احتفت الاوساط الثقافية في مدينة الحلة بالذكرى السنوية الثانية على رحيل مبدعها الراحل الدكتور صباح نوري المرزوك أحد أعلامها الكبار الذين اغنوا المشهد الثقافي العراقي بالعديد من المؤلفات التي قاربت الخمسين كتابا فضلا عن مخطوطات كثيرة ستكون مشاريع كتب .

احتفت الاوساط الثقافية في مدينة الحلة بالذكرى السنوية الثانية على رحيل مبدعها الراحل الدكتور صباح نوري المرزوك أحد أعلامها الكبار الذين اغنوا المشهد الثقافي العراقي بالعديد من المؤلفات التي قاربت الخمسين كتابا فضلا عن مخطوطات كثيرة ستكون مشاريع كتب . والمرزوك .. الاديب والمفهرس واستاذ الادب ولد في محلة جبران في الحلة عام 1951، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية ، وأنصرف منذ صغره الى طلب العلم وكان شغوفا بالادب.
وبعد اكمال دراسته الجامعية في قسم اللغة العربية كلية الاداب في جامعة بغداد عمل مدرسا للغة العربية في عدد من المدارس الثانوية.
قدم اول بحث ادبي له في احدى أماسي "عشتار" التي تقام في مدينة الحلة وكان بعنوان " ظاهرة تحقيق الدواوين الشعرية في العراق وهو بعمر عشرين عاما .
وخط المرزوك طريقه نحو الادب والتأليف وتوالت مشاركاته الثقافية في الاماسي والمهرجانات الثقافية حيث وجهت له دعوات عديدة من اتحادات ادبية وجمعيات ثقافية لإحياء امسيات وجلسات ثقافية .
وواصل المرزوك ترقّيه سلم الادب والثقافة بعد نيله شهادة الماجستير في الادب العربي ثم الدكتوراه ليعمل رئيسا لقسم اللغة العربية في معهد اعداد المعلمين في كركوك (1989-1993) وينتقل بعد ذلك الى جامعة بابل عام 1993 فدرّس عددا من مواد اللغة العربية واشرف على عدد من الرسائل الجامعية وناقش عددا آخر منها , وأغدق على طلابه من علمه فقد وعى العربية وخدمها منذ شبابه في كتاباته ومحاضراته في الجامعة.
شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية وألف عددا من الكتب . والمرحوم الفقيد الدكتور صباح نوري المرزوك استاذ يحمل درجة الاستاذية في تخصصه الادب العربي القديم ، وقد تخصص في علم الببليوغرافيا.
للمرزوك اكثر من (50) كتابا تنوعت بين الادب والسير والمدن والصحافة ابرزها كتب "اعلام حليون" بـ (12) جزءا. و"تاريخ الحركة الادبية في الحلة" و "معجم المؤلفين والكتاب العراقيين" ومعاجم في "الاقوال والتعابير والكتابات والامثال المسموعة في مدينة الحلة" . فضلا عن عدد من الدراسات والمقالات في الحياة الاجتماعية في الحلة . وأصدر المرزوك مؤلفات الحليين المطبوعة ضم (356) مؤلفاَ.
وحرص المرزوك على اصدار "دليل خاص بالمترجمين في العراق"  منذ بدايات القرن العشرين حتى 2013 . وترك الدكتور صباح نوري المرزوك اكثر من (12) مخطوطة هي مشاريع لكتب لم تنجز . فضلا عن عشرات المقالات . وكشفت نتاجاته الادبية عن حياة كانت زاخرة بالمطالعة والبحث عن الجديد من سيرة بلد فيه الكثير من الابداع والمبدعين . فكان يوصف بالذاكرة العراقية الحية . تلاحقت فيه جوانب معرفية متعددة في النحو والشعر والادب والتاريخ والتراجم والاجتماع ، جمع الدراسات التراثية مع الدراسات الحداثوية . ومن طقوسه المعروفة لدى المقربين منه انه لم يقف عند هذا التتبع المعرفي , بل كان يسأل عن الجديد من النتاج ويستقصي نتاج المطابع في العراق وخارجه ويكلف اصحاب الكلمة في البحث عن هذا الكتاب وذاك.
ولم تشغله التزاماته الجامعية من جمع المعلومات عن الجديد من النتاج العلمي والثقافي.