TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كباب "داعش" بالفلوجة

كباب "داعش" بالفلوجة

نشر في: 7 فبراير, 2016: 09:01 م

قائد عمليات الأنبار اللواء الركن اسماعيل المحلاوي، اختصرَ الجدلَ الدائرَ في الساحة المحلية  حول الأوضاع الإنسانية في الفلوجة بقوله: إن أعداداً كبيرة  من سكان القضاء  ليسوا أعداء داعش فضلوا  البقاء في المدينة ، يرفضون دعوة القوات الأمنية  بخصوص  التوجه نحو الممرات الآمنة لتنقلهم  أفواج العشائر الى  مخيمات أُعدت لهم  في ناحية الحبانية  وعامرية الفلوجة .
قضاء الفلوجة  بنظر القادة العسكريين العراقيين  والتحالف الدولي يُعد معقلا  لتنظيم داعش منه  انطلق لتوسيع سيطرته على مناطق متفرقة في  الانبار ، المعلومات الواردة من المدينة مؤخرا تفيد بأن الأُسر المحاصرة  ، تواجه ظروفا انسانية صعبة ، تتعلق بشح الماء والغذاء والوقود ، مع توقف محطات الصرف الصحي ، فاضطرت الأُسر الى تناول العشب وشرب المياه الملوثة ،  فيما سجلت وفيات  بين الاطفال وكبار السن ،  معلومات حكومة الأنبار المحلية  تشير الى ان الاهالي ينتظرون  ساعة الصفر لتنفيذ عملية تحرير مدينتهم ،  ليعلنوا انتفاضتهم  ضد تنظيم داعش ، المسيطر حتى على مطاعم الكباب في المدينة!
 الفلوجة خضعت  لسيطرة  الجماعات الإرهابية قبل اكثر من عامين ، لا توجد جهة مستقلة تنقل أوضاعها  باستثناء الإدلاء بتصريحات يطلقها سياسيّون  ومسؤولون محليون ،  تأتي عادة في اطار الترويج لفكرة محددة. مجلس محافظة الانبار اعلن ان الايام القليلة المقبلة ستشهد تشكيل فوج عشائري ،  يضم أبناء  الفلوجة الهاربين من جحيم الدواعش  ، اما  السياسيون فتصريحاتهم تندرج ضمن القاعدة السائدة في العراق البكاء على المظلومين  لأغراض الإثارة  واستجداء  عطايا دول الجوار .
الانبار  تمتلك  تمثيلا في  الحكومة  ومجلس النواب ، الوزراء والنواب منهم  من قضاء الفلوجة  تجاهلوا  مأساة أهلها يوم  خضعوا لسيطرة تنظيم داعش ،  اعداد كبيرة منهم  نزحوا الى العاصمة بغداد ومحافظات أخرى،  لقناعتهم بان حياتهم  اصبحت مهددة ،  ففضلوا النزوح  تاركين  للسياسيين  والمسؤولين التحرك السريع لإعادتهم الى مناطق سكنهم ، تحت وطأة  أعباء ومرارة النزوح وفقدان الملاذ الآمن ،  ربما استعرض النازح من قضاء الفلوجة  شعارات رفعها سياسيون من ابناء مدينته ،   ليبعث برسالة الى  وزير المالية الأسبق رافع العيساوي ، والنائب المتواري عن الأنظار حسين الفلوجي وآخرين ، تعكس خيبة أمله ممن جعل القضاء ميدان تحقيق مصالحه الشخصية .
قائد عمليات الأنبار المحلاوي  على اطلاع كامل  بأوضاع الفلوجة وخفاياها ،  قال كلمته  ليبعث هو الآخر برسالة  الى وسائل  إعلام محلية وإقليمية، حاولت  ان تجعل من كارثة القضاء سلاح تدمير شاملا يستخدمه تنظيم داعش ،  في ساعة انطلاق العملية العسكرية لتحرير القضاء ، مجلس المحافظة وحكومتها المحلية لطالما  ذكرت انها أعدَّت قوائم باسماء  عناصر داعش والمتعاونين مع التنظيم ،بمعنى انها  تعرف مَن اختطف الفلوجة ،  وجعل سكانها يعيشون تفاصيل كارثة انسانية .
 لا خلاص متاحاً  في الوقت الحاضر لأهالي الفلوجة  إلا بفك أسرها من خاطفيها ،  اما  مَن يبكي على كبابها من سياسيي  الأنبار ومسؤوليها  فليحمل السلاحَ او  يصمت اذا كان سلاحَ سِز !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram