أعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إشارة خضراء لدعم التصريحات التي تُدلي بها السعودية ودول الخليج حول إمكان إرسال جنود للتدخل في سورية في إطار الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي. في وقت أعلنت مصادر ميدانية مطلعة عن حصار أمني فرضته القوات الحكومية
أعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إشارة خضراء لدعم التصريحات التي تُدلي بها السعودية ودول الخليج حول إمكان إرسال جنود للتدخل في سورية في إطار الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي. في وقت أعلنت مصادر ميدانية مطلعة عن حصار أمني فرضته القوات الحكومية والاكراد على المعارضة في ريف حلب.
وغادرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العاصمة الألمانية برلين، الاثنين، متوجهة إلى تركيا، حيث تلتقي في مستهل زيارتها، رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو في مباحثات ثنائية تشمل الوضع في سورية واللاجئين السوريين فى ضوء ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر لندن فضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين. كما تلتقي ميركل بعدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مباحثات ثنائية تتركز على الأوضاع في سورية واللاجئين السوريين العالقين على الحدود التركية. في الأثناء ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانه لا يريد أن تتكرر في سورية الخطأ ذاته الذي ارتكبه في العراق"، وقال أردوغان متسائلا: "هل من الممكن أن يحدث أمر واقع في سورية؟" وأعاد أردوغان إلى الأذهان مذكرة إرسال قوات إلى الأراضي العراقية التي تم رفضها بالتصويت في البرلمان عام 2003، مضيفًا: "نحن لا نريد أن نكرر في سورية الخطأ ذاته الذي ارتكبناه في العراق".وقال أردوغان للصحفيين الموجودين على متن الطائرة لدى عودته من جولته الأخيرة التي شملت شيلي وبيرو والإكوادور والسنغال، إن "ما يحدث في سورية الآن سيستمر إلى نقطة ما لكنه لا يمكن أن يستمر طويلا، ينبغي على تركيا حماية ما يخصنا ويهمنا".واللافت أنه في اليوم الذي وردت فيه تصريحات أردوغان في الصحف أعلنت الإمارات عقب السعودية والبحرين عن استعدادها لإرسال جنود إلى سورية شريطة أن تكون تحت قيادة الولايات المتحدة. وادعت صحيفة "يني شفق"، إحدى الصحف المقربة من حكومة العدالة والتنمية، والرئيس أردوغان، في خبر نشرته على صدر صفحاتها أمس، أن الحكومة السعودية جهزت جيشًا يتكون من 150 ألف شخص متعدد الجنسيات من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي شمال سورية.وقالت الصحيفة التي أسندت خبرها إلى قناة "سي إن إن عربي" إن هذا الجيش الذي يتشكل معظمه من الجنود السعوديين سيضم جنودًا أيضًا من مصر والأردن والسودان. وذكرت أن دولا مثل تركيا والمغرب وقطر والكويت والبحرين والإمارات ستشارك في هذا الجيش. ومن المقرر أن تدخل القوات إلى شمال سورية عبر الأراضي التركية.
وأعربت أنقرة في وقت سابق عن استعدادها في حال «الضرورة» لفتح حدودها أمام آلاف السوريين الذين يعيشون وفق منظمات انسانية اوضاعاً «يائسة» اثر فرارهم من معارك عنيفة تقدم خلالها الجيش النظامي السوري بغطاء روسي في ريف حلب الشمالي، في وقت بات مقاتلو المعارضة بين فكي القوات النظامية والمقاتلين الأكراد في ريف حلب.وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت الماضي ان بلاده مستعدة لفتح حدودها امام اللاجئين السوريين. وقال: «يسد النظام الطريق على قسم من حلب (...) اذا وصلوا الى ابوابنا وليس لديهم خيار آخر، وإذا كان ذلك ضرورياً، فسنضطر الى السماح لإخواننا بالدخول».ولم يحدد اردوغان متى امكانية فتح الحدود فيما لا يزال معبر أونجو بينار (باب السلامة من الجهة السورية) مغلقاً امام النازحين، وفق صحافية لـ «فرانس برس» في المكان.ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فرّ اكثر من 40 ألف مدني من بلدات وقرى استعادتها قوات النظام خلال هجومها في شمال حلب. كما فرّ آخرون من بلدات واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بسبب القصف الجوي الكثيف.ووصفت رئيسة بعثة منظمة «اطباء بلا حدود» الى سورية موسكيلدا زنكادا وضع النازحين السوريين الذين تجمع القسم الاكبر منهم في محيط مدينة اعزاز بـ «اليائسة». وأشارت الى عدم توافر أمكنة كافية لإقامة النازحين إضافة الى نقص في المياه ومشاكل في الصرف الصحي في مناطق عدة.
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «وحدات حماية الشعب الكردي» سمحت لنحو 80 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية بالمرور عبر مناطق سيطرتها في عفرين في ريف حلب، وذلك على دفعتين «توجهت فيهما هذه الفصائل من ريف إدلب، إلى منطقة اعزاز بريف حلب الشمالي، في الوقت الذي اتهمت مصادر مقربة للنظام السوري، وحدات حماية الشعب الكردي بالسماح بدخول المئات من مقاتلي الفصائل من ريف إدلب إلى ريف حلب الشمالي».وواصل الجيش النظامي السوري والمسلحون الموالون له من جهة ومقاتلون اكراد من جهة ثانية التقدم في ريف حلب الشمالي في شمال البلاد على حساب الفصائل الاسلامية والمقاتلة وسط غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي. ودارت اشتباكات جنوب قرية كفين التي تفصله عن بلدة تل رفعت، احد اهم معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي، وفق «المرصد السوري».وتتواصل الاشتباكات في محيط بلدة بيانون الواقعة على طريق الإمدادات الرئيسي بين مدينتي حلب جنوباً وأعزاز شمالاً. وتترافق الاشتباكات في ريف حلب الشمالي مع غارات جوية روسية مكثفة، وفق «المرصد».وقال مصدر عسكري ان «العملية العسكرية مستمرة (في ريف حلب الشمالي)»، مؤكداً ان «الهدف الرئيسي لكل الجبهات هو قطع طرق الإمداد، والانتقال إلى جبهات أخرى».واستعاد الجيش السوري منذ بدء هجومه الاثنين بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، بينها حردتين ورتيان، وكسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجح في قطع طريق امدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا.وفي ضوء ذلك، نجحت قوات النظام بتضييق الخناق اكثر على الأحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش نحو 350 الف مدني، وفق «المرصد».كما لم يبق امام مقاتلي الفصائل سوى منفذ واحد يتعرض ايضاً لقصف جوي في شمال غربي المدينة باتجاه محافظة ادلب (غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتين.