TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ودمتم للنضال

ودمتم للنضال

نشر في: 9 فبراير, 2016: 09:01 م

اعلان التمسك بالمادة السابعة من الدستور العراقي الخاصة بحظر نشاط "حزب البعث الصدامي"  اتخذته الاطراف المشاركة في الحكومات المتعاقبة منذ الغزو الاميركي منهاج عمل  بمزاعم الحفاظ على مستقبل العملية السياسية ، وقطع الطريق امام المتآمرين للاطاحة بالنظام الديمقراطي . القوى الشيعية المنضوية ضمن التحالف الوطني ، والسُنية في ائتلاف القوى العراقية لها تمثيل في السلطتين التشريعية والتنفيذية ، اتفقت على الصغائر اثناء خوض مفاوضات تشكيل الحكومة ،  ووقعت على وثيقة الاصلاح السياسي بوصفها خريطة طريق يمكن ان تمهد لبناء دولة المواطنة مع تصحيح اخطاء المرحلة السابقة ،  باعتماد المثلث الشيعي السُني الكردي ، حصلت القوى السياسية على مكاسبها وفق نظرية الاستحقاق الانتخابي ،  حين دخل الزعماء السياسيون الى الغرف المغلقة ، تركوا المصالح الوطنية بذمة الموظف المسؤول   في استعلامات احد القصور الرئاسية .
في اتصالات هاتفية  مصحوبة بإرشادات ونصائح الاصدقاء في الخارج تشكلت الحكومات العراقية المتعاقبة . هذه الحقيقة جاءت على لسان زعيم سياسي تعرض لضربة بوري ،  فاصبح نجما في فضائيات عربية يطل عبر شاشاتها للحديث عن دوره في تقويم اعوجاج الديمقراطية ، من خلال إزالة الألغام المزروعة في المواد الدستورية القابلة للانفجار في كل لحظة ، حينذاك  لا تتوفر فرصة  للتعبير عن الندم .
 القوى السياسية الحالية ، بكل قادتها من الصفين الاول والثاني ، شارك معظمها في كتابة الدستور . ويقال ان مستر بريمر، المعلومة يتحمل مسؤوليتها من قالها،  منح كل عضو في لجنة كتابة الدستور مبلغ  خمسين الف دولار ، تقديرا  لجهودهم في انجاز مهمة تاريخية ، باركها رجال الدين في العراق ، والادارة الاميركية .
لجنة التعديلات الدستورية ،شكلت في الدورة التشريعية الاولى لمجلس النواب، رحلت خلافاتها الى الدورة الثانية ثم وصلت الى الدورة الحالية .  اكثر من عشر سنوات مرت على كتابة الدستور لم تستطع الكتل النيابية التوصل الى اتفاق لانجاز التعديل . فضلا عن ذلك ،  فرض الخلاف حول حظر نشاط حزب البعث تداعياته على المشهد السياسي ، ظلت المشكلة قائمة ، لتضاف الى مشاكل تناسلت واضافت أعباء ثقيلة تحمّلها العراقيون ، فيما  فضلت النخب السياسية الدخول في حلبة صراع الديكة ،  ليحقق الهراتي الاقوى الفوز على خصمه بضربة منقار قاضية . العراقي وصل الى قناعة اكيدة، بوصفه تحمل مرارة خيبة  الاداء الحكومي والسياسي طوال السنوات الماضية ، بأن  قادة وزعماء القوى المشاركة في الحكومات المتعاقبة ، تقمصوا دور الديك  الهراتي .
 حظر حزب البعث او عودة نشاطه مجرد شعارات تندرج ضمن المزايدات السياسية الشائعة في العراق وبنجاح ساحق ، اما التمسك بالدستور فهو مجرد ادعاء للتغطية على الفشل ، وسط استمرار النزالات في حلبة مصارعة الديكة  ، آخر نزال  انتهى بكسر منقار الديك الهراتي    لصاحبه زعيم تحالف سوق الغزل .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram