TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بيان بـ "درع"

بيان بـ "درع"

نشر في: 6 فبراير, 2016: 09:01 م

اثناء عقد مؤتمر صحفي لمسؤول كبير جدا ، اوصى مدير مكتبه الإعلاميين بالبقاء دقائق قليلة بعد انتهاء المؤتمر لتسليمهم مكافآت مالية ، المبلغ كان مخصصا  لمراسلين ومصورين ومساعديهم يبلغ عددهم 24 شخصا ، نصف العدد غادر المكان قبل توزيع المكرمة السخية ،  سأل الموظف المكلف بالتوزيع واخذ التواقيع مدير المكتب استاذ والباقي ؟ فجاء الرد سريعا "فرة قاط لاخ على الحاضرين يستاهلون" . بصرف النظر عن  رفض او قبول مكرمات المسؤولين ، الظاهرة حاضرة في المشهد العراقي ، تناولها مراسل اجنبي في تقرير بثته فضائية باللغة الانكليزية ،  سلط فيه الضوء على قيام زعيم سياسي بمنح اعلاميين حضروا  مؤتمره الانتخابي مبلغ 50 دولارا لكل واحد منهم ، التقرير اشار الى احتمال  منح الناخبين مبالغ مالية مقابل الادلاء باصواتهم في يوم الاقتراع لصالح قائمة الزعيم السياسي، اثر ذلك اضطر مدير الدعاية الانتخابية الى البحث عن المراسل  ، للادلاء بتصريح خاص لذات الفضائية ذكر فيه ان منح خمسين دولارا هو ثمن  غداء  ضيوفنا . ومن تقاليد العراقيين انهم  يمنحون ضيوفهم الهدايا ، فرد المراسل انا على اطلاع بالتقاليد العربية ،  وليس من المعقول اعطاء الضيف  ثمن الطعام ، اليس كذلك ، مدير الدعاية المرشح  عن القائمة لخوض الانتخابات وقع في حرج شديد "راد يكحلها عماها" وتلقى من المراسل عبارات رفض تسلم مظروف ، واكتفى بقبول قلم  يحمل شعار القائمة الانتخابية . بعد اعلان نتائج الانتخابات غادر مراسل الفضائية العراق ، فيما حالف الحظ  مدير الدعاية الانتخابية  في الحصول على مقعد في الدورة التشريعية  حتى اصبح عضوا مخضرما في مجلس النواب .
بعيدا عن  المكرمات ، سواء أكانت عينية او نقدية  ومن يؤيدها او يرفضها ، كانت المكاتب الاعلامية في جميع المؤسسات الرسمية تمنح مكافآت للعاملين في وسائل الاعلام : صحف  تلفزيون ، اذاعة وكالة انباء ، المبالغ في ذلك الزمن لاتتجاوز ثلاثة الاف دينار شهريا تعين الصحفي على تحمل اعباء الحصار الجائر طبقا  للتعبير السائد في مرحلة فرض العقوبات الاقتصادية على العراق  جراء ارتكاب حماقة غزو الكويت .
  اواسط عقد التسعينات من القرن الماضي  طلب رئيس صحيفة خليجية  من مراسلها في بغداد  توجيه الدعوة  لكتّاب معرفيين لرفد جريدته بمقالات ثقافية  مقابل عشرين دولارا في الشهر الواحد ، استجاب للدعوة ادباء واكاديميون ، وكان المراسل يحرص على تسليمهم المكافآت  بالعملة الصعبة تصله عن طريق سائقي السيارات العاملين على خط بغداد عمان ،  احد المختصين بكاتبة التقارير للجهات الامنية ، اثار ضجة زعم فيها ان دولة خليجية بدأت تجند    كتّابا معروفين للعمل كجواسيس لصالح مخابراتها  ، هذا النموذج  اصبح مستشارا إعلاميا ينظم المؤتمرات ، يمنح المكافآت ، لكنه في ظل الأزمة المالية قدم استشارة الى الوزير بمنح الدروع لمستحقيها  فحصل صاحب المعالي على لقب ابو درع ،  نسخة منه الى الوزير المخضرم .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram