يعتبر الباحث والطبيب سليم جوهر ان النقد الخالي من المشاعر لا يعد نقدا مثلما يقول ان المناهج النقدية هي مناهج عقلية لكنها غير ثابتة بل هي خاضعة لعاطفة الناقد. الدكتور الجوهر القى محاضرة في الامسية التي اقامها له اتحاد ادباء كربلاء حملت عنوان ( هل هناك
يعتبر الباحث والطبيب سليم جوهر ان النقد الخالي من المشاعر لا يعد نقدا مثلما يقول ان المناهج النقدية هي مناهج عقلية لكنها غير ثابتة بل هي خاضعة لعاطفة الناقد. الدكتور الجوهر القى محاضرة في الامسية التي اقامها له اتحاد ادباء كربلاء حملت عنوان ( هل هناك ازمة نقد؟) وقدمها الدكتور علي حسين يوسف الذي طرح عددا من الاسئلة امام المحاضر بدأها : ان كان هناك تعريف جامع مانع للنقد متفق عليه ، فما هو هذا التعريف ؟ ام ان النقد مفهوم اشكالي لم يتفق بشأنه الی الان ؟ واذا كان النقد مفهوما اشكاليا فكيف يصح ان نطلق صفة النقد علی عدد من الكتابات والدراسات ؟ هل هناك مقاييس حينما نلتزم بها يصح معها ان نطلق على انفسنا بأننا اصبحنا نقادا ؟ ما هي هذه المقاييس ؟ ويضيف أسئلة اخرى: ما الفرق بين النقد والفلسفة ، والكتابات الأخرى ؟ ما الفرق بين النقد والتحليل والقراءة والمقاربة والشرح والتأويل والتفسير ؟ ما هي الاسئلة النقدية التي من المفترض ان تكشف كوامن النص ؟ وهل توجد أزمة نقد حقا ؟ ما تمثلات هذه الأزمة ؟
الدكتور المحاضر الجوهر قال موضحا: أعني بأزمة النقد ذلك اﻻفتراق بين قدرة النص على نقل المعيشي فيتفاعل معه المتلقي وعدم قدرة النقد على تناول المعيشي فيما يصف بعض ممن يشتغل في النقد بانه تشريح ويعني ان تناول النص وتحليله إلى أولياته كما في تحليل الوردة لمعرفة محتوياتها ومكوناتها كي لا تفقد جمالها.. ويضيف ان هذا هو بالضبط ما أعنيه بأزمة النقد ويبقى السؤال لماذا ﻻ يستطيع تناول الصورة الكلية لأنه يعتمد النسق العلمي الخطي تجاهه حيث لكل نتيجة سبب واحد ويفقد التأويل هنا كمتلقي معناه وأهميته.. ويشير الى ان أزمة النقد هي أزمة الإنسان الجوهرية لأننا ﻻ نستطيع رؤية الصورة الكلية الا من خلال مرايا محطمة لأننا تعودنا ان نرى الأجزاء كلا على حدة فنعجز عن رؤية الصورة الكلية الإنسانية سواء أكان أدبا ام فكرا.. ويوضح ان النص معبر عن الوجود والكلمات تعبر عن مرجعها وهو اضطرابات دائمة للعالم الداخلي للإنسان..فالنقد عند تجاهله للمعيشي هو تجاهل لقيمة الإنسان فيستحوذ النقد على ما هو عقلي ويبقى للنص والمتلقي ما هو محسوس وهنا ﻻ اطرح حلولا بقدر ما أثير تساؤلاً فالأسئلة المعرفية في المنعرج الثقافي العراقي من اشد الأسئلة الحاحا وغيابا في المشهد الثقافي العراقي..الأمسية لم تخل من المداخلات العميقة التي بدأها الباحث حسن عبيد عيسى بقوله : إن النقد الذي يريد ان يعالج أزمته اليوم أراه ضرورة حتمية لكل منتج ثقافي..إنه المرآة التي يرى فيها المبدع حسناته ومساوءه..ويرى ان اقتران النقد بالأدب صائب .. ويتفق عبيد مع المحاضر في أن ثمة اختلاف في التلقي بين متلق وآخر..بل حتى هناك اختلاف في التصور بين المتلقي والمؤلف. الاديب علي لفته سعيد قال : ان النقد هو السؤال وتشكيل السؤال مثلما ينطلق الناقد من مرجعياته وليس بالضرورة ان يكون النقد عقلانيا او انه يهتم بالشعور لأن ذلك يعني تحول النقد الى عاطفة..ليست لدينا ازمة نقد بل أزمة ناقد لأن البعض ناقد مجاملات ولديه نقد أخواني..مثلما لدينا ازمة إعلام وصفحات ثقافية ومتابعة للمنجز النقدي وضرب مثلا من أنه اجترح نقدية خاصة بالنقدية سواء منها العراقية او العربية واطلق عليها ( بنية الكتابية) وله فيها أكثر من 200 مقال لكن النقاد ودارسي النقد والادب لم يلتفتوا لهذا الامر .