اعلان التمسك بالمادة السابعة من الدستور العراقي الخاصة بحظر نشاط "حزب البعث الصدامي" اتخذته الاطراف المشاركة في الحكومات المتعاقبة منذ الغزو الاميركي منهاج عمل بمزاعم الحفاظ على مستقبل العملية السياسية ، وقطع الطريق امام المتآمرين للاطاحة بالنظام الديمقراطي . القوى الشيعية المنضوية ضمن التحالف الوطني ، والسُنية في ائتلاف القوى العراقية لها تمثيل في السلطتين التشريعية والتنفيذية ، اتفقت على الصغائر اثناء خوض مفاوضات تشكيل الحكومة ، ووقعت على وثيقة الاصلاح السياسي بوصفها خريطة طريق يمكن ان تمهد لبناء دولة المواطنة مع تصحيح اخطاء المرحلة السابقة ، باعتماد المثلث الشيعي السُني الكردي ، حصلت القوى السياسية على مكاسبها وفق نظرية الاستحقاق الانتخابي ، حين دخل الزعماء السياسيون الى الغرف المغلقة ، تركوا المصالح الوطنية بذمة الموظف المسؤول في استعلامات احد القصور الرئاسية .
في اتصالات هاتفية مصحوبة بإرشادات ونصائح الاصدقاء في الخارج تشكلت الحكومات العراقية المتعاقبة . هذه الحقيقة جاءت على لسان زعيم سياسي تعرض لضربة بوري ، فاصبح نجما في فضائيات عربية يطل عبر شاشاتها للحديث عن دوره في تقويم اعوجاج الديمقراطية ، من خلال إزالة الألغام المزروعة في المواد الدستورية القابلة للانفجار في كل لحظة ، حينذاك لا تتوفر فرصة للتعبير عن الندم .
القوى السياسية الحالية ، بكل قادتها من الصفين الاول والثاني ، شارك معظمها في كتابة الدستور . ويقال ان مستر بريمر، المعلومة يتحمل مسؤوليتها من قالها، منح كل عضو في لجنة كتابة الدستور مبلغ خمسين الف دولار ، تقديرا لجهودهم في انجاز مهمة تاريخية ، باركها رجال الدين في العراق ، والادارة الاميركية .
لجنة التعديلات الدستورية ،شكلت في الدورة التشريعية الاولى لمجلس النواب، رحلت خلافاتها الى الدورة الثانية ثم وصلت الى الدورة الحالية . اكثر من عشر سنوات مرت على كتابة الدستور لم تستطع الكتل النيابية التوصل الى اتفاق لانجاز التعديل . فضلا عن ذلك ، فرض الخلاف حول حظر نشاط حزب البعث تداعياته على المشهد السياسي ، ظلت المشكلة قائمة ، لتضاف الى مشاكل تناسلت واضافت أعباء ثقيلة تحمّلها العراقيون ، فيما فضلت النخب السياسية الدخول في حلبة صراع الديكة ، ليحقق الهراتي الاقوى الفوز على خصمه بضربة منقار قاضية . العراقي وصل الى قناعة اكيدة، بوصفه تحمل مرارة خيبة الاداء الحكومي والسياسي طوال السنوات الماضية ، بأن قادة وزعماء القوى المشاركة في الحكومات المتعاقبة ، تقمصوا دور الديك الهراتي .
حظر حزب البعث او عودة نشاطه مجرد شعارات تندرج ضمن المزايدات السياسية الشائعة في العراق وبنجاح ساحق ، اما التمسك بالدستور فهو مجرد ادعاء للتغطية على الفشل ، وسط استمرار النزالات في حلبة مصارعة الديكة ، آخر نزال انتهى بكسر منقار الديك الهراتي لصاحبه زعيم تحالف سوق الغزل .
ودمتم للنضال
[post-views]
نشر في: 9 فبراير, 2016: 09:01 م