس الاقتصاد في جامعة الموصل، نشر مقالاته في جرية الجمهورية، ومجلة الف باء، قبل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram