قائد عمليات الأنبار اللواء الركن اسماعيل المحلاوي، اختصرَ الجدلَ الدائرَ في الساحة المحلية حول الأوضاع الإنسانية في الفلوجة بقوله: إن أعداداً كبيرة من سكان القضاء ليسوا أعداء داعش فضلوا البقاء في المدينة ، يرفضون دعوة القوات الأمنية بخصوص التوجه نحو الممرات الآمنة لتنقلهم أفواج العشائر الى مخيمات أُعدت لهم في ناحية الحبانية وعامرية الفلوجة .
قضاء الفلوجة بنظر القادة العسكريين العراقيين والتحالف الدولي يُعد معقلا لتنظيم داعش منه انطلق لتوسيع سيطرته على مناطق متفرقة في الانبار ، المعلومات الواردة من المدينة مؤخرا تفيد بأن الأُسر المحاصرة ، تواجه ظروفا انسانية صعبة ، تتعلق بشح الماء والغذاء والوقود ، مع توقف محطات الصرف الصحي ، فاضطرت الأُسر الى تناول العشب وشرب المياه الملوثة ، فيما سجلت وفيات بين الاطفال وكبار السن ، معلومات حكومة الأنبار المحلية تشير الى ان الاهالي ينتظرون ساعة الصفر لتنفيذ عملية تحرير مدينتهم ، ليعلنوا انتفاضتهم ضد تنظيم داعش ، المسيطر حتى على مطاعم الكباب في المدينة!
الفلوجة خضعت لسيطرة الجماعات الإرهابية قبل اكثر من عامين ، لا توجد جهة مستقلة تنقل أوضاعها باستثناء الإدلاء بتصريحات يطلقها سياسيّون ومسؤولون محليون ، تأتي عادة في اطار الترويج لفكرة محددة. مجلس محافظة الانبار اعلن ان الايام القليلة المقبلة ستشهد تشكيل فوج عشائري ، يضم أبناء الفلوجة الهاربين من جحيم الدواعش ، اما السياسيون فتصريحاتهم تندرج ضمن القاعدة السائدة في العراق البكاء على المظلومين لأغراض الإثارة واستجداء عطايا دول الجوار .
الانبار تمتلك تمثيلا في الحكومة ومجلس النواب ، الوزراء والنواب منهم من قضاء الفلوجة تجاهلوا مأساة أهلها يوم خضعوا لسيطرة تنظيم داعش ، اعداد كبيرة منهم نزحوا الى العاصمة بغداد ومحافظات أخرى، لقناعتهم بان حياتهم اصبحت مهددة ، ففضلوا النزوح تاركين للسياسيين والمسؤولين التحرك السريع لإعادتهم الى مناطق سكنهم ، تحت وطأة أعباء ومرارة النزوح وفقدان الملاذ الآمن ، ربما استعرض النازح من قضاء الفلوجة شعارات رفعها سياسيون من ابناء مدينته ، ليبعث برسالة الى وزير المالية الأسبق رافع العيساوي ، والنائب المتواري عن الأنظار حسين الفلوجي وآخرين ، تعكس خيبة أمله ممن جعل القضاء ميدان تحقيق مصالحه الشخصية .
قائد عمليات الأنبار المحلاوي على اطلاع كامل بأوضاع الفلوجة وخفاياها ، قال كلمته ليبعث هو الآخر برسالة الى وسائل إعلام محلية وإقليمية، حاولت ان تجعل من كارثة القضاء سلاح تدمير شاملا يستخدمه تنظيم داعش ، في ساعة انطلاق العملية العسكرية لتحرير القضاء ، مجلس المحافظة وحكومتها المحلية لطالما ذكرت انها أعدَّت قوائم باسماء عناصر داعش والمتعاونين مع التنظيم ،بمعنى انها تعرف مَن اختطف الفلوجة ، وجعل سكانها يعيشون تفاصيل كارثة انسانية .
لا خلاص متاحاً في الوقت الحاضر لأهالي الفلوجة إلا بفك أسرها من خاطفيها ، اما مَن يبكي على كبابها من سياسيي الأنبار ومسؤوليها فليحمل السلاحَ او يصمت اذا كان سلاحَ سِز !!
كباب "داعش" بالفلوجة
[post-views]
نشر في: 7 فبراير, 2016: 09:01 م