لدىّ مشكلة أساسية مع ما يقوله الساسة والمسؤولون عن الفساد والاصلاح والطائفية ، وتراني أضحك كلما اسمع مسؤولا سابقا او حاليا يذرف الدمع على حال العراقيين ، ويطلق الزفرات والآهات على احوال البلاد والعباد ، والأموال التي سلبت في وضح النهار .
البعض من الزملاء يعاتبونني: لماذا لا تكف عن مسؤولين تركوا مناصبهم من أجل الاصلاح ؟ هل تنسى أن اسامة النجيفي وبهاء الاعرجي وصالح المطلك ، كانوا يتمتعون بمزايا المنصب ، لكنهم تخلوا عن كل شيء من أجل عيون ورقة الاصلاح ؟ ويكون ردي دوما أنه كان في الإمكان ان يخرجوا على الناس ويقدمون كشفا لذممهم المالية قبل المنصب وبعد المنصب .
لماذا اذن أعود الى مشكلتي المزمنة مع تصريحات ساستنا الأفاضل ؟ لان السيد بهاء الاعرجي أصر ان يخرج علينا قبل ايام ليعلن : إن "السياسيين الذين جاؤوا عقب الاحتلال هم من صنع الطائفية بالمجتمع العراقي "
هناك إذن من يعتقد أنه بامكانه ان يربح المعركة مع العراقيين ، بالحديث عن كان وأخواتها ، وانه كان بالامكان تجنب كل الذي جرى ، وبالتالى سيتوقف ربط الفساد ببعض الساسة ممن استيقظت ضمائرهم هذه الايام ويتوقف عن تحميلهم مما جرى من فشل ودمار للبلاد .
وهذا في رأيي تفكير ساذج طبعًا، حين يعتقد السيد بهاء الاعرجي أن بامكانه أن ينفض يديه من الخراب ببضع جمل حماسيّة عن الاحتلال ونبذ الطائفية .
لكن بصرف النظر عن نية السيد بهاء الاعرجي ، وقبله السيد المالكي الذي اخبرنا بصريح العبارة ان كل السياسيين مسؤولون عن ما جرى من خراب ، وقبلهم أسامة النجيفي الذي أستيقظ فاكتشف عوار العملية السياسية وبينهم إياد علاوي الذي اطلق هتاف " إننا مسؤولون عما حدث في العراق " ، و لا ننسى صالح المطلك الذي القى علينا قبل اسابيع محاضرة في الوطنية والنزاهة والحرص على وحدة البلاد ، تعالوا نسأل : هل حديث هؤلاء يرجع لقناعتهم أنهم كانوا سبب الخراب وانهم وزعوا صكوك الطائفية على العراقيين ؟ ولهذا اخذوا يفتون في الايام الاخيرة على تحريم الفساد ونبذ اللصوصية وشتم الانتهازية ، وهل يعتقد هؤلاء السادة ان العراقيين سيقرأون احاديثهم ، ثم يجلسون يبكون وينتحبون ويصرخون ، لان بهاء الاعرجي إعترف ، ومشعان استيقظ ضميره ، والمالكي اكتشف متأخرا ، وستخرج الناس الى ساحات الوطن طلبا لاعادة انتخابهم لانهم اصحاب ضمير صحا ولو في وقت متأخر من الليل.
هل يعتقد السيد الاعرجي ان مواطناً عراقياً فقد بيته وأمنه واستقراره يمكن ان يتعاطف معه ، او أنه سيتعاطف مع هذه الخطابات الكوميدية ،او يمكن أن تعيد له خطبة تلفزيونية سنوات عمره التي ضاعت ومستقبل ابنائه واحبابه الذين فقدهم ، فيراجع نفسه ويذهب ليطلب السماح والغفران من السيد الاعرجي واخوانه السياسيين
خطبة " الإصلاحي " بهاء
[post-views]
نشر في: 1 فبراير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
بغداد
الشعب مسؤول ويعتبر مشارك في الجريمة بحق نفسه بسبب السكوت وعدم العصيان وعدم الخروج بثورة حقيقية عارمة تقلب الغبراء زون على رؤوس هؤلاء الممثلين الهتلية لصوص بالوكالة حكومة غسيل الاموال بالوكالة لإسيادهم رؤوساء شركات النفط والغاز المتعددة الجنسيات التي لملمت