الأربعاء، 16 إبريل 2025

℃ 23
الرئيسية > أعمدة واراء > شعواط التقسيم

شعواط التقسيم

نشر في: 6 فبراير, 2016: 09:01 م

في العام الذي انتصرت فيه صحوات اهل الغربية على القاعدة ، صار نهر خلاص العراق من التقسيم ضيفا. ما كان الأمر يحتاج الى غير قائد عاقل، او لنقل قادة عقلاء، ليطفروا به صوب ضفة الخلاص. المصيبة الكبرى ان من تصدى لتلك المرحلة لم يكن عاقلا بالمرة. ضاعت فرصة المصالحة الوطنية ومعها فرصة بناء جيش وطني ليحل محلهما زلزال الطائفية. اتسع نهر الخلافات من جديد الى ان انتهى، بفعل فقدان العقل الراجح، الى ذوبان ست فرق عسكرية بعديدها وعدتها لتذهب ومعها ثلث ارض العراق للدواعش.
حذّر العقلاء، وهم قلة وللأسف، من فتنة عراقية كبرى قادمة لا محال. هدّ الجهلاء والجاهلات والاغبياء والغبيات تحت رايات 7 في 7 و "ما ننطيها" و "انتهوا او تنهوا". صار المناطح بفلس. طاحت بروس أولا الخايبة من جديد وخلص منها من أججوا كوامن الشر. ومن أثار كامن الشر به عَطَبة كما قال الإمام علي. ولأن المعطوب لم يجد رادا له صار العَطَبُ عطّابة وصار شعواطها يثعول برائحة التقسيم.
ومثل الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته تجد الذين اوقدوا عطّابة الفتنة هم اول الباكين والخائفين على العراق من التقسيم. تعالوا لهذه الجريدة فقط واحسبوا عدد المرات التي صحنا بها محذرين من ضياع العراق. بل واحسبوا منذ متى ونحن نصيح ولا نستريح: يا معودين خلصونا منه قبل ان يأتي علينا يوم يتجزأ فيه العراق الى دويلات ودكاكين ولربما سيفقد مقعده حتى في الأمم المتحدة ان ظل صاحب "العَطَبة" يخوط ويخربط.
اليوم اقولها بروح يائسة من الخلاص لكنها لا تجامل ان تقسيم العراق صار امرا واقعا لا بل انه الحل الذي لا بديل له.
مع ما يحزّ في قلبي من ألم وحسرة على تقطيع أشلاء بلدي لكن الذي يدمي قلبي أكثر هو ان أجد الذي حفر أساس التقسيم وصبّ بيده حجر أساسه الأول يتباكى على العراق في جمع عشائري نجفي. لا يهمني هو لأني اعرف دمارات عياراته كلها. لكن الذي يؤذي هو ان لا أحد صاح به: وهل غيرك من أراد للعراق هذا؟ ومن غيرك قسم العراقيين الى يزيد وحسين؟
ثم اني لأستغرب حد الذهول من قائد لكتائب مسلحة، هو الآخر يؤكد ان ملامح التقسيم صارت تنضج على الأرض ولا يتبرع طوعا بنزع سلاحه وسلاح كتائبه كبادرة وطنية لإسقاط ذريعة الحاجة للتقسيم من يد الساعين اليه على رؤوسهم وليس على اقدامهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"يومياتهم 20 مليون دينار" .. 6 آلاف موظف في العراق يحتكرون ثلث الرواتب

مدراء المدارس يقدمون طلبات إعفاء جماعي.. والمعلمون يلوحون بمقاطعة أمرين!

السيد الصدر يوجه اتباعه بتحديث بطاقة الناخب!

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

قاعة الإبراهيمي تضيف معرضاً شخصياً للتشكيلي الرائد سعد الطائي

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

من يونيتاد الى المحكمة الجنائية الدولية..العدالة الدولية تحت المطرقة

سيكولوجية تجنيد العقول في الجماعات الارهابية الدينية

هلال العيد.. جدل متجدد بين الفقه والعلم وثقافة الاختلاف

قناطر: العالم يتوحش .. المخالبُ في لحمنا

العمود الثامن: قوات سحل الشعب

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

 علي حسين ظلّ الكتاب والمفكرون يضربون أخماساً بأسداس وهم يحاولون وضع تصور للدولة العادلة، لم يوفق أفلاطون في حل اللغز حتى وهو يخصص للموضوع كتابا بعنوان "الجمهورية" تاركا المهمة لتلميذه النجيب أرسطو الذي...
علي حسين

قناديل: مقالةٌ عن المقالة !!

 لطفية الدليمي لِما يزيدُ عن الخمس عشرة سنة وأنا مواظبةٌ على كتابة مقالة أسبوعية في (المدى). اليوم سأروي بعضاً من مسرّات وشجون كتابة المقالة. حتى عام 2009 كنتُ أكتبُ مقالاتٍ متفرّقة في موضوعات...
لطفية الدليمي

قناطر: أغنيةُ أبي

طالب عبد العزيز حزينٌ، لأنني ما زلتُ ألتذُّ بسماع الموسيقى القديمة، وأقرأُ الاجملَ في كتبي القديمة، وأشاهد الأفضل من الأفلام القديمة، وأتذكرُ الاحسنَ المتحضرَ من الأمكنة؛ والمدن القديمة، وحزينٌ جداً لأنَّ النظام السياسي –الديني-...
طالب عبد العزيز

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

حسن الجنابي انتقل القاضي الدولي كريم خان في عام 2021 الى منصب رفيع آخر هو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، وسيستمر في المنصب لمدة تسعة أعوام أي حتى عام 2030. وواضح أن الرجل...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram