أحيانا تكون أخطاء المرء غير مقصودة فيتسبب عنها زعل او خصام وقد يحصل بعده غفران وصلح، اما ان يتسبب الخطأ بوفاة انسان فلايمكن أن يكون الغفران هو الحل بل يجب ان يتم البحث عن أسباب الخطأ ومعالجته لكي لايتكرر أبدا ...يحصل مثل هذا الخطأ كثيرا في المستشفيات وتكون النتيجة غالبا وفاة إنسان ولايحصل ذووه بعده على اعتذار او يتم التحقيق في السبب والسعي الى معالجة الخطأ بالرقابة الذاتية اوالادارية لكي لايتكرر..
قبل أيام فقد شاب حياته نتيجة خطأ طبي وقع فيه أطباء مستشفى اليرموك بعد ان سقط الشاب من سطح منزله حين كان يصلح خزان المياه وكان سقوطه على ظهره فلم يفقد حياته مباشرة وتم نقله الى المستشفى التي تعاملت معه كمريض يعاني من الكسور دون إجراء تحاليل ومتابعة طبية مباشرة لاكتشاف سبب تدهور حالته وبعد ساعات توفي الشاب وتبين إن الحادثة تسببت في إصابته بنزيف في الحوض ولم ينتبه له الاطباء فتوفي الشاب وكتب الاطباء على شهادة وفاته انه توفي بسبب خطأ طبي ..انتهت الحادثة عند هذه الجملة وانشغل الأهل بوفاة الشاب عن سببها ، ولم يصدر عن المستشفى أي رد فعل ايجابي لتدارك مثل هذا الخطأ مستقبلا كأن يتم اجراء تحقيق في الحادثة ثم محاسبة المتسبب فيها ..
ولو كانت وفاة الشاب هي الحادثة الوحيدة التي نتجت عن خطأ طبي لربما انشغلنا عنها بأمور اخرى تهدد حياة العراقيين لكن أن تشهد المستشفى ذاتها أكثر من حادثة وفاة تسببت فيها أخطاء طبية فهو أمر لايمكن تخطيه ، فمنذ أشهر ، فقدت امرأة اربعينية طفلتها حديثة الولادة بعد معاناة وانتظار طويل إذ فقدت الأمل في انجاب طفل في سن متأخرة وعندما حملت بها طغت سعادتها على أوجاعها وانتظرت ولادتها بصبر لكنها خضعت لولادة طبيعية عسيرة وخطيرة من قبل طبيبات التوليد المقيمات بينما كان الاحرى بهن اجراء عملية قيصرية لها لارتفاع ضغطها ووجود متاعب في قلبها وهو الأمر الذي يتنافى مع قرار إجراء ولادة طبيعية عدا إهمال المرأة لأكثر من ليلة كاملة حتى تفاقمت حالتها وتم توليدها بطريقة وصفتها المراة بالوحشية وكانت الضحية هي الطفلة التي اختنقت وتوفيت في الحال وهكذا فقدت الأم آخر أمل لها بالامومة...وكانت المستشفى ذاتها قد شهدت قبل سنوات حادثة تشريح جسد طفلة حديثة الولادة بالمشرط خلال تنظيفها بعد الولادة لأن الطبيبة لم تكتشف وجود المشرط في قطعة الشاش التي استخدمتها للتنظيف، وكان رد المستشفى آنذاك على لسان إحدى الطبيبات حين قالت بأن الأمر يمكن ان يحدث ، وان لم يعجب المرضى ذلك فليذهبوا الى ( الفيترجي ) او ( الركاع ) لعلاجهم !!
تقول احدى الدراسات الطبية الحديثة إن 25% من الاطباء الجدد يعانون من الاكتئاب ويرتكبون اخطاءً تعرض المرضى للخطر ..اذا كانت هذه الدراسة تبرر للاطباء اخطاءهم الطبية فلاشيء يمكن أن يبرر لأم فقدت طفلتها أو عائلة فقدت إبنها الشاب بسبب كآبة طبيب او غفلته او قلة خبرته ...واذا كان السياسيون استرخصوا حياة العراقيين الى درجة اغتيالهم ألف مرة يوميا بحروبهم وقراراتهم الجائرة وفسادهم فعلى الاطباء الذين يمتهنون مهنة انسانية وسبق لهم تأدية القسم على إتقانها ان يعملوا بإخلاص لانقاذ البشر من آلامهم فلايعوزنا سبب جديد للقلق على حياتنا وحياة أحبتنا ..في زمن استرخاص أرواح البشر !
خطأ طبي !
[post-views]
نشر في: 5 فبراير, 2016: 09:01 م