اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الاحتلال.. لماذا يتذكّرونه الآن؟

الاحتلال.. لماذا يتذكّرونه الآن؟

نشر في: 8 فبراير, 2016: 09:01 م

"لن يدنّس المحتّل أرضنا " لافتة جميلة وبرّاقة للغاية، لكن هل يكفي البريق  والحماسة لأن  يصدّع رؤوسنا البعض بهذه الهتافات، وهم يجلسون على كراسيّ السلطة ويمارسون المسؤولية  ويتنعّمون بامتيازات التغيير الذي ما كان له أن يحصل لولا جنود المحتل  وطائرات المحتل وقاذفات المحتل؟ .
أخشى أن يكون البعض قد اعتبر مسرحية السيادة وطرد المحتل ، فرصة للحصول على أكبر قدر من المكاسب، من دون أن يقول له أحد: توقف، أو أن يكون انشغال العراقيين بالخزينة التي صحوا من النوم فوجدوها خاوية ، أو بأعاداد النازحين الذين دخلنا بهم موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، فرصة سانحة لمن يريد استعراض مهاراته في  الجدل السياسي .
أثقلت صفحات السجال العبثي في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم مجالس سياسيينا حول، "المحتل وأشقّائه".. والله العظيم يا جماعة "عيب"، عليكم أن تخجلوا، تتنافسون بالشعارات على الضحك من مشاعر الضحايا والمهجّرين.
مناسبة الحديث عن المحتل أن بعضاً من سياسيينا، ونوابنا نراهم يخرجون بين الحين والآخر وهم يهددون أوباما بأنهم سيقطعون أنفه لو  حاول ان يدسّه في شؤون العراق في الوقت الذي لم تبق طائرة حربية  "تعتب" على سماء العراق، أرجو ألّا يظن أحد أنني أسخرُ من السادة المسؤولين، فما يجري تجاوز فــنّ السخرية بمراحل كبيرة، لكنني أحاول القول: لا شيء يحمي الشعوب من الدخول في نفق السخرية سوى ساسة يؤمنون بما يقولونه، لن أحيلكم مرة أخرى إلى مسلسلات "مجلس النواب" ولكن أتمنى عليكم قراءة الخبر الآتي بإمعان: طالب عضو مجلس النواب جمعة ديوان بإقالة رئيس ديوان الوقف الشيعي، وأنا أقرأ عنوان الخبر تصورت ان السيد النائب اخذته الحمية على اموال الوقف الشيعي التي لايعرف احد اين تذهب ، او انه يريد للاوقاف ديوانا واحدا يوحّد العراقيين تحت مظلته، لكن الرجل وبكل " لطافة " يريد من رئيس الوزراء تغيير رئيس الوقف الشيعي ،لأن الرجل التقى مع السفيرين الأميركي والبريطاني، وهو بذلك اساء  لسمعة التشيع، " ياسلام " يارجل" ضربة معلم كما يقول إخواننا المصريون، كل هذه السنوات، من النهب المنظم لثروات البلاد ومن القتل المتعمد على الهوية ومن رفع لافتة الطائفية بديلا عن لافتة الوطن وسمعة التشيّع لم تتأثر ، لاننا وبحمد الله اخترنا لمجلس النواب من هم الأكفأ والأقدر لإدارة شؤون البلاد .
لا نشكك فى مقاصد أحد، ولا نفتّش داخل النيّات، فقط نذكّر أننا نعيش أكبر أزمة في تاريخ هذه البلاد، لكنّ نوابنا وكأنّ هذه الكارثة العراقية مسألة لا علاقة لهم بها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. خليلو...

    شاعت في السنوات الاخيرة من حكم النظام السابق أهزوجة شعبية مؤداها تعبرعن خلوده في الحكم .....والله لولا المحتل وحديده الزاحف والطائر لكانت الأهزوجة الشائعة أصدق مثل قالته العرب .وكان الربع كل واحد منهم يقضي بقية عمره في الخانات او في الاماكن الموجودين ف

  2. د عادل على

    محتلوا العراق متعددو الجنسيه وفيهم الخارجى وفيهم الداخلى------الداخلى اخطر المحتلين وهم البعثيون ادلاء الخيانه القاعديه والداعشيه------القاعديون والدواعش متعدد الجنسيه ايضا فيهم السعوديون والاردنيون والمصريون ومن جيجين والجمهوريات السوفيتيه المسلمه والار

  3. محمد سعيد

    هذه قمه الانتهازيه السياسيه وعدم الالتزم الاخلاقي والمجتمعي يااخي الكاتب . اننا ابتلينا بحفنه من شبه رجال همهم الوحيد الاستحواذ علي خيرات البلد وتحويل جموع العامه الي خراف تساق باسم الحرص والدفاع علي قيم الدين الساميه التي هي منهم براء

  4. الشمري فاروق

    كولوله ...هو لو مو الانكليز والامريكان كان منو سوه حضرتك نائب ..ليش انته بحياتك فكرت ان تصير نائب فد يوم لو مو الامريكان ايجيبوك انته وامثالك

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram